الموضوع
:
الفوائد الجنية من الهجرة النبوية (3)
عرض مشاركة واحدة
#
1
16-02-2021, 06:25 PM
عضويتي
»
3
اشراقتي
»
Feb 2017
كنت هنا
»
اليوم (12:43 AM)
آبدآعاتي
»
1,260,679[
+
]
سَنابِل الإبْداع
»
[
+
]
هواياتي
»
الرسم
موطني
»
جنسي
»
مُتنفسي هنا
»
مزاجي:
الفوائد الجنية من الهجرة النبوية (3)
الفوائد الجنية من الهجرة النبوية (3)
أولا .. لماذا الهجرة ..؟
إني لما نظرتُ إلى تأريخِ الهجرةِ ، ونظرتُ إلى الإعِدادِ الذي أعدّهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم ونظرتُ إلى الأسبابِ والأساليبِ التي اتخذَها ، ابتداءً من إذْنِه بالهجرةِ للصحابةِ ، وانتهاءً بوُصُولِه إلى المدينة ، وما بينهما من أسبابٍ بشريةٍ كثيرةٍ ، فيها الاختفاءُ والسِّريةُ ، فيها كثيرا من الأسبابِ البشرية ، تساءلتُ : ألم يُسْرَ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم قبلَ عامٍ فقطٍ إلى بيتِ المقدسِ ، ويُعرَج به إلى السماءِ ؟ ألم يأتِ إليه جبريلُ على الصلاةُ والسلامُ وهو مُسْنِدٌ ظهره الشريف للكعبة بالبراقِ ليرحلَ هو وإياهُ من مكةَ المكرمة إلى بيتِ المقدس ومن هناك إلى السموات ..؟ سبحان الله ! يُسْرى به إلى بيتِ المقدس ، ويُعرج به إلى السماءِ ، ويرْجِع في ليلةٍ واحدةٍ ، ويجلس عدَّةَ شهورٍ صلى الله عليه وسلم ويتَّخِذَ كثيرا من الأسبابِ والوسائلِ لهذه الهجرةِ ! لماذا ..؟ ما السبب ..؟ لِمَ لمْ تكن تلك الهجرةِ كذاكَ الإسراء ..؟ يُمْسي في مكةَ ويصبحُ في المدينةِ النبوية بأمرِ الله سبحانه وتعالى وبقدرته ؟ أليس الله قادرٌ على ذلك ..؟ أيُعْجِزُه سبحانَه وتعالى شيءٌ في الأرضِ والسماء ..؟ كيف لا.. والمعجزاتُ تتنزلُ عليه عليه الصلاة والسلام ، لكنني بعدَ التأمُلِّ وجدتُ أن الله سبحانه وتعالى أراد منا ومن أمةِ النبي صلى الله عليه وسلم أن نفقه هذا الدين فِقْهًا دقيقاً ، أرادنا أن نفقهَ هذه الدعوة المحمدية فقها سديدا ، فهذه الدعوةُ أيها الأحبابُ هي وربي منهجٌ للبشر ، ربنا جل وعلا قادرٌ أن يأخذَ رسوله صلى الله عليه وسلم في لحظةٍ واحدة ، وينقُلُه من مكةَ إلى المدينة ، لا يحتاجُ إلى إعداد ، لا يحتاج إلى اختفاء ، لا يحتاج إلى مئونة ، لا يحتاج إلى مطاردةٍ ، لا يحتاج إلى مصاحبةٍ ، لكن الأمرَ أعمقَ من ذلكَ وربي وأبعدَ بكثير ، إنه الدينُ ..! أراده الله ليكونَ منهجاً للبشريةِ ، لماذا .. ؟ لأنه لو فُعل ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءَ بعدَه من الدعاةِ ممن تواجهُهُم مثلُ هذه المشاكلِ ، مشاكلِ الاضطهاد ، ومعاناةِ العذاب في سبيلِ تبيينِ الدعوةِ وإخراجِ الناسِ من عبادةِ العباد إلى عبادةِ ربِ العبادِ فأين حينَها يجدُونَ الحلَّ ؟ كيف يجدونَ المخرج ؟ إلى من يلتجئون ..؟ أولئك الذين يُضطهدونَ في دينهم ، أولئكَ الذينَ يحارَبونَ في عقيدتهم ، أولئك الذين تُمتَهَنُ كرامتُهم عليهم أن يأخذوا الدروسَ العظيمَةَ من هذه الهجرةِ .
إذًا ..
