عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21-06-2019, 08:04 AM
˛ ذآتَ حُسن ♔ غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 290
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » 30-04-2024 (05:46 PM)
آبدآعاتي » 454,395[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » دنِيَــِا مَآ تِسِـِوَىَ ذَرَة . . [ آهتِمَآم «~
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
نظرات فى القرآن.. الذِّكْر والفلاح







اقترن رجاء الفلاح فى القرآن بالأمر بذكر الله - عزَّ وجلَّ - مرتين: فى سورة الأنفال الآية (45)، وفى سورة الجمعة الآية (10).

ويعلق مصطفى حمدون أمين الباحث فى الفكر الإسلامى بجامعة القاهرة على خمسة أمور تضمنها هذان الموضعان: الأول: اتفاقهما فى اللفظ: «وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وهذا يزيد تأكيدَ كَوْنِ ذكر الله مِن أهم سُبُل الفلاح التى ينبغى الحرص عليها. والثاني: تقييد الذكر بالكثرة يدل على ضرورة التزامه فى جميع الأحوال، وذلك مِن أفعال أُولِى الألباب كما فى آل عمران: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ...». والثالث: الخطاب فى الموضعين للمؤمنين: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا...»، فكان ذِكْرُ الله كثيرًا من أهم علامات الإيمان الصادق. والرابع: استعمال (الواو) فى صدر اللفظين، وهو حرف يفيد الجمع غالبًا بين سابقه ولاحقه. وقد جمعَت آية الأنفال مع الذِّكرِ الأمرَ بالثبات عند قتال العدو، وفى سورة الجمعة جُمِع مع الذكر الأمرُ بالسعى إلى صلاة الجمعة، وتَرْك البيع عندئذ، والانتشار بعدها، وطلب فضل الله.

وهذا يدل على أهمية اقتران ذكر الله بالعمل الصالح كالثبات فى مواجهة الأعداء، والحفاظ على الشعائر بصفة عامة، والصلاة بصفة خاصة، والانتشار فى الأرض بحيث يسعى الجميع لطلب فضل الله حيث يشاء بحسَب طاقته. كما يدل على أن ذكر الله مِمَّا يُعين على العمل. أما الأمر الخامس: فهو التعبير عن السعى إلى الصلاة فى سورة الجمعة بالسعى إلى ذكر الله: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ..»

وهذا يدل على أن ذِكر الله ليس عبادة لسانية فقط، وإنما هو عبادة للقلب والجوارح؛ حيث عبَّر القرآن بذكر الله عن الصلاة التى هى مجمع العبادات وعمود الإسلام. وإذا أضيف لذلك أنَّ معنى (ذِكْر الشيء) هو استحضاره، أمكن القول بأن ذِكر الله حقيقةً هو مراقبتُه - سبحانه - فى جميع الأحوال. وربما لذلك قال الرسول – صلى الله عليه وسلم - لرجلٍ شكا كثرة شرائع الإسلام، وأراد بابًا جامعًا يتمسَّك به - كما فى مُستدرَك الحاكم -: «لا يزال لسانُك رطبًا مِن ذِكْر الله». لأجل ذلك كان الذاكرون الذين يُفلحِون بسبب ذِكرهم ليسوا هم الذين لا يجاوز الذِّكرُ حناجرَهم أو حبَّات مَسابحِهم؛ حيث لا أثر لتلك الرياضة التى يفعلونها لألسنتهم أو أصابعهم على قلوبهم وأعمالهم. وقد قال الله للمؤمنين فى سورة الحج: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»




 توقيع : ˛ ذآتَ حُسن ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ˛ ذآتَ حُسن ♔ على المشاركة المفيدة: