عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-03-2018, 10:56 AM
عتاب الياسمين غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 98
 اشراقتي » Mar 2017
 كنت هنا » 30-05-2020 (04:43 AM)
آبدآعاتي » 22,949[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الهجرة منهج حياة وتوجيهات للمسلمين في كل العصور



احتوت على تعاليم بطلب الرزق والعلم
الهجرة من الاحداث العظمية المليئة بالفوائد والعبر، وما حدث فيها، وما نتج عنها دروس وتوجيهات للمسلمين في كل العصور، تعلم الامة عدم التواكل أو القعود أو الاستسلام، وتؤكد الطاعة والتوبة والإنابة والعمل الصالح والمؤاخاة بين المسلمين.
وترسخ الهوية الاسلامية الايمانية لافراد المجتمع، وانتصار الخير على الشر، وحب الاوطان والعمل والبذل والفداء والتضحية لتحقيق أمنها واستقرارها وتقدمها الحضاري.
حيث إن الهجرة من أهم الاحداث التى غيرت تاريخ البشرية وتركت بصماتها العظيمة على الانسانية وأن اثارها الجليلة امتدت لتشمل حياة الناس في كل عصر بما رسخته الامة الاسلامية وحضارتها من قيم الحق والعدل والحرية والمساواة،.
وما قدمته وما زالت تقدمه للبشرية من اسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، وتصلح لتنظيم حياة الإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته.
دروس من الهجرة
أن على الامة تذكر دروس الهجرة وأحاديثها والنبي، صلى الله عليه وسلم، يقول في شأن الهجرة المخصوصة التي أكرمه الله بها من مكة إلى المدينة: “لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا”، مبينا أن للهجرة معنى مهما في ذاته نراه عند جميع الأنبياء.
فإبراهيم عليه السلام يهاجر طلبا للإيمان، قال تعالى في شأنه:”وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين” الصافات 99، وموسى يهاجر إلى أرض مدين طلبا للأمن، وإسماعيل يهاجر إلى أرض مكة لإقامة البيت على قواعده، ويعقوب يهاجر إلى مصر للحاق بيوسف وأخيه، وهكذا لو تتبعنا هجرة الأنبياء لوجدناها كانت لأغراض كثيرة فأصبحت منهج حياة لطلب الرزق أو لطلب العلم أو لطب الأمن أو لطلب الأيمان أو غير ذلك.
المعنى المستمر
أن المعنى المستمر للهجرة نابع من مكانتها العظيمة من الدين سواء أكان الانسان ينتقل من مكان إلى مكان أو من حال إلى حال، موضحا انه عند الانتقال من مكان إلى مكان، ورد أنه إذا رأى المرء منكرا فليزله أو فليزل عنه.
وهو معنى قوله تعالى:”واذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين” الانعام 68، وهذا منهاج قوي في مقاومة الفساد وعدم الرضا به، يرتبط ارتباطا عضويا مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو ما طوره المسلمون قديما في نظام الحسبة وحديثا في المؤسسات الرقابية كالجهاز المركزي للمحاسبات والرقابة الإدارية ونحو ذلك كأنظمة المرور وتفتيش التموين والصحة.
فالبعد عن أماكن المعاصي أمرنا الله ونهانا به ونهينا عن السكوت عنه وإلا أصابنا العذاب مع المجرمين، قال تعالى: “واذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون” الاعراف 164-165.
الحياة اليومية
أن الهجرة أمر مستمر يدخل في الحياة اليومية للمؤمن وأن مفهومها واسع لا يقتصر على النقلة المكانية، مؤكدا ان الامة في أشد الحاجة إلى هذا المفهوم في عصرنا الحاضر حيث يشمل مقاومة الفساد والإفساد، سواء أكانت هذه المقاومة بالأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر أو التغيير الواجب بكل وسائله.
وإن القران الكريم علمنا سنة استرجاع الاحداث العظيمة في تاريخ الامة لتعود اليها الاجيال لتستمد منها أسباب النصر والقوة واسباب النجاح والفلاح،

و أن هذه المعاني تظهر بوضوح في الاية التى تتعلق بهجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى:”الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا” التوبة 40.
و أن سبب نزول آية الهجرة هو موقف بعض الناس من قرار النبى-صلى الله عليه وسلم- بمحاربة الرومان الذين اعتدوا على الدعاة الاسلاميين، ومنعوهم من الدعوة.
حيث ان بعض الناس تملكهم الخوف وقالوا أنى لنا بمحاربة هؤلاء؟، وكان الرومان القوة الاولى في العالم انذاك، فأنزل الله اية الهجرة لتستأصل روح الهزيمة من نفوسهم، وتقطع دابر الضعف في قلوبهم، وتطالب المؤمنين بالتضحية والفداء مع الرسول-صلى الله عليه وسلم- كي ينصرهم كما نصر وأيد نبيه ومن معه فى الهجرة.
والهجرة درس قيم فى عبور المحن والكوارث والشدائد، حيث ان الهجرة كان يمكن أن تتم في أقل من لمح البصر، فماذا تساوي المسافة بين مكة والمدينة اذا قورنت بالمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى في رحلة الاسراء، أو المسافة بين المسجد الاقصى والسماوات العلا في رحلة المعراج.
القدوة فى حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
ان الله تعالى اراد أن لا يحرمنا من القدوة فى حياة سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- في أوقات الشدائد والمحن، فأجرى الهجرة وفق الاسباب، لنتعلم كيف يخطط النبي ويرتب دليل الطريق ومن تأتي بالزاد ومن يمشي بالغنم كي يمحو الاثر والرفيق والدابة.
كما خالف الطريق والجهة تمويها على المشركين، حيث أنها تعلمنا أن لا ننهار أمام المفاجآت غير المتوقعة حين وصل الكفار الى الغار وسيطرت مشاعر الخوف على أبي بكر فكان الثبات من الرسول- صلى الله عليه وسلم- وكان التماسك قائلا له:” لا تحزن ان الله معنا”، ولنتعلم درس التآخى والتراحم والتعاطف والمؤاخاة بين المهاجرين والانصار.
والآن الامة في أمس الحاجة لتذكر الهجرة المباركة والاستفادة من دروسها الكثيرة وفهم دلالاتها وعبرها العظيمة، و أن الهجرة كانت حدثا فاصلا بين مرحلتين من مراحل الدعوة، وبداية نصر الحق على الباطل.
التوكل على الله
أن الهجرة تؤكد على الجمع بين الاخذ بالاسباب والتوكل على الله عند الشدائد، والإخلاص وسلامة القلب، والإعتدال فى كل الاحوال، فقد خرج الرسول-صلى الله عليه وسلم- مكرها ولكنه لم يخنع أو يذل أو يفقد ثقته بالله تعالى، ولما فتح الله عليه بالنصرة لم يتعاظم ويزهو تيها، وانما ظل على العهد والوعد يرجو رحمة ربه.
وأن الهجرة في جوهرها درس قيم يبين للناس أهمية الثبات في المواقف الصعبة، وأن العاقبة للتقوى وللمتقين، و أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- علمنا الصمود في وجه اتباع الباطل.
وعدم التهاون في دفعهم وتقويم عوجهم، وتقدير حجم الشر بلا تهويل او تضخيم أو خوف حتى لو أشتد بأسه وكانت له الجولة لان العاقبة للذين صبروا والذين هم مصلحون.




 توقيع : عتاب الياسمين

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عتاب الياسمين على المشاركة المفيدة: