عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 18-05-2019, 06:13 AM
همس الروح متواجد حالياً
 
 عضويتي » 525
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » اليوم (03:06 AM)
آبدآعاتي » 1,560,858[ + ]
 مواضيعي » 7267
 نقآطي » 8337614
هواياتي » القراءة..والرياضة.. والطبخ
تم شكري »  12,792
شكرت » 23,806
رصيدي » 26932
 نقاط التحدي » 7584
تلقيت »  25083
ارسلت » 40245
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي من اخــلاق الصحابـــة









بسم الله الرحمن الرحيم

كانوا أقوياء في إعلان الحق، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسلم سأل عن أفشى أهل مكة للحديث، وهو جميل بن معمر الجمحي، فأخبره أنه أسلم، فبث الخبر في قريش، فقاموا يقاتلون عمر عند البيت، وقاتلهم إلى المغرب، إلى المغرب وهو يقاتلهم! ثم خرج المسلمون في صفين عمر وحمزة، فأعز الله المسلمين بعمر، ولكنه كان رقيق القلب، لما قرأ قوله تعالى في سورة يوسف: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِسورة يوسف:86 سمع نشيجه إلى آخر الصفوف.

أيها المسلمون، إنهم كانوا يساهمون في أبواب الخير مجتمعة، من يستطيع منا أن يكون صائماً في يوم، وأن يطعم مسكيناً في نفس اليوم، وأن يعود مريضاً في اليوم نفسه، وأن يبتع جنازة في اليوم نفسه؟ وقد فعلها الصديق رضي الله تعالى عنه، وتبين ذلك بجواب عفوي لسؤال النبي ﷺ، كانوا يخفون أعمالهم، وعمر يختلف إلى امرأة في سواد الليل، عجوز عمياء مقعدة يتعاهدها، فيأتيها بما يصلحها، ويميط عنها الأذى.

كانوا يعرفون الفضل لأهله، يقول أسلم مولى عمر: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى السوق، فلحقته امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين إني امرأة مؤتمة، هلك زوجي، وترك صبية صغاراً، والله ما يمضجون كراعاً، ما عندهم حتى الشيء اليسير من الطعام، ولا لهم زرع، ولا ضرع، لا حليب ولا زرع يدر عليهم شيئاً، وخشيت أن تأكلهم الضبع -يعني سنة المجاعة- وأنا بنت خفاف ابن إيماء الأنصاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي ﷺ، وكان قد أعطى النبي ﷺ أبوها أعطاه قطيعاً من الغنم صدقة، فوقف معها عمر رضي الله عنه، ولم يمض، ثم قال: مرحباً بنسبي القريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه وعاءين ملأهما طعاماً، وحمل عليه نفقة وثياباً، ثم ناولها بخطامه، كأن الواحد أخذ سيارة كبيرة اليوم، فملأها طعاماً وثياباً، ملأها، ثم أعطى المفتاح للفقير، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، قال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصناً زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهماننا منه، فتحاه بالجهد، فانتفعنا بثمرة فتحهما من قبل على عهد النبي ﷺ، والآن تستكثر عليها هذا الذي أعطيتها، كانوا يعرفون المعروف لأهله.

كانوا في غاية الزهد في الدنيا، كانوا يخافون يوم الحساب، غضب عثمان بن عفان مرة على عبد له فعرك أذنه تأديباً، ثم تذكر القصاص يوم الدين، فقال لعبده: إني عركت أذنك، فاقتص مني، فاستحيا العبد، فألح عليه عثمان حتى فعل، وقال عثمان: اشدد، يا حبذا قصاص في الدنيا، ولا قصاص في الآخرة.

أيها الإخوة، إن الصحابة رضوان الله عليهم كان لهم مزاح، ولكنهم كانوا إذا جد الجد تسابقوا، وإذا أريد أحدهم على شيء من دينه رأيت حماليق عينيه تدور دوراناً في عينيه؛ حمية لله ورسوله.

ومن ترويحهم عن أنفسهم ما ذكر ابن عباس رضي الله عنه قال: قال لي عمر رضي الله عنه، ونحن محرمون بالجحفة: "تعال أباقيك أينا أطول نفسا"ً أي في الماء رواه الشافعي، وهو حديث صحيح، مسابقة: أيهما أطول نفساً تحت الماء، في الماء، ولكنهم كانوا إذا جد الجد حتى مزاحهم فيه شيء من الجد، وفيه تمرين وتدريب رضي الله تعالى عنهم.

لله در أناس أخلصوا عملاً *** على اليقين ودانوا بالذي أمروا

أولاهم نعماً فازداد شكرهم *** ثم ابتلاهم فأرضوه بما صبروا

وفوا له ثم وافوه بما عملوا *** سيوفيهم يوماً إذا نشروا

نسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى أن يجزيهم خير الجزاء، اللهم من سب أصحاب نبيك فأهلكه في الدنيا وعذبه في الآخرة.

اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من المقتدين بهم، اللهم إنا نسألك أن تخذل من عادى صحابة نبيك ﷺ، اللهم انصرنا عليهم يا رب العالمين.

اللهم انصر المسلمين في شتى بقاع الأرض، اللهم دمر اليهود والنصارى والمشركين، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، واجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الوعيد.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


🌹🌺💐🌷🌸







 توقيع : همس الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ همس الروح على المشاركة المفيدة: