الموضوع: .. جيل الطيبين ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-02-2024, 01:38 AM   #6


الصورة الرمزية الملاح
الملاح متواجد حالياً

 
 عضويتي » 3031
 اشراقتي » Feb 2024
 كنت هنا » اليوم (10:10 AM)
آبدآعاتي » 31,051[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
 الاوسمة »
وسام وسام وسام رد نابض بالتميز سهرة رمضانية مع صائم 
 
افتراضي رد: .. جيل الطيبين ..



زمن الطيبين
ان جازت لتا التسمية فهي في محل اعرابها الصحيح
لان زمن الطيبين في تصوري استمر الى بداية الثمانينيات ومن ثم تمحورت الامور وتغيرت الملامح
ولنعتبر ان النسبية هي الحكم في كل الازمنة
فقبل الثورة الصناعية وعصر التحولات الالكترونية
كان الناس اقرب الى الفطرة والى الخيرية
لانهم كانوا اكثر قربا من الفطرة واكثر عملا
بالاخلاقيات والمروءة والوفاء والايثار
ولا ننفي هذه القيم على الجيل الحالي
او الذي قبله ولكن بعد الثمانينيات وانهيار
المعسكر الاشتراكي اصبح العالم اكثر ماديةً
والذي سبقني أشار الى ان العصر الحالي هو
الاكثر تطورا واقل معاناة
لو نظرنا للامور من هده الزاوية فسوف نرى
ان الآلة هي التي تطورت وليس الانسان
فالانسان لم يتطور بالمعنى المادي الصرف
وإنما ارتقى وعيا ومعرفة وخلط بين الغث والسمين
فلو افترضنا جدلا ان الكهرباء فقط توقفت او تعطلت لاي سبب كان فإن الانشان سيعود إلى العصور الغابرة
كالعصر الحجري ووو إلخ
والمقصود بالتقاش حسب تصوري لا علاقة له بالتكنولوجيا لان التكنولوجيا غيرت المفاهيم وقربت البعيد فالمسألة التي كانت بحاجة إلى شهور حتى تؤتي أكلها اصبحت اليوم تنضج قبل أوانها
فلو عدنا قليلا الى عصر الستينات والسبعينات سنجد على كل المستويات انهم كانوا فطاحلة عصرهم
سواء على المستوى الادبي او الفني او الغنائي او حتى الساسة كان اغلبهم أساطين عكس ما نراه اليوم والدليل على صحة كلامي اننا لا زلنا ننهل من معين الرعيل الاول ولا نستطيع تجاوزهم برغم ثورة التكنولوجيا التي خدمتنا وسهلت لنا المستحيلات
وكثرة الاطلاح على الصالح والطالح اليوم
جعل الاغلب في حالة نفسية غير طبيعية ومزاج متعكر والبعض اصيب بداء التضخم الذاتي حتى على مستوى المنتديات وهو ابسط مثال فالبعض لو اعطي لونا يشعر انه اصبح عقيد ركن او عضواً في الحزب الشيوعي الصيني ولا يخاطب الاخرين الا بلكنة فوقية وتعالي ممقوت
لذلك هناك فرق بين قبول الحياة بعجرها وبجرها
والتعاطي معها تعاطيا خلاقا
وحتى في اخلاقيات الحروب قبل الf15و16و35 والميج والميراج والفانتوم وغيرها عندما كانت تتوقف الحرب بين الطرفين لا يمكن ان يقوم احد الاطراف بالغدر وان كانت الحروب خدعة والخدعة جائزة فيها
وعلى مستوى التداخل الفكري والتشبع البياني هناك اختلاف بين السابق واللاحق
وأنني شخصيا كنت اتودد لجدتي رحمة الله عليها لتحكي لي قصة ارضي بها غرور شغفي
واما اليوم فقد مُلئت عقولنا من منغصات الجيل الحالي واخفاقاته
الذي غدا اكثر اتكالية واختفت معالم الابداع وان كنا نرى ان التكنولوجيا خدمتنا كما نزعم فحن عالم مستهلك لم نحقق اكتفاءاً ذاتياً في كل شي ولا زلنا نعوّل على ما تنتجه عقول غيرتا للتباهي فقط
لهذا كان في جيل الطيبين الجار يرعى مصالح جيرانه ويسد عنهم في الشاردة والواردة
واما اليوم فالجار لا يعرف جارة ولا يريد معرفته او تحمل اي هفوة من هفواته
هناك الكثير من النقاط على المستوى الاسري والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعلمي والسياسي لو تناولناها لوجدنا البون شاسعا
كان في جيل الطيبين المعلم ابا
وينطبق عليه قول احمد شوقي
قم للمعلم وفه التبحيلا
لنرى اغلب المعلمين اليوم الا من رحم ربي لا يحرص على اداء رسالته وتوصيل امانته فقد انقلبت الميازين وتعددت المفاهيم ولنقس على ذلك
مودتي واحترامي


 

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الملاح على المشاركة المفيدة: