عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 14-01-2020, 01:49 PM
غرآم الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1494
 اشراقتي » Dec 2019
 كنت هنا » 08-10-2023 (01:54 AM)
آبدآعاتي » 240,105[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم الهندسي
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي فنانون منسيون من بلادي‏. الفنان الملحن والمطرب محمد عبد المحسن






فنانون منسيون من بلادي

الفنان الملحن والمطرب محمد عبد المحسن

التقديم :...
..................
ماكان يوما اعتياديا في ذاكرة العراقيين وخاصة البغداديين منهم ذلك اليوم الذي قضى فيه الفنان الكبير محمد عبد المحسن نحبه فيه شهيدا نتيجة انفجار سيارة ملغمة في باب مبنى الإذاعة والتلفزيون عام 1983
.حيث لم تكن مثل هذه التفجيرات معتادة في يومياتنا وحياتنا . وأذكر بأن الناس قدذ هرعوا مسرعين الى مكان الحادث وكنت من بين هؤلاء لاستكشاف ماحدث فورد الى أسماعنا حينها بأن من بين الجرحى الذين نقلتهم سيارات الإسعاف الى المشفى الفنان محمد عبد المحسن الذي فارق الحياة بعد حين .
في الوقت الذي كان به في أوج عطائه حيث إنّه قد رفد المكتبة الفنيّة بالغزير من انتاجه الفني الذي مازال حاضرا الى يومنا هذا رغم مرور أعوام طويلة عليه.
لذا قررت في هذه الحلقة أن أقدم للقاريء عن هذا الفنان الكبير أهم ماكتب وما قيل عنه وعن سيرته الفنيّة الرائدة علّني أسبق إليه النسيان .
ومن الله التوفيق
علاء الأديب

ولادته :
....................

ولد الفنان الكبير محمدعبدالمحسن في بغداد عام 1928 وعاش وترعرع في الكرخ محلة الشريعة ومحلة الشيخ عبدالقادر الكيلاني وهو من أصول جنوبية وتحديدا قضاء الرفاعي في الناصريّة. مارس الغناء بعمر الثماني سنوات وكان محطاً للانظار حينما غنى انشودة من ألحان الرائد الفنان سعيد شابو عنوانها للمسير أيها الجيش الصغير.
بداياته ودراسته :
......................
عشق المقام منذ صغرة و بالاخص بطريقة الرائد المقامي الكبير رشيد أفندي القندرجي وطريقة الراحل عبد الأمير الطويرجاوي في الغناء الريفي .
تعرف على الاصوات الكبيرة عن طريق الكرامافون و عشق غناء صديقة الملاية و تعرف على الغناء العربي فريد و محمد عبد الوهاب و فيروز و عشق الحان الرحبانية و غناء فيروز .
درس على يد الموسيقار الكبير الشريف محي الدين حيدر و الشيخ علي الدرويش و بعدها الاستاذ روحي الخماش و درس العود و الصولفيج و تعلم بالطبع قراءة النوتة و عشق فن الموشحات .

الفنان في فلسطين :
............................
في سنة 1948 انضم إلى رفاق الفن في فلسطين للإسهام في الترفيه عن الجيش العراقي الموجود هناك مع الفنان الراحل يحيى حمدي واحمد خليل ومحمد كريم وحمدان الساحر وسعيد الحجلاوي وحضيري أبو عزيز وناصر حكيم وداخل حسن وخزعل مهدي ومجموعة كبيرة أخرى من الفنانين العراقيين. هناك غنى عبد المحسن أولى ألحانه وكان بعنوان {فلسطين فداك كلنا} .

دخوله الإذاعة :
.........................
كان أول دخوله الاذاعة محترفاً بصفة (كورس) كزملائه خزعل مهدي وعدنان محمد صالح وحمدان الساحر وجميل جرجيس وجميل قشطة ومحمود عبد الحميد ومحمد نوشي وجمال جلال وكنعان محمد صالح وداود العاني ومحمد رمزي واحمد الخليل وصلاح وجدي ومحمد كريم.. وكان الحال عندما يتقدم احدهم يغني انفرادياً اغانيه الخاصة به يصطف الآخرون وراءه (كورسات)ً ودام هذا الحال إلى سنة 1968 حيث تألف لأول مرة (كورس) خاص بالاذاعة، وبهذا التشكيل الجديد أتيح للمطربين التفرغ لأغانيهم وألحانهم وادارة شؤونهم الشخصية .

يروي عن سرّ حبه للفن :
...................................
كنت وما أزال مولعاً بكل فنان أصيل، وكان قد ذاع صيت (المونولوجست) الأول عزيز علي خاصة رائعته المسماة( شوباش.. شوباش.. كلفتنه المدينة بلاش.. شوباش.. شوباش.. )فوقفت أمام احد الدكاكين الذي كان ينطلق منه صوت المبدع عزيز علي من خلال المذياع بقيت واقفاً استمع بكل شغف حتى خرج صاحب الدكان صائحاً بوجهي:
{اشكدك واتريد تصير حرامي } ودفعني بعيداً، وما درى أني أكتفي بالسماع لو تركني مع ولعي.. سامحه الله.

وعن حكايته مع جهاز التلفاز يقول:
................................................
بينما كنت أسير، وصلت إلى مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد، وكنت بعمر صغير، عبرت الشارع، ودخلت المقهى رأسا دون سلام ولا كلام، وكان المقهى يعج بكبار القوم من الشعراء والأدباء وكبار السن، ورحت استمع لصوت المطربة سليمة مراد، غير مبال لنظرات جلاس المقهى وأعجبهم من هذا الطفل الذي اقتحم عليهم خلوتهم وانسجامهم مع صوت سليمة مراد جرأته وجلوسه بينهم. رأى رجلا يجلس بمهابة على منصة عالية وأمامه جهاز الكرامفون مع عدد كبير من الاسطوانات السود والتي كانت تسمى (أم الجلب) يقول: اقتربت من الرجل، وسألته بحرارة كيف تغني هذه المطربة داخل هذا الصندوق الصغير؟! فضحك مني وقال: روح بابه روح.. أمك أدور عليك.
وخرجت من المقهى حزيناً، وقد صممت على شراء هذا الجهاز من يومياتي (الخرجية)، وبعد مدة تمكنت من شرائه، وكان جهاز الكرامفون كنزي الذي اطلعني على كبار المطربين والمطربات، حتى تمكنت من تقليدهم وفي نفس الوقت كان التقليد مفيداً لي كونه يشكل أهم تمارين الصوت والإلقاء السليمين .

محمد عبد المحسن في المسلسلات التلفزيونيّة :
.................................................. ..............
ظهر الفنان محمد عبد المحسن في العديد من المسلسلات التلفزيونية بادوار غنائية تراثية وحديثة وكذلك في الحلقات التي رافقت اول تشكيل لفرقة الموشحات العراقية في فترة الستينيات من القرن الماضي، والتي اسسها الفنان الراحل روحي الخماش، وضمت الفرقة كبار المطربين والملحنين والموسيقيين أمثال احمد الخليل ومحمد عبد المحسن ورضا علي واحمد سلمان وبقية المطربين المعروفين كما ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية مثل برنامج سيرة فنان. وبرنامج أصوات وانغام وبرنامج من طرفنا من اعداد الفنان الكبير خليل الرفاعي وبرنامج ألوان من اعداد روحي الخماش وفؤاد فتحي وبرنامج بطاقات ملونة من اخراج عماد بهجت ومن تقديم الفنان عباس جميل .

أوبريت بغداد :
........................
ومن اسهامات الفنان عبد المحسن المهمة اشتراكه بتلحين {اوبريت بغداد} سنة 1977 وسافر مع ملاك الفنانين إلى مناطق شفاثة (عين التمر) وأهوار الحويزة والحمار وهور رجب، واماكن منتخبة من السليمانية والموصل واربيل ودهوك ومصايف صلاح الدين وسرجنار وسرسنك وشقلاوة وآشاوه وعين ترمة والبادي وعقرة والعمادية، حيث سجل وصور هذا (الاوبريت) الكبير باشتراكه مع جمهرة كبيرة من الفنانين منهم الدكتور خالد ابراهيم وحميد البصري ورضا علي وياسين الراوي وروحي الخماش، ومجاميع من الراقصين والممثلين العراقيين .

من أشهر ما غنّى :
..................................

يا بو المشحوف تانيني نار الشوك تجويني / وسلم بعيونك الحلوة/ أحاول انسه حبك / اشكان الدلال/الليله ليلتنه/ گمره وتوالى الليل/ سلميلي يانسمه/ كلي وين مسافرين/ ويه يمه للهوى دك بابي/. حامل الهوا تعبوه / امل الحبايب/ خايف لتروح وتنسانى/ وكثير من الاغاني يطول تعدادها .
لحن محمد عبد المحسن :
.....................................
اما عن الحانه فقد لحن اجمل الاغاني العراقية التي ستبقى في الذاكرة ومن اروع الالحان في الاغنية العراقية الحديثة. نذكر منها. اغنية. دوريتك/ ياحسافه/ ضيعوني/ خصلت صدگ وياك / للفنان ياس خضر.
ولحن يادليلي / مسافات السفر/ لداخل حسن

غنّى من ألحانه :
.......................
وقد غنى له الكثير من المطربين والمطربات ومنهم .سعدي الحلي/ ومائده نزهت/ هناء الضريرة/ وامل خضير/ ونرجس شوقي/ واديبه/ وعفيفة اسكندر/.وعبدالجبار الدراجي/. ونسيم عوده/. وعبادي العماري /. وفرج وهاب /. واخرون.
وقد قدم اعمال وطنية عديدة اشهرها. اغنية انا امك گالت الگاع وانا ولدي.

الحان لفنانين عرب :
............................
وقد غنى له فنانيون عرب منهم .مها صبري./ وطروب./ هيام يونس. /وموفق بهجت. /وسميرة توفيق. ورندة/ .وسحر/ .ومن المطربين مصطفى كريدية/ ونصري شمس الدين / وغيرهما .

قال عنه فاروق هلال :
..............................
وصفه الفنان الكبير فاروق هلال ان محمد عبدالمحسن من اهم الملحنين الذين اضافوا التجديد للاغنية الريفية لكون الحانه كانت تصف بالحداثة والسهل الممتنع .

وفاته :
...........
في صبيحة الثالث والعشرين من شهر نيسان 1983 إنطفأت شمعة هذا الفنان المعطاء إذ كان يتناول فطوره في شقة الفنان الراحل كنعان وصفي، وكان يلح على وصفي ويستعجله الذهاب إلى الإذاعة، وكان كنعان يستمهله حتى يتم حلاقة وجهه، لكن (محمد عبد المحسن) ترك الشقة على عجل شديد وكأنه على موعد مع القدر، فما أن دخل الإذاعة حتى انفجرت سيارة مفخخة وأُصيب فناننا إصابة بليغة، نقل على أثرها إلى المستشفى وكان في غيبوبة عميقة لأكثر من يوم حتى وافته المنية .




 توقيع : غرآم الروح




رد مع اقتباس