عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29-07-2020, 01:00 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
قصة الراعي الكذاب".






يحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك شابا صغيرا في العمر، كان بكل يوم يأخذ أغنام أهل القرية ويرعاها بمروج الأعشاب الخضراء، كان يصعد بهم إلى الجبال عاليا إذ كان يوجد جدولا مليئا بالمياه العذبة والعشب يغطي كل المكان.
كان يهتم بالأغنام جيدا ويرعاهم ولا تغفل له عين، ولكنه في يوم من الأيام شعر بملل فقرر أن يسلي نفسه، وخطرت بباله فكرة فنفذها على الفور وهي التحايل على أهل القرية بالكذب عليهم، فصعد أعلى التلة وأخذ ينادي ويصرخ بأعلى صوته: “يا أهل القرية جيروني وأغنامكم من الذئب المفترس”.

وبأسرع من الصاروخ وفي لمح البصر اجتمع كل أهل القرية وكل منهم حاملا بيده سلاحا بأشكال مختلفة ومتعددة عند الصبي حتى ينجدوه من الذئب، ولكنهم تعجبوا عندما لم يجدوا شيئا مما أخبرهم به، وعندما سألوه استكمل كذبه قائلا: “لقد هرب الذئب خوفا منكم عندما رآكم قادمون نحوه”، وبمجرد انصراف كل منهم إلى استكمال عمله بدأ بالضحك على أهل القرية بسبب ما فعل بهم.

ومازال يكرر تداعيه على أهل القرية طيبي القلب حتى جاء يوم رأى في أعينهم الغضب عليه، فاعترف لهم بحقيقة الأمر وأن ما فعله قد فعله بسبب شعوره بالملل، ازداد غضبهم عليه، وبالرغم من كل اعتذاراته إلا أنهم لم يسامحوه على ما فعل.
وجاء يوم نبح فيه الكلب بشدة، فانتبه الصبي واكتشف بفطنة أنه ذئب قادم نحو قطيع الأغنام، فأخذ ينادي وينادي على أهل قريته ولكن لا حياة لهم، فسمعوا ندائه ولكنهم لم يجيبوه ظنا منهم بأنه مازال يكرر تحايله عليهم؛ وعندما لم يجد الصبي مخرجا صعد إلى قمة أعلى شجرة بالجوار ومن الأعلى شاهد كل شيء، لقد أخذ الذئب يقتل في الأغنام ثم أكل بعدها حتى شبع، ومن ثم انصرف ولم ينجو من القطيع إلا شيء يكاد لا يذكر وقد لاذ بالفرار في الجبال.

لم ينزل الصبي من على الشجرة خوفا من عقاب أهل القرية الذين قلقوا بسبب تأخر الصبي عن موعد عودته بأغنامهم فقد غاب قرص الشمس من فترة وجيزة، صعد أهل القرية ليطمئنوا فوجدوا الدماء وجثث أغنامهم تملأ المكان والصبي مازال فوق الشجرة يبكي الدموع ويذرفها ذرفا، وتعلم الكل الدرس ولكن بعد فوات الأوان.





 توقيع : حكآية روح




رد مع اقتباس