عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-06-2023, 06:04 PM
سبــيعي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1627
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » يوم أمس (05:08 PM)
آبدآعاتي » 753,109[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإعلام!
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي الإنتصار العباسي في معركة سالاندو



الإنتصار العباسي في معركة سالاندو

الإنتصار العباسي في معركة سالاندو
فتح العباسيون كامل الأناضول، بجيش ظاهر وآخر خفي سار فوق الجبال فأمطروا البيزنطيين بنيرانهم فكانت معركة من أعظم المعارك.

حيث وقعت معركة سالاندو والتي بها إنتصر الجيش العباسي وعدده 30000 مقاتل على الجيش البيزنطي وعدده 50000 مقاتل.

وكان ذلك في 1 محرم 294 هجري.

الموافق في تاريخ 906/10/22م.
-
-
مقدمة
-
-
بعد نجاح العباسيين بقيادة القائد ليون الطرابلسي في السيطرة على سالونيك في غرب مدينة القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية عام 904م، قرر الخليفة العباسي علي المكتفي تنفيذ حملة واسعة في الأناضول بهدف محاصرة القسطنطينية من الشرق، وكانت الدولة العباسية ترسل سنويا الصوائف والشواتي وهي حملات عسكرية على الأراضي البيزنطية، ولكن في هذه المرة قرر المكتفي أن تكون الحملة أكبر من المعتاد لتحقيق نصر تاريخي، وكلف القائد أحمد بن كيغلغ بقيادة الحملة.
-
-
سير الحملة
-
-
سار أحمد بن كيغلغ بالجيش وعدده 20000 مقاتل، فظن البيزنطيون أن هذا العدد هو العدد النهائي، فقاموا بإرسال جيش عدده 50000 مقاتل بقيادة الأمير اسكندر شقيق الإمبراطور البيزنطي ليو السادس، وفي ذلك الوقت كان نهر هاليس هو الحدود الفاصلة بين الإمبراطورية العباسية والإمبراطورية البيزنطية في شمال الأناضول، فتوقف الجيش البيزنطي عند النهر وانتظر قدوم الجيش العباسي واختار أرض المعركة بما يناسبه.
-
-
الخدعة العباسية
-
-
تعمد القائد أحمد بن كيغلغ السير بجيشه الذي عدده 20000 مقاتل في مناطق مكشوفة ليصل للبيزنطيين أخبار خاطئة حول عدد الجيش العباسي ومواقعه، حيث كان في نفس الوقت يسير جيش عباسي آخر أرسله الخليفة المكتفي وعدده 10000 مقاتل بقيادة حاكم طرسوس رستم الفرغاني، ولكن كانت أوامر القائد أحمد بن كيغلغ أن يسير الجيش الثاني عبر جبال شديدة الوعورة وبين الأشجار لتحقيق عنصر المفاجأة، ولإيهام البيزنطيين بأن الجيش العباسي عدده فقط 20000 مقاتل، وكذلك لإرعابهم بتدخل الجيش الثاني ليعتقدوا بأن هنالك أعداد ضخمة غير الجيش الظاهر.
-
-
الإنتصار العباسي
-
-
في 906/10/22 م وصل الجيش العباسي إلى نهر هاليس وكان النهر فاصلا بينه وبين الجيش البيزنطي، واعتقد الجيش البيزنطي بأن هذا هو كامل الجيش العباسي، ثم تفاجأ الجيش البيزنطي بوجود جيش عباسي آخر سار فوق الجبال واستغل الأشجار للتخفي، ونجح الجيش العباسي الآخر في السيطرة على قلعة سالاندو الحصينة مستغلين قلة عدد البيزنطيين فيه، ثم قام العباسيون باستعمال سلاح النبالة ضد الجيش البيزنطي، فأصبحت النيران تنزل على البيزنطيين كالمطر، ودب الذعر في قلوب البيزنطيين واعتقدوا أن الجيش العباسي الآخر عدده يبلغ عشرات الآلاف وليس 10000 فقط.
-
وبعد تفرق الجيش البيزنطي وفرار أعداد كبيرة منه، توقف العباسيون عن إستعمال سلاح النبالة ونفذوا هجوما مباشرا، حيث اكتسح العباسيين الجيش البيزنطي وقتلوا منهم أعدادا ضخمة، وفي تلك الأثناء أعلن أحد قادة الجيش البيزنطي إنشقاقه وإنضمامه للجيش العباسي، وأما الأمير اسكندر قائد الجيش البيزنطي فقد هرب من ساحة المعركة بعد مقتل أغلب قادة جيشه.
-
وبعد النصر تقدم الجيش العباسي في الأناضول، ونقلوا الحدود بينهم وبين البيزنطيين في شمال الأناضول من نهر هاليس إلى نهر صقاريا فأصبحت منطقة فريجا تحت سيطرتهم، وبهذا أصبح كامل الأناضول تحت سيطرة العباسيين فلم يبقى من الأناضول إلا أجزاء صغيرة جدا تقع في أقصى شمال غربها، وتم تقسيم الغنائم والأسرى على عدة ولايات عباسية، ودخل القائد أحمد بن كيغلغ بغداد بموكب النصر ويسير في موكبه 5000 أسير بيزنطي.

***** المصادر:

1) مختصر تاريخ دمشق، ابن منظور.
2) تاريخ الرسل والملوك، الطبري
3) The History of al-Ṭabarī, Volume 38: The Return of the Caliphate to Baghdad: The Caliphates of al-Muʿtaḍid, al-Muktafī and al-Muqtadir, Franz Rosenthal

****************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
****************




 توقيع : سبــيعي



رد مع اقتباس