الموضوع: باب الجحيم
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 13-04-2024, 04:14 AM
سبــيعي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1627
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » 13-05-2024 (01:07 PM)
آبدآعاتي » 740,770[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإعلام!
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي باب الجحيم



في مساء يوم الخميس
كنت أخرج من شقتي . . في عمارة الغرائب
لقد أخبرت أبي نريد الإنتقال منها فان كل شيئا هنا يدعو للقلق
الحال هنا لا يُطاق حقاً .. العمارة متهالكة .!
والإضاءة من سيء إلى أسوأ، لقد تعطلت معظم المصابيح ولا أحد يكترث
والناس في هذه العمارة هم أغرب ما فيها . . يستحيل ان تجد الراحة هنا
كنت قد خرجت من الشقة لكي أذهب إلى بيت زميلتي في العمل
لقد أخبرتني بأن أصغر أبنائها مريض ولا تستطيع المجيء . .
لذا سوف اذهب إليها لنكمل المشروع الذي نعمل عليه . .

. . .

وما إن أغلقت باب الشقة إذا بعيني تتجه نحو ذلك الباب
المتهالك في آخر المُمر .. لم يسبق ان رأيت احدهم يدخل أو يخرج منه
لقد أطلقت عليه أختي الصغيرة باب الجحيم .!
حقا هو كذلك .. على ما يبدو لي لا أحد في تلك الشقة
فإن المصباح الذي بجانب الباب يضيء وينطفئ منذ فترة ولم يقم أحد بإصلاحه . .
لا تعلمون حقا كيف هو المرور من هناك، لا تعلمون كيف هو الشعور .!
المرور بذلك الباب أشبه بالتحدي بالنسبة لي ..

. . .

ما ان وضعت مفتاح الشقة في حقيبتي .. واقتربت من ذلك الباب
إذا بي اسمع صوت صرير الباب .. وقفت مذعورة لا أصدق بأن ذلك الباب فُتح
الآن أمامي .. الآن في المساء أحدهم فتح باب الجحيم ذاك . . لا اخفيكم
بأني كنت أسمع دقات قلبي وهي تتسارع !!

___: أنتِ هل لكي ان تُساعدينني بإدخال الخيط
في إبرة الخياطة فقد كبرت ولم أعد أستطيع ذلك

لقد كان صوتها هو الذي اعادني إلى الواقع . .
لقد كانت إمراة كبيرة في السن، يبدو إنها في أواخر التسعينات من عمرها
لا اخفيكم لم يطمئن قلبي لها .. لا أدري إن كان قلبي صدق إحساسه ككل مرة،
أم أن خوفي اتجاه ذلك الباب هو ما جعلني أشعر هكذا .!

أنا: حسناً، أين هي؟
العجوز: إنها في الداخل تعالي

لقد كنت حقا أريد الهروب .. كان البيت مظلماً إلا من بعض الشموع في أنحاء الصالة
قمت بإدخال الخيط سريعاً وعندما قمت لكي انصرف .. امسكت العجوز بيدي .!
هنا توقف قلبي! قلت في نفسي هذه هي نهايتيكِ . .
نظرت إليها بشك .!

العجوز: انتظري ريثما انتهي، فقد ينقطع الخيط فلا استطيع إعادته

جلست وكل شي يقلقني . . والأفكار تتزاحم في مخيلتي
ولا شي فيها يطمئنني ولو قليلاً . . أردت أن اغسل وجهي لعلي أعود إلى صوابي

أنا: أين دورة المياه من فضلكِ؟
العجوز: إنها في ذلك الإتجاه على يمينكِ ( تُشير بيدها التي بها جرح قديم ومخيف )

نظرت حيث أشارت لي وبدأ ينتابني الندم على سؤالي
فالمكان حيث تقع دورة المياه مظلم ولا نور فيه ابداً . .
أخذت معي حقيبتي لأنني لم أكن مطمئنة من هذه العجوز فصمتها وتصرفاتها غريبة
كما أخذت معي شمعة مثلما قالت لي وذهبت بخُطى ثقيلة

فتحت الباب ، وكانت الصدمة .!
لم أرى مثلها قط في حياتي .. فغرابتها لا تقل عن غرابة المكان وهذه العجوز .!
حقا كما وصفته ُ أختي "باب الجحيم" وهذا الدرج الذي من المؤكد أن نهايته سيئة

. . .

هززت رأسي وكأني أطرد تلك الاوهام من تفكيري
وضعت الشمعة بجانب المغسلة، وبدأت بغسل وجهي
إذ بي أرى خيالاً أسود في المرآة . . نظرت خلفي سريعاً ولم أرى شيئاً
رجعت أنظر إلى المرآة ولكنه لم يعد موجودا ..
لا شيء .. يبدو إنها ليست إلا تخيلاتي .!! حينما أنهيت جملتي
إذ بي أرى خيالاً يمر في المرآة مرة أخرى وقد كان سريعاً هذه المرة
خفت كثيراً فإنني وحدي هنا مع هذه العجوز التي لا أدري
إن كانت حقيقة أم وهم حتى .!

. . .

عندما مددت يدي لأخذ الشمعة .. انطفأت
وشعرت بهواء على يدي وكأن أحدهم ينفخ عليها
أصبح المكان مظلم لا أرى غير المجهول .. أسقطت الشمعة
ومددت يدي إلى مقبض الباب سريعاً . . كل ما أريده هو الخروج !
فتحته وذهبت في خطوات متسارعة .. أحاول فيها تمالك نفسي
لا أريدها أن ترى خوفي كي لا تفعل شيئاً بي !

أنا: عذرا ولكنهم اتصلوا يخبرونني بإن أبي
يريد الذهاب إلى المستشفى لا أستطيع الإنتظار ..
سوف اذهب . .

لم أنتظر ردها.. انطلقت بخطوات متسارعة إلى الباب
وما ان خرجت وقمت بإغلاق الباب خلفي
إذ بي اسمع همساً خافتاً " لا تعودي .! "
لا أعرف مصدره ولكنه كان مخييف
فـ ركضت نحو شقتي .!

.


.

النهاية




 توقيع : سبــيعي



رد مع اقتباس