مدخل :
سـألـتـنـي الـحياة ماهي أمنيتك وسأنفذها لك ......!!
فـإلـتـزمـت الـصـمـت ..
فـقـالـت لـي لهـِذه الـدرجـهِ مـا تـتـمنيه يـسـتـحـق الـتـفـكـيـر
فـإلـتـزمـت الـصـمـت ..
فقـالـت لي أتـريـدنا ثروة .. عـزآً .. مـالآً
فـإلـتـزمـت الـصـمـت ..
وإسـتـمـر صـمـتـي حـتـى إسـتـفـزيـتـهـِا
لـكـنـهـِا لـم تـتـعـب وإسـتـمـرت بـالـسـؤال
فـأجـبـتـهـِا كـل مـا أريـدهِ هـِو :
[ راحـة الـبـال والضمير ] .!
حينما نتحدث عن الثراء أو يتبادر الى أذهاننا هذا المصطلح فسرعان ما نربطه بالثروة والمال
فالثري هوذاك من يملك ثروة طائلة من المال ، صاحب السلطة والجاه
الكل يتمنى ان يكون ثري فالثراء عنده هو راحة البال هو العيش بالاطمئنان
دون تعب أو كلل ، واحيان الثراء يحفظ كرامة الشخص من الاهانة والتذلل لعباده .
يبقى ان المال وسيلة للعيش في راحة واطمئنان .
الا أن مقالي اليوم يختلف سيحدثكم عن ثراء اخر أصبح أو نقول يكاد أن يكون شبه معدوم في زماننا هذا
هو ثراء الضمير ذاك الضمير الذي يحمل بداخله الكثير من اشارات التوقف .
اذا وجدت في حياتك قلبا وفيا نقيا فاعلم أنك من أثرياء العالم .
ذاك الثراء الذي تملك فيه قلبا وكانك ملكت الحياة والارادة
فاءن وجدت ذاك القلب النقي الخالص فسارع لأن تضمه لقلبك لتكن روحا قوية .
فمن احبك احسن أليك وحافظ عليك وصان عرضك وأخلص لك في غيابك .
أتعرف لماذا لأنه ثري في ضميره الذي يأبى ان يعرف الغدر والخيانة .
الثراء هو عدم الاستسلام للأحزان والألام حتى لا يعبث بك الزمن ويمضي الوقت
وتضيع انت في المتاهات مع استمرار قطار الحياة
الثراء هو سلاح الأخلاق التي تربيت عليها وحافظت على نمائها بروحك
وأحسنت استعمالها حتى مع من يكُنُّون لك كل الشر .
سئل أحد الصالحين من تعز من الناس
قال من كانت أخلآقه كريمه ومجآلسته غنيمه
ونيته سليمه ومفارقته أليمة
كالمسك كلما مر عليه الزمان زاد قيمة...هو الثري بأسلوبه وأخلاقه
هو الثري في حبه ووفائه ....هو الثري في اخلاصه وتفانيه .....
هو الثري في عمله وأفكاره ......
الثري هو من يُحسن التعامل ويُحسن الكلام وهنا اقف لحظات
كم نفتقد هتان الخصلتان المهمتان حسن التعامل وحسن الحديث
للأسف نعاني منهما كثيرا فبعضهم يفتقد لغة الحديث والحوار وطريقة تعامله جافة .
متناسيا انه افتقد كمال الثراء .
بعضهم يجلبك اسلوبهم في الحديث وطريقة تعاملهم المبنية على اسس الاحترام
والود فتحرص على كسب ودهم والمحافظة عليهم
هم لا يملكون مال ولكن يملكون ثروة هي ثروة الضمير .
وبعضهم ردهم وحديثهم يٌشبه السكين الحاد قلوبهم تحمل من الضغائن
ما يجعلك تتجنب حتى الطريق الذي يمشون عليه
هم من يفتقرون للثراء حتى وان امتلكوا مال قارون .
المخرج :
قالت لي ستّي من اجمل اختيارتك للحياة أن تجاور من يخاف الله
وتحاور من يحترمك وتشاور من يحبك وتُصاحب من يفهمك
ان صادفت هؤلاء فذاك هو الثراء
حصريا لعبق الياسمين
سليدا
|
|
|
|
آخر تعديل سليدا يوم 07-05-2020 في 03:09 PM.