عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 28-03-2024, 02:07 AM
انسكاب حرف
ابتسامة الزهر متواجد حالياً
 
 عضويتي » 27
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (12:19 AM)
آبدآعاتي » 4,086,170[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي غصون رمضانية (1) هلال الفرح




هلالُ الفرح
غصون رمضانية (1)



متى يهل حبيب القلوب من الآفاق؛ ليرسل إلى الأرواح أنوارَ السرور بدخول خير الشهور، وتنزل هدايا الرحمن التي تجلو العقول، وتهذب النفوس، وتطهر الجوارح؟



لقد طال انتظار المحبين على شواطئ الشوق، وهم يرقبون طلوع مؤذِنِ السعادة، وبشير موسم العبادة، فمتى تضيء السماء بطلعته، ويُهتك سترُ الظلام ببسمته، وتهبط الرحمات بميلاد شهره؟

الشوقُ بين ضلوعنا يتوقّدُ
والعينُ في أفق السما تتردّدُ
فمتى سيشرق شهرُنا ويهلّ مِن
وسط الظلام هلالُه والمولِدُ؟


حتى إذا بدت من المطالع بشائرُ المنتظر الحبيب، وأطلّت على نواحي السماء إشراقة الحبور؛ استبشر المؤمنون، وعمهم الفرح، فأزهرت الوجوه، وانشرحت الصدور، وربما دمعت على الخدود العيون، فراحوا يفرشون طريق رمضان بالعزم الصادق على العمل الصالح، ويطلقون لجوارحهم العنانَ لتستبق في ميدان الصيام الصحيح، والقيام الخاشع، والتلاوة المتأملة، والأخلاق الحسنة، والكرم والجود، وغير ذلك من مجالات الخير والبر.



فأهلاً بهلال تمتلئ به المساجد، ويمتد إلى المعوزين فيه سخاء الأماجد، ويغلب فيه على عموم المسلمين الإقبال إلى الخير المتنوع.

وأهلاً بهلال تهل معه البركات، وتكثر فيه الخيرات، وتقضى فيه الحاجات، وينعم فيه ذوو الطاعات.

وأهلاً بهلال يشير على المسلمين بجمع الكلمة، وتوحيد الصف، والانتصار على أمراض النفس، وصبغ المجتمع بصبغة الطهر.



فيا من أدركه هلال رمضان حيًا صحيحًا اشكرِ الله على نعمة البقاء؛ لتدرك فضائله، وتنال نوائله، فكم من قريب أو بعيد أو صديق أو جار قد سبقوك إلى الآخرة فانقطعت أعمال جوارحهم، وربما يتمنى متمنيهم أن يرجع إلى الدنيا لينال بركة رمضان، فأنت الآن في مُنَاهم، وما أقرب أن يلحق آخر العباد بأولاهم.



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: (اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك)[1].



وقال الشاعر:

إذا هبّتْ رياحك فاغتنمها
فعقبى كل خافقةٍ سكونُ
ولا تغفلْ عن الإحسان فيها
فلا تدري السكون متى يكونُ[2].

[1] رواه الحاكم والبيهقي، وهو صحيح.

[2] البيتان لابن هندو، غرر الخصائص الواضحة، للوطواط (ص: 131).




 توقيع : ابتسامة الزهر


رد مع اقتباس