نحن في هذه الهجرةِ بجميعِ مراحلِها ، نتبينُّ من خلالِها الدروسَ العظيمةَ للدعاةِ وللمسلمينَ ، فلو تمَّتْ هذه الهجرةُ بين عشيةٍ وضحاها ؛ لخسرنا تلكَ الدروسَ ، ولخسرنا تلكَ المواقفَ ، وهذا أمرٌ لا ينتبه له كثيرٌ من الناس ، ويكفي التأريخَ شرفاً أن سطَّرَ بأحرفهِ الذهبيةِ هذه السيرةِ العطرةِ ، وهذه الهجرة المباركة ، لنلجأ إليها كمخرجٍ من كُرباتِنا ، وحلٍ لأزماتِنا ، وشِفاءٍ لأمراضَنا ، بعد الله جل وعلا .
في هذه الهجرةِ يعرفُ الداعيةُ كيف يأخذُ بالأسبابِ ، كيف يفرقُ بين التوكلِ والتواكُلِ ، يأخذ الحذرَ والحِيطةَ ، يعرفُ المسلمُ من هذه الهجرةِ النبويةِ أنه لا يستكينُ ولا يستهينُ ولا يقْبَلُ الذلةَ في دينه ، ولا في عقيدته أبدا ، نعم .. إن هذه الهجرةَ العظيمةَ منهجٌ للبشر ، ولو خرجْتُ عن الموضوعِ من جهةٍ أخرى في درسٍ عظيمٍ أربِطُهُ بهذا الموضوعِ ، وهو " قضيةُ المنافقين " فلقد وقفتُ كثيراً وتأمّلتُ بتمعُّنٍ قصةَ علاجِ الإسلامِ لقضيةِ المنافقين ، وكيف عالج الرسولُ صلى الله عليه وسلم قضيتهم حتى انتهت ، ابتداءً من الهجرةِ وحتى وفاتِه صلى الله عليه وسلم مروراً بالأطوارِ التي مرت بها قضيةُ المنافقينَ وأثرُهم في المدينة ، وتساءَلْتُ وقلتُ : الله جلا وعلا قادرٌ على أن يُعْلِمَ نبيهَ صلى الله عليه وسلمَ بعض أسماء المنافقينَ لِيَسْتَتِيَبهم ؛ فإن تابوا ، وإلا قُتلوا ، أو طُردوا " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " نعم .. لا تعلمهم كلهم نحن نعلمهم ، لأن الله لم يُردْ إبلاغَه إياهم ؛ لأن الله تعالى لو أخبرَ رسولَه صلى الله عليه وسلم بهذهِ الأسماء ، نحنُ الذينَ نأتي من بعدِه من سيخبِرُنا بالمنافقينَ الذين يعيشونَ بيننا ؟ كيف نعالجُ مُشْكِلَتِنَا معهم وهم من بني جلدتِنا ؟ إذا
لا بدَّ من اللجوءِ بعد الله تعالى إلى سيرةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ، إلى هجرةِ الرسول صلى الله عليه وسلم ، فَمِثْلَمَا عالجَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم تلكَ المشكلةَ وتلكَ الفتنةَ داخلَ الصفِّ المسلمِ ، ووقفَ على تلكَ الخياناتِ التي ارتُكبتْ في داخلِ هذا الصفِّ ؛ سنجدُ حينها علاجا لمشكلاتِنا في زماننا هذا .
إن درسَ الهجرةِ أيها الأحبة درسٌ عظيم ، أراد الله سبحانه وتعالى لنا أن نتعلمَ منه الشيءَ الكثيرَ ، ولكن أين القلوبُ الحيةُ ؟ أين القلوبُ الصادقةُ اليقظةُ ؟ أين القلوبُ الباحثةُ عن الحق ؟ فالعودة العودة الصادقة الحميمة إلى هجرةِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم لنستلهمَ الدروسَ والعبرَ ,,, وإلى ثاني الدروس الجنية من الهجرة النبوية .
المصدر :
منتديات عبق الياسمين
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
•
في صمتي حكاية ......... وللحديث بقية
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ فريال سليمي على المشاركة المفيدة:
مدوّنتك ..! :
https://www.3b8-y.com/vb/showthread.php?t=1057
زيارات الملف الشخصي :
3769
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 475.96 يوميا
MMS ~
فريال سليمي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى فريال سليمي
البحث عن كل مشاركات فريال سليمي
قِطَاف السَّنابل »
مواضيعيٌّ
»
6326
نِقاطي
»
44063483
تمَّ شُكْرِي
»
11,119
شَكرَت
»
4,592
رَصيدِي
»
2971
نِقَاط التَّحَدِّي
»
318
تلقَّيْتُ
»
27910
أَرسَلت
»
24974