عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 27-07-2018, 03:57 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » يوم أمس (08:54 PM)
آبدآعاتي » 2,735,852[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
أم سلمة المخزومية رضي الله عنها





هي أم المؤمنين ،
هند بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة
المخزومية القرشية المشهورة بكنيتها أم سلمة ،
والدها سيّد من سادات قريشٍ المعدودين ،
وكان بين الناس مشهوراً بالكرم وشدّة السخاء حتى لُقّب بـ : " زادُ الراكب " ،
إذ كان يمنع من يرافقه في سفره أن يتزوّد لرحلته ويكفيه مؤونة ذلك .

وهي بنت عم خالد بن الوليد رضي الله عنه ،
وبنت عم أبي جهل بن هشام .

كانت أم سلمة رضي الله عنها من الجيل الأوّل الذي أسلم مبكّرا في مكة ،
ونالت في ذلك ما ناله المؤمنون من صنوف الأذى وألوان العذاب ،
حتى أذن الله للمؤمنين بالهجرة الأولى إلى الحبشة ،
لتنطلق هي وزوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي مهاجريْن في سبيل الله ،
فارّين بدينهم من أذى قريشٍ واضطهادها ، محتمين بحمى النجاشي الملك العادل .

ولما أرادت تلك الأسرة أن تهاجر إلى المدينة ، واجهت الكثير من المصاعب والابتلاءات ،
فقد تسامع قومها بنو المغيرة بتأهّبها وزوجها للرحيل فقالوا لزوجها :
" هذه نفسك غلبْتنا عليها ، فعلام نتركك تأخذ أم سلمة وتسافر بها ؟ "
، فنزعوا خطام البعير من يده وأخذوها منه ،
فغضب لذلك بنو عبد الأسد قوم زوجها وقالوا :
" والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا " ،
فتجاذبوا الولد بينهم حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الأسد ،
وظلّت أم سلمة عند بني المغيرة وانطلق الزوج مهاجراً لوحده .

وهكذا تفرّق شمل الأسرة ، وابتليت بلاءً عظيماً ، فالزوج هاجر إلى المدينة ،
والزوجة عند أهلها في مكة ، والولد مع أهل أبيه ،
مما كان له عظيم الأثر على نفس أم سلمة رضي الله عنها ،
فكانت تخرج كل يوم إلى بطحاء مكة تبكي ، وتتألم لما أصابها ،
وظلّت على حالها قرابة سنة ، حتى مرّ بها رجل من قومها وهي تبكي ،
فرحمها ورقّ لحالها ، فانطلق إلى قومه قائلاً لهم :
" ألا تطلقون سبيل هذه المسكينة ؟ فإنكم فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها " ،
فأجابوه لذلك وقالوا لها : " الحقي بزوجك إن شئت " .

ولما سمع بنو عبد الأسد ذلك ردّوا عليها ولدها ، فانطلقت من فورها إلى مكة ،
تقول أم سلمة رضي الله عنها واصفةً رحلتها : " فجهّزت راحلتي ،
ووضعت ابني في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ، وما معي أحد من خلق الله ،
حتى إذا كنت بالتنعيم – موضع من مكة - لقيت عثمان بن طلحة - وكان يومئذٍ مشركاً - ،
فقال لي : إلى أين ؟ ، قلت : أريد زوجي بالمدينة ، فقال : هل معك أحد ؟ ، فقلت :
لا والله ، ما معي إلا الله وابني هذا ، فأخذته النخوة فقال :
والله لا أتركك ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يقودني ،
فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه ،
كان إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحّى إلى شجرة فاضطجع تحتها ،
فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فجهّزه ، ثم استأخر عني وقال :
اركبي ، فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقادني ،
فلم يزل يصنع ذلك حتى أقدمني المدينة " .

وفي غزوة أحد أُصيب زوجها بجرح عميق ، وبعد شهور تُوفي رضي الله عنه متأثراً بجرحه ،
وهذا ابتلاء آخر يصيب أم سلمة ،
بعد رحيل زوجها من الدنيا تاركاً وراءه أربعة من الأولاد هم:
برة وسلمة ، وعمر، ودرة ، فأشفق عليها صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكرالصديق - رضي الله عنه- فخطبها ، إلا أنها لم تقبل ، وصبرت مع أبنائها .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفكر في أمر تلك المرأة الكريمة ،
المؤمنة الصادقة ، الوفية الصابرة ، فتقدم لها وتزوجها مكافأة ومواساة لها ،
ورعاية لأبنائها .

تقول أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله -- إنا لله وإنا إليه راجعون }
اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها ،
فلما مات أبو سلمة قلت : أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟
أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إني قلتها ،
فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قالت: أرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له ،
فقلت: إني كبيرة السنّ ، وأنا غيور-أي تغار من ضرائرها من النساء - وذات عيال ،
فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أكبر منك ، وأما الغيرة فيذهبها الله عز وجل،
وأما العيال فإلى الله ورسوله ) رواه مسلم ،
فتزوّجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع من الهجرة.

وقد أخذت أم سلمة حظّاً وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ،
حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ،
بل كان الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل ،
ويحتكمون إليها عند الاختلاف ،
ومن ذلك أن أبا هريرة وبن عباس اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها ،
فقال أبو هريرة : لها أن تتزوج ، وقال ابن عباس : بل تعتدّ أبعد الأجلين ،
فبعثوا إلى أم سلمة فقضت بصحّة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم.

وكانت- رضي الله عنها- من النساء العاقلات الناضجات ،
يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية ، بعد كتابة الصلح ،
حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من نسكهم ،
وحثّهم على النحر ثم الحلق ، فشقّ ذلك على الصحابة الكرام ، ولم يفعلوا ،
فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مغضباً ،
فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره ، ففطنت - رضي الله عنها
–إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم :
يا رسول الله أتحب أن يمتثلوا لأمرك ؟ ،
اخرج فلا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك ،
فقام وخرج ، ولم يكلم أحداً حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه ،
فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضاً ،
قال الإمام ابن حجر : " وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
تدل على وفور عقلها وصواب رأيها " .

وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة
أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها ، وكانت قد بلغت من العمر أربعاً وثمانين سنة ،
حين بلغها مقتَلُ الحسين ، فوجَمَت لذلك ، وحَزِنَت عليه كثيراً ، و غُشيَ عليها
، ولم تلَبث بعدهُ إلا يَسيراً ، فكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً ، فرضي الله عنها ،
وعن جميع أمهات المؤمنين









 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby


رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة:
, , , ,