_
فِي اَلْبِدَايَةِ : أَنَا لَا أَدَّعِي بِأَنِّي شَاعِرٌ أَوْ كَاتِبِ أَوْ فَيْلَسُوفِ زَمَانِي
لَرُبَّمَا لَدَيَّ اَلْقُدْرَةُ عَلَى رَصْفِ اَلْكَلِمَاتِ لَا أَكْثَر . .
وَلَرُبَّمَا لَيْسَ لِي اَلْحَقُّ لِأُنْتَقَدَ إِلَّا بِمَا أُقَدِّرُ . . لَكِنِّي حَقِيقَةٍ لَا أُحِبُّ اَلْقُيُودُ فِي اَلْأَقْلَامِ . .
أُحِبُّ أَنْ تَكُونَ اَلْقُلُوبُ عَلَى اَلْوَرَقِ لَا اَلْقَوَاعِدَ وَالشُّرُوطَ . .
لَكِنْ عَلَى اَلْأَقَلِّ أَلْتَزِمْ بِالتَّقَيُّدِ بِالْقَافِيَةِ وَالنُّونِ وَالْكَلَامِ فِي مَوَازِينِ اَلْحِرَفِ وَالْأَدَبِ
رَغْمَ أَنَّهُ كَمَا ذَكَرَتْ أَنَّهُ اَلتَّقْيِيمُ لَهُ اَلْخِبْرَةُ اَلْحَقِيقِيُّ هُوَ اَلْمَوْزُونُ
وَاَلَّذِي يَتْبَعُ عُلُومَ اَلنَّحْوِ وَالْعُرُوضِ وَمَا إِلَى ذَلِكَ . .
لَيُّ رَأْيٍ مُتَوَاضِعٍ أَقُولُهُ دَائِمًا :
بِأَنَّ اَلْكَاتِبَ لَا يَعُودُ كَاتِبًا ؟
حِينُ يَدَّعِيهُ . . وَالتَّقْيِيمُ لَيْسَ كَلِمَاتٌ فَحَسْبَ . . بَلْ عُمْقٌ وَهَدَفٌ . .
وَمِنْ أَوْرَدَتْ جُزْءًا مِنْ كِتَابَاتِهِ وَبَعِيدًا عَنْ تَطَاوُلِهِ بِبَعْضِ اَلْكَلِمَاتِ . .
لَيْسَ إِلَّا رَجُلاً لَدَيْهِ مَلِكَةُ صَفِّ اَلْكَلِمَاتِ وَخُيِّلَ لَهُ أَنَّهُ صَاحِبُ قَلَمٍ فَذٍّ . .
وَهُوَ بِينَهْ وَبَيْنَ اَلْكِتَابَةِ بِلَادَ وَبِلَادَ شَتَّى !
أَخِي اَلْقَدِيرَةَ مَاجِدْ !
أَعْتَذِرُ لِلْإِطَالَةِ . . لَكِنَّ اَلْكَلَامَ فِي هَذَا اَلْأَمْرِ يَطُولُ وَيَطُولُ . .
فَشُكْرًا جَزِيلاً لَكَ عَلَى هَذِهِ اَلْمِسَاحَةِ اَلْعَظِيمَةِ كَيْ نَتَعَلَّمَ مِنْهَا . .
وَنُحَرِّكُ عُقُولَنَا مَا اِسْتَطَعْنَا . . بُورِكَتْ وَبُورِكَ قَلَمُكَ وَفِكْرُكَ . .
تَقْدِيرِي وَاحْتِرَامِي ~
.
.
.