عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-05-2017, 11:15 AM
البدر غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 58
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (02:11 PM)
آبدآعاتي » 1,433,640[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي ياشين السرج على البقر









السرج في اللغة هو ضَربٌ من الرِّحال يُوضَع على ظهر الدَّابَّة
فيقعد عليه الرّاكِبُ. اشتهر به العرب منذ القدم
وصار أحد أهم لوازم ركوب الخيل .
وهو مصنوع من مواد مختلفة صُنعت خصيصاً لتكون ملائمة ومناسبة لركوب الخيل .


ثم تطورت هذه السروج بعدما كانت عبارة
عن قطعة من فرو الخرفان مع لجام من جدائل الكتان أو التيل
لتكون مزين للفرس وأداة للتباهي والتفاخر تزيد الحصان جمالاً
وتضفي على الفارس مزيداً من المهابة والوجاهة .
وبلغت هذه السروج حدوداً بعيدة في الأناقة فرصعت بالذهب والفضة
وتبارى الصنّاع في نقش تكويناتها الفنية البديعة.
ولأن جلّ اعتماد العرب كان على الترحال بالدواب
فقد تفننوا في صناعة السروج والعناية بها
حتى أنهم ألفوا فيها مؤلفات خاصة بها.
مثل كتاب “السّرج” لأبي عبيدة، وكتاب “السّرج واللجام” لأبي دريد وغيرهما.
كما لم تخلو منها أشعارهم ، ولعلّ أبرزها ذاك البيت المعروف لأبي الطيب المتنبي :


أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب


وذلك في إشارة للخيل حيث إن أعز مكان وأعلاه رفعة حين تركب الخيل
، فالخيل رمز للعزة والإباء , والفخر و الكبرياء ,
لا بد من أن يخدمها سائس , ولا يثبت على ظهرها إلا فارس.


على أن الاهتمام بسروج الخيل لم ينحصر في العرب
بل امتدّت العناية بها إلى مختلف الحضارات والثقافات
وصار مايعنيه السرج للفارس مجالاً للأدب والقصص العالمي
حتى أن الروائي الأمريكي جون شتاينبك الحاصل على
جائزة نوبل في الأدب لسنة 1961م له قصة قصيرة رائعة
بعنوان ″سرج الحصان″ يحكي فيها قصة امرأة كانت
تلحّ على زوجها المتهالك أن يرتدي تحت ثيابه سرجاً من الجلد
حتى يتمكن من شدّ قامته ويجعلها أكثر انتصابا
ليمثل أمام أصدقاء العائلة في حفلاتهم الخاصة والعامة
أكثر مهابة وانضباطا، وأمام هذا المظهر الجحيمي
والذي سيجلب له صفقات مربحة وعلاقات ناجحة
وافق هذا الزوج على طلب زوجته شريطة أن يخلع عنه هذا السرج القاسي
خلال الشهر الثاني عشر من السنة ليتمرغ مثل الحصان في التراب والوحل
متخلصا من عذاب هذا الانضباط الزائف !!


وكان للسرج أيضاً نصيباً من الاهتمام في أمثالنا الشعبية
باعتبار ماتعنيه تلك الأمثال من دور في ثقافتنا ووعينا .
حيث المثل المشهور : ياشين السرج على البقر
إذ يتم إطلاقه على من تلبّس بلباس هو ليس بكفء له .
بمعنى أن السرج هو للخيل ويكون مُزيناً لها ويُضفي عليها شكلاً جميلاً
مثلما أسلفنا – ويكون فرصة للتنافس أو للمباهاة .
أما إذا وُضع هذا السرج على البقر فأنه يُقبّح شكله .
أي شكل السرج . ولذلك يتجنّب العرب
تعريض سروجهم للامتهان والقبح فلا يضعونها إلاّ على الحصان.






 توقيع : البدر





آخر تعديل البدر يوم 12-05-2017 في 11:58 AM.
رد مع اقتباس