عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 20-06-2021, 06:47 PM
سما الموج متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (08:40 AM)
آبدآعاتي » 2,420,563[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي زها حديد: إرادة لا تلين وقصة نجاح تجوب العالم









زها حديد: إرادة لا تلين وقصة نجاح تجوب العالم



تتسم تصاميم المعمارية العراقية زها حديد بالانسيابية والغرابة والإغراق في الخيال الحر أحياناً، وهو ما يمكن لمسه في الكثير من الصروح التي تحمل أسمها في حواضر العالم. لكن قصة نجاحها مرت بالعديد من المحطات.





صممت المهندسة العراقية البريطانية زها حديد برج نادي الفروسية الذي يضم بين جنباته مدرسة التصميم التابعة لجامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية منذ عام 2013. وفي مسابقة تصميم البناء جاء في وصف الشركة التي تعمل زها لديها بأن مفهوم التصميم هو بمثابة "الركن الأساس الذي يرمز و يُساهم في تطور هونغ كونغ باعتبارها مركزاً رئيسياً للتصميم العمراني في آسيا".







هذا المرآب الرائع من تصميم زها حديد وقد شكل بداياتها في عام 1993، وهو مركز للإطفاء يتبع لشركة فيترا لصناعة الأثاث ويقع في بلدة فايل آم راين. ويبدو هيكل البناء الخرساني الثقيل رشقياً وديناميكياً وخفيفاً، ويرجع سبب ذلك إلى الاعتماد على طبقات غير تقليدية من الجدران، وكان تصميمها في ذلك الحين يعتبر مستحيل التنفيذ. وعقب تنفيذ ذلك المشروع ذاع صيتها و شهرتها في ميدان التصميم المعماري الهندسي.







أيمكن لهذا البناء المتماوج الشكل أن يرمز إلى حركة تجديد وتحديث لمجتمع منغلق على ذاته؟ صممت زها حديد المركز الثقافي المذهل للرئيس الأذربيجاني الراحل حيدر علييف في العاصمة باكو. رئيس أذربيجان الحالي، إلهام علييف، الذي ينتقد من قبل النشطاء في ميدان حقوق الإنسان احتجاجاً على ممارسات الحكم الديكتاتوري، أراد بناء صرح تذكاري لتخليد والده الذي سبقه في الحكم.







عند قيام المهندسة حديد بتصيميم متحف راينهولد ميسنر الذي يقع على قمة جبل كرونبلاتز في إيطاليا، قامت بتصميم قاعات تحت الأرض و شرِفات معَلقة وهذا ما وفر للمبنى إطلالة بانورامية رائعة. وقال ميسنر وهو أول شخص تمكن من تسلق 14 جبلاً أعلى من 8 آلاف متر موزعة في شتى أنحاء العالم بأن هذا المتحف بمثابة "القمة الخامسة عشر وكانت السبب بغزو الشيب لشعره".







خرسانة، زجاج، منحنيات مستحيلة، أنابيب خرسانية مكدسة، مكعبات وأعمدة مزخرفة ، كل ما سلف ذكره يدخل في عملية بناء ماكسي، مبنى متحف الفن المعاصر في مدينة روما الذي قامت بتصميمه زها حديد. يبدو البناء بحد ذاته كأنه تمثال متحرك. فعندما تدخله تشعر وكان أرضية المكان ستنحرف بعيداً، وكل درجة تفتح لك أفقاً جديداً في الفضاء الهندسي وفي المدينة. إنها حقاً لتجربة فريدة.









تضخمت تكاليف مشروع بناء متحف ماكسي كما طالت سنوات إنجازه ووصلت إلى عشر سنوات، إلا أن البناء يستحق كل ذلك الانتظار، وقد جاء في صحيفة الغارديان اللندنية: "المتحف الذي قامت المهندسة زها حديد بتصميمه هو تحفة معمارية يليق بها أن توضع جنباً إلى جنب روائع أبنية روما القديمة."







تتميز الساحة الرئيسية لمجمع غالاكسي التجاري أيضاً بطابع مستقبلي. استبدلت الزوايا القائمة بأشكال انسيابية وبخطوط منحنية، وهي من تصميم المهندسة زها حديد في عام 2012. يتكون هذا البناء الذي يقع وسط مدينة بكين من أربعة أبراج تتصل بعضها ببعض بواسطة ممرات وجسور للمشاة.







أرادت إدارة مصنع BMW في مدينة لايبزيغ لمبناها الجديد الرئيسي أن يشع بالضوء وأن يرمز للانفتاح والشفافية. تصميم زها حديد يربط بين مكاتب المجمع وبين صالات صناعة السيارات وهو يضم المدخل الرئيسي للمصنع، والكافتيريا وورشات العمل. و بسبب تمكنها من إنجاز ذلك المفهوم فازت المهندسة زها حديد بجائزة ألمانيا للهندسة المعمارية.







