اكتشفت مركبة فضائية روسية آثارًا محتملة لغاز الميثان في الغلاف الجوي لكوكب المريخ، الأمر الذي قد يؤكد بشكل غير مباشر وجود مختلف أشكال الحياة عليه، حيث التقطت المعدات الحساسة المثبتة على مسبار المريخ خطوط امتصاص فريدة لم يتم تسجيلها من قبل. إذ سجل مركب قياس الطيف ACS على متن مسبار المريخ "إكزو مارس" في وقت سابق، خطوط امتصاص لثاني أوكسيد الكربون والأوزون، والتي لم يتم رصدها من قبل في الفضاء، ولا على الأرض، وفقًا لمقال علمي نشر بمجلة Astronomy & Astrophysics.
ووفقا للمقال فان الغرض من المجمع الطيفي هو إجراء دراسة تفصيلية لكيمياء الغلاف الجوي للمريخ، وأدواته الحساسة قادرة على التقاط حتى مكونات صغيرة منه. ولخص العلماء في استنتاجاتهم نتائج العمل لعام مريخي واحد، أي منذ ربيع عام 2018.
يذكر ان جهاز مجمع قياس الطيف في نظام الكسوف الشمسي يعمل على (النظر) إلى حافة الكوكب، حيث تشرق أشعة الشمس من خلال الغلاف الجوي. إذ تمتص الشوائب المختلفة في الغلاف الجوي لبعض الإشعاع، ثم تظهر خطوط الامتصاص في الجهاز.
من جهته، قال العالم الروسي ألكسندر تروخيموفسكي ان "هذه النتائج تدفعنا بشكل كبير نحو فهم أفضل للمريخ إلى مستوى أعلى من الدقة وفهم ما يحدث في غلافه الجوي". مضيفا "بدأ كل شيء بانخفاضات طفيفة في الإشارة بموجات بطول محدد في الأطياف، وبعد المعالجة بدقة أكثر، لم تختف هذه الموجات؛ بل على العكس، تم العثور على حوالى 30 خط امتصاص ضعيف. وقد لوحظت هذه الظاهرة على ارتفاع منخفض، أي أقل من عشرين كيلومترًا ، فوق سطح المريخ"، حسب قوله.
ويعتقد العلماء أنه تم اكتشاف نطاق امتصاص جديد للنظائر الرئيسية لثاني أوكسيد الكربون، بالإضافة إلى ذلك، وللمرة الأولى منذ سنوات عديدة، كان من الممكن رصد وجود كمية صغيرة من الأوزون في الغلاف الجوي للمريخ.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها العلماء عن رصد مؤشرات لوجود غاز الميثان على المريخ، فقد سبقتها اعلانات أخرى؛ مما يجعل الحديث عن وجود الميثان على الكوكب ينحصر في الأدلة والاثباتات العلمية فقط وليس الترجيحات والمؤشرات.