عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-11-2020, 07:03 PM
فريال سليمي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 3
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (10:27 PM)
آبدآعاتي » 1,258,925[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم
موطني » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي لنا في الخيالِ ألف حياة .. مقاله للكاتبة علياء عيد




تعتبر عبارة "لنا في الخيالِ حياة" من أكثر العبارات تأثيراً في وجداني، فأرى أن لنا في الخيال ألفُ ألف حياة وليست حياة واحدة فقط . فكل منا له حياة، واثنتين، وثلاث حيوات يحياها داخل ردهات عقله؛ ما بين أحلام يريد تحقيقها، وأخرى يسعى بالفعل إلى تحقيقها، وأحلام لا يقوَ على البوح بها، حتى أنه يشعر بالخجل بمجرد أن تطرق أبواب خياله، وأحلام استطاع تحقيقها بالفعل، وهى الان بمرحلة التقييم و التطوير، إلى آخره من أحلام ...

فهناك في ألاسكا حيث الثلج طوال العام؛ من يحلم بزيارة مدينة يرى فيها الربيع والأزهار وهى تتفتح، وهناك في اليابان من يحلم بفتاة أحلامه المكسيكية، سمراء البشرة التي طالما حلُم بها، وهناك في أمريكا من تحلم أن تصبح رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك في إنجلترا من يحلم بنادي مانشستر يونايتد بطلاً للدوري الإنجليزي، وهنا في مصر من يغفو على سريره؛ يحلم بأن يصبح سفيراً لمصر لدى جمهورية الصين الشعبية ...

آلاف وآلاف الأحلام التي لا تنقطع والتي تمدنا بالأمل في هذه الحياة القاسية .. آلاف الأحلام التي دونها ما استطعنا أن نحيا، ونواصل، ونجتاز المصائب التي تصب على هذا العالم في كل ثانية .

فجميع بني البشر ليسوا مختلفين في أحلامهم فقط، بل وفي الطريقة التي يحلمون بها، وفي مواعيد طرق الأحلام لأبواب وردهات خيالهم؛ فهناك من يعش حياته بأكملها على أنها حُلُم وخيال كبيرين، ولا يريد الإفاقة منها حتى لا يصطدم بالواقع المرير، وهناك من يطرق الحلم بابه في أوقات الفراغ ليس إلا، وينسى الأمر برمَته بعدها بدقائق معدودة، فيُنسى كأن لم يكن، وهناك من يدق الحُلم وجدانه قبل أن يغفو بقليل، فيظل صريع خياله يصولا ويجولا معاً إلى ماشاء الله أن ينتهيا من الصول و الجول في طرقات الخيال بمحض إرادتهما، أو أن يغلبه النعاس فينام قرير العين بما حَلُمَ به، وهناك من يأتِه الخيال بعد الثانية عشر بعد منتصف الليل،ومن يأتِه في العمل أو في قاعة المحاضرات، إلى آخره من الأماكن والأزمات التي يطرق فيها الخيال أبواب العقل؛ فليس هناك من يستطع أن يُحَجِّمَه، أو يسيطر عليه، أو يُلزمه بمواعيد للزيارة؛ فهو الزائر الوحيد الذي لا تستطيع تجاهله أو التغافل عنه، فدائماً وأبداً ما تُحسن ضيافته وتكرمه في أى وقتِ حلَّ به، لأنك دونه لا تستطيع أن تحيا ...

فنحن لنا في الخيال حيوات وليست حياة ...




 توقيع : فريال سليمي




🍓





💕



💕
مواضيع : فريال سليمي


رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ فريال سليمي على المشاركة المفيدة:
, ,