بدأت المرحلة الثانية لإنشاء الكورنيش الجديد لنهر هامبورغ في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015. المهندسة زها حديد تصورت هذا المشروع أيضاً. سيعمل هذا الكورنيش على إحياء ضفاف النهر في هامبورغ عن طريق ربطها بالمناطق الرئيسة وعبر تسليط الأضواء على أكثر المواقع إثارة في هذه المدينة الساحلية، ووفقاً لاقتراح المهندسة اللامعة الذي يُفيد بأن المشروع سيتضمن كالعادة الكثير من التعرجات.







رغم ما يعرف عن المهندسة حديد بأنها ذات شخصية حادة الطباع، إلا أنها سيدة في غاية الذكاء فقد تمكنت من الوصول إلى القمة في مهنة كانت حِكراً على الرجال، وكانت المرأة الأولى التي تمكنت من الفوز بجوائز تعادل في قيمتها جوائز نوبل. ففي عام 2009 فازت بجائزة بريميوم إمبريال، كما فازت في عام 2015 بالميدالية الملكية الذهبية للمهندسين المعماريين البريطانيين. وتقيم المهندسة زها حديد حالياً في مدينة لندن.




شقت طريقها إلى العالمية متغلبة على كل المصاعب والتحديات التي واجهتها في بيئة ذكورية، لكنها تفوقت بإبداعها وفنها في هذا الوسط الذي يربط بين الجمالية والهندسة والأرقام والمعادلات الحسابية، فنالت شهرة عالمية فيه. إنها المعمارية زها حديد، القادمة من الشرق وأذهلت العالم بتصاميمها الخارجة عن المألوف والقريبة إلى الخيال، حيث تركت بصمتها على معمار حواضر أوروبا والعالم.
ولدت المعمارية زها حديد في بغداد عام 1950، وأنهت دراستها الثانوية في بغداد، ومن ثم حصلت على شهادة الليسانس في الرياضيات من الجامعة الأميركية في بيروت 1971. كما درست العمارة في الجمعية المعمارية في لندن وحصلت على شهادتها في 1977.


محطة إطفائية فيترا في مدينة فايل أم راين الواقعة بولاية بادن- فرتمبيرغ الألمانية



تصاميم بين الواقع والخيال
عن إبداعاتها و تصاميمها قال أندرياس روبي ، وهو ناقد للفنون المعمارية: "مشاريع زهاء حديد تشبه سفن الفضاء تسبح دون تأثير الجاذبية في فضاء مترامي الأطراف، لا فيها جزء عال ولا سفلي، ولا وجه ولا ظهر، فهي مباني في حركة انسيابية في الفضاء المحيط، ومن مرحلة الفكرة الأولية لمشاريع زهاء إلى مرحلة التنفيذ تقترب سفينة الفضاء إلى سطح الأرض، وفي استقرارها تعتبر أكبر عملية مناورة في مجال العمارة".
تشكل أعمال حديد جزءا من المعارض الدائمة في متحف الفن الحديث في نيويورك ومتحف العمارة الألمانية في فرانكفورت. وتُنسب أعمال المعمارية العراقية، التي تعمل حالياً أستاذة في جامعة الفنون التطبيقية بفيينا، إلى العمارة التفكيكية أو التهديمية، وهو اتجاه يعتمد على التفكيك والتعقيد الهندسي ويكتسب جاذبية خاصة كونه ينقل الإنسان من عالم الواقع إلى عالم المباني الطائرة أو الفضاء.
لمساتها الغريبة والخيال المغرق في الحرية والحداثة وخروجها عن الكلاسيكية والمألوف تتجلى بوضوح في مبانيها الشهيرة المنتشرة حول العالم، فتصاميمها انسيابية لا تعرف زوايا أو حدود.
وغالباً ما تكون تصاميم زها حديد باهظة التكاليف وتتطلب وقتاً أطول من المخطط له مسبقاً، الأمر الذي دعا رئيس الوزراء الياباني لإلغاء مشروع الإستاد الوطني الجديد في اليابان بعد أن كان هذا التصميم من الأسباب الرئيسية لمنح بلاده شرف تنظيم الأولمبياد عام 2020.
لكن هامبورغ الألمانية نالت أحد تصاميم المعمارية العراقية، وأعلنت بفخر انتهاء مرحلة البناء الأولى لمتنزه تابع لمرفئها قبل شهرين من الوقت المخطط له. غير أن هذا التصميم جاء أقل تعقيداً مقارنة بتصميم الإستاد في اليابان، ما أنعكس بالتالي على تكاليف إنشائه. ولعل التفرد الذي تتمتع به تصاميمها، يكمن في أحد أقوالها المشهورة: "هناك 360 درجة لماذا نتقيد بواحدة فقط".




