عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-04-2024, 07:40 AM
نور متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1639
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » اليوم (06:09 AM)
آبدآعاتي » 73,175[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » تصفح نت والشغال اليدوية
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي القول الفصل ... التعامل مع الآخر



يقول الله تعالى:
«فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ
حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ
وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا
سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»
[التوبة ــ 5]،
وفى آية أخرى
»وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ
مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ
مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ
فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ»،
[سورة البقرة:191]
من الكلمات القرآنية التي أسيء فهمها
لما اجتزئت من سياقها فحملت على العموم
غير المراد منها، قوله تعالى
«فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ»،
التي ابتسرت من الآية الخامسة من سورة التوبة،
لزعم أن القرآن كتابٌ دمويٌ يحرض
على قتل غير المسلمين، وهذا خطأٌ محض؛
لأن إعادة قراءة الآية كاملة بسباقها ولحاقها
تنقض تلك الدعوى، وتبين أن الأمر
بالقتل هنا إنما هو لطائفة مخصوصة من المشركين
اعتدوا ونكثوا عهودهم مع المسلمين؛
فصدر سورة التوبة المتضمن هذه العبارة
المنتقاة نزل ليؤطر لنا العلاقة مع فئات من المشركين:
[مشرك يفي بعهده] يجب الوفاء له،
و[مشرك مستجير يطلب حماية المسلمين]
تجب حمايته إلى أن يصل إلى مكان آمن
حتى لو رفض الإسلام، كيف؟ مسلمٌ يحرسُ مشركًا؟!،
نعم إنها عظمة الإسلام الذي يوجب
على المسلم حماية هذا المشرك المستجير؛
وإن مات المسلم في سبيل حمايته كان شهيدا،
و[مشرك ناكث للعهد متآمر بدأ المسلمين بالقتال]
فهذا هو الذي أمر القرآن بقتله،
وهذا لا يعارض فيه من له أدنى علم بالعسكرية،
لكن انظر إلى عظمة الإسلام وهو يمهل
ناكثي عهود أربعة أشهر ليراجعوا أنفسهم أو يلملموا
متعلقاتهم ليخرجوا آمنين؛ في صورة من
(الإجلاء السلمي) ودرجة راقية من التسامح
الإسلامي قل نظيرها!!فإن رفض هذا الناكث
للعهد كل ذلك يكون هو الحاكم على نفسه
بالقتل وليس الإسلام؛وعليه نقول:
إن القرآن لا يبيح دم المشركين لمجرد شركهم،
وإنما لنقضهم العهود ومحاربتهم المسلمين،
وأن الأمر بالقتل في (فاقتلوهم)
ليس قتلا عشوائيا يعم كل مشرك كما يزعمون،
وإنما هو لطائفة مخصوصة منهم – كما بينا-
والتاريخ خير شاهد على ما نقول؛ إذ لم يسجل
أن المسلمين قتلوا مسالمًا في وقت كانت القوة معهم،
وقد جاءت غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم،
ومن بعده الصحابة الكرام رضوان الله عليهم،
لتسطر بأحرف من نور فى سجل التاريخ الإنسانى،
كيف تعامل صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام،
بأخلاق راقية مع الآخرين سواء فى السلم أو الحرب.




 توقيع : نور

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس