عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-03-2023, 06:50 PM
روزانا السعدى غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2679
 اشراقتي » Jan 2023
 كنت هنا » 12-04-2024 (12:44 PM)
آبدآعاتي » 191,946[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرياضة المطالعة والسيران
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي قصتى مع أبو أحمد صاحب البقالة قصص بين الخيال والحقيقة خاص لعبقي الياسميني













قصتى مع أبو أحمد صاحب البقالة
قصص بين الخيال والحقيقة
خاص لعبقي الياسميني

كنتُ أسكنُ فى حيٍ يملئهُ صخبُ الباعة
وكترةُ سجالهِم فى الطرقات
وأصواتهم المتعالية كنتُ
أسمعها فى كلِ صباحٍ ومساء
تعودتُ على مُشاكالاتهم وأصوَاتهُم العالية
كأنهمْ يسكنونَ فى شَقتى
فكانتْ شَقتى مُطلهٌ على سوق ِالباعة
كنتُ أسكنُ فى الدور التانى وكان
أبو أحمد يسكنُ فى الدور الأول
وكانت بقّالتهُ فى نفس البيت مطلةٌ على السوق
كان طيبُ القلبِ يتعاملُ مع زبائنَهُ بكلِ ودٍ وإحترام
وكان جميعُ الحيِ يودوهُ ويحترموه
وكانتْ لنا معهُ علاقةٌ وثيقة ٌوطيبة
وكنّا مقبلين َعلى الشهرِ الفضيل
فطلبتُ منهُ أن يجهزَ لنا مَؤنة البيت
نستعينُ بها فى شهرنا الفضيل
وفى اليوم التانى طُرق بابَ بيتى
ففتحتُ البابَ وما طلبتهُ من أبو أحمد كان أمامى
مع صبي كادتْ أن تنقطِعَ أنفاسهْ والحمرةَ ملئتْ وجه
فقال لى وهوَ يلهثْ هذا ما طلبتيهِ سيدتى
فرقَ قلبىِ له ُوقلتُ لهُ تعالى فأدخلتهُ بيتى
وقدمتُ لهُ الطعامَ والشرابْ
حتى هدئتْ جوارحهُ وصفاَ وجه المحمرَ وهدئتْ أنفاسُه
سألتهُ من أنت
قال أنا عماد أعملُ عند أبو أحمد
وقلتُ لهُ كمْ عمرك
قال عشرةُ سنين
قلت له أين والديك
فسكتْ برهةً وطئطءَ رأسهْ
فقلتُ لا تخف منى وجاوبنى
ثمَ دمعت عيناهُ وبدأ بالبكاء
قالَ أبى يشرب الخمر
وأمى تركتْ البيت وتزوجت
منذُ عامين لم نراها
واختى سعاد عمرُها تمن أعوام
تتَسول فى الطرُقات
وإن لم نأتى لهُ بالمال يصفعُنا
ويحرمنا من الطعام
ويربطُنا بحبلٍ فى فناءِ البيت حتى الصباح
فلمْ أتمالك نفسى وبكيت من هول ما سمعت
وبعدَ أن خيمَ الهدوء قلبى
مسكتُ يدهُ ونزلتُ إلى أبو أحمد
وقصصتُ عليهِ قصته
فغضبَ أبو أحمد وقالَ تعالو معى وأغلق بقاّلته
وذهبنا نفتشُ عن سعاد حتىَ وجدناها
ثمَ ذهبنا إلى مركزِ الأمن وبلغّناهم بقصته
وذهبو إلى بيتهم فوجدوهُ مخموراً معَ امرأةً غانية
فتمَ أسرهم وتكفلَ أبو أحمد بعماد وسعاد كإبناءٍ له
بحياتهم
فعاشو حياةً سعيدةً مكرّميِنَ
وكنتُ أنا كأمٍ لهم
هذا حالُ الدنُيا نجدَ حلوُها ومُرَها

روزانا السعدى







 توقيع : روزانا السعدى


رد مع اقتباس
10 أعضاء قالوا شكراً لـ روزانا السعدى على المشاركة المفيدة:
, , , , , , , , ,