مركز روزنتال للفن المعاصر أول بناء المهندسة العراقية في الولايات المتحدة


بصمات عالمية
تتألق تصاميم حديد كجواهر نادرة أسطورية أينما وجدت، حيث وصفها معماريون ومصممون بالمعمارية العظيمة و"سوبر ستار". تعد محطة إطفائية فيترا في مدينة فايل أم راين الواقعة بولاية بادن- فرتمبيرغ الألمانية أولى الأعمال التي أنجزتها زها حديد وساهمت في شهرتها العالمية وقالت زها حديد عن هذه المحطة :"مبنانا يعمل مثل الطربوش يغطي الموقع ويعطيه تعريفا. ولكن عندما تتحرك خلال المبنى، فإنه يبدو كما لو كان جهاز عرض. لقد تم تصميمه لكي تدرك التغيرات الفراغية والحسية بالكامل بينما تتحرك عبر المناطق المختلفة للحيز". وفي مدينة سينسيناتي الواقعة بولاية أوهايو الأميركية قامت بتصميم مركز روزنتال للفن المعاصر وهو أول بناء المهندسة العراقية في أمريكا.
والجدير بالذكر أن زها حديد عملت كأستاذة زائرة في جامعات شيكاغو ونيويورك ويال الأمريكيتين. وحصلت على مقعد العضو الفخري في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب، وزميل في المعهد الأمريكي للهندسة المعمارية. فضلاً عن مشاريع مستقبلية أخرى بالإضافة لتصميم مجموعة من اليخوت الفاخرة.
كما ذكرت حديد في إحدى مقابلاتها مع أحد المواقع الإعلامية أن تصاميمها لا تقتصر على المباني الثقافية فقط، بل قامت مع شريكها باتريك شوماخر بالعديد من المشاريع السكنية التجارية المشتركة الذي وصفها بأنها كانت: "صرخة فيما قدمته منذ عقدين من الزمن من أعمال في الرسم أو في العمارة".

مركز حيدر عليف في باكو عاصمة أذربيجان




طريق صعب إلى النجاح
لم يكن طريقها إلى النجاح سهلاً، فقد أصيب مسار زها العملي بعدد من الانتكاسات، من أهمها وقوف النزاع السياسي الداخلي حائلاً دون استكمال تصميمها الحديث لدار "كارديف باي" للأوبرا في ويلز بالمملكة المتحدة عام 1995. إلا أن ذلك لم يفقدها العزيمة والإصرار لتحقيق طموحاتها، حيث حصلت على جائزة بريتزكر في التصميم المعماري.
وبذلك كانت أول وأصغر امرأة تنال تلك الجائزة التي تعتبر معادلة في قيمتها لجائزة نوبل في العلوم والآداب، والتي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً.
بالإضافة إلى العديد من الجوائز العالمية المرموقة، كما حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية واختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم في عام 2010، حسب تصنيف مجلة التايمز لأقوى مائة شخصية في العالم.
كما نالت جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014، وذلك لتصميمها مركز حيدر عليف في باكو عاصمة أذربيجان وأيضاً مما جعلها أول امرأة تفوز بالجائز الكبرى في المسابقة التي دشنت منذ سبع سنوات.
وقالت حديد عن سر تميز هذا المبنى وهو أحد انجازاتها الذي يختزل خبرة 30 سنة من الأبحاث: "هذا المشروع لم تبخل عليه باكو، عاصمة أذربيجان، بشيء؛ فالميزانية كانت مفتوحة، وهذا مهم، لأنها عندما لا تكون كذلك، يكون هناك تنازل أو حل وسط لا يكون في صالح العمل".


انتقادات وتحديات
لكن من جانب آخر، أُثيرت انتقادات لتصاميم زها حديد بعد سنوات من حملة وصفتها بـ"مهندسة قرطاس" لصعوبة تنفيذ تصاميمها، واليوم يرى المنتقدون بأن أبنيتها خارج إطار الإحساس بالمكان، وأن تصاميمها لافتة للنظر على الماكيت "المخطط" فقط، وتعاني من عدم الانسجام مع روح المدن التي ينبغي أن تنتمي إليها.
ويؤكد بعضهم الآخر أن هذه التصميمات تطغى عليها حالة من الصرامة. لكن ومما لاشك فيه أن نجاح تصاميمها والجوائز والنجاحات المتلاحقة التي حققتها تؤكد أن مقولة "مهندسة قرطاس" ليس سوى ادعاء كاذب من معماريين يعيشون مع الماضي، لأن كل ما وضعته على شاشة حاسوبها من تصاميم استطاع الآخرون تنفيذه.






رد مع اقتباس