قابلت في هذه الحياة بحراً من قلوب
تأسرني بعضهاٌ .... وترعبني أخرى
حين لا أجيد فهم نبضاتهم وتعابيرها
وربما كثيراً ... كنت أخطئ فهم حقيقتها
فهناك قلوباً تأسرني طويلاً رغم أنها عابثة
وهناك أخرى تتركني حين تملأ سمائي تردداً
وغيرها نالها إعجاب ف بقت في سكون حراك
ومنها من يتنقّـــل بين القلوب كزيارات عاجله
لا تطلب منا أن نأخذ أنفاسنا معها ... فترحل
وهناك من يأتيك مندفعاً إليك .... ف يربكك
ويتراكض ليحضن نبضاتك .... ف يستلذ بها
لتتوقف وكأنك بائع عصير يقدمون إليك
ليتناولوا عصارة عطاءك ثم يرموا القدح
ومنهم من زار قلبك وهو لا يريد البقاء فيه
فلا تستطيع التخلّص من بقاياه رغم رحيله
وكم أوجعتنا تلك البقايا أكثر من الرحيل
وبعضاً منها حين تلاطف حضور صاحبها
فتحسن الظن بها وهي تترقّب أذيّتك
ويصلك خبر أنهم يسيئون لنواياك وفكرك
وأنهم لوّنوا على صورتك بقتامة ظنّهم
ولن تتغيّر نظرتهم مهما حاولت إقناعهم
وأكثر ما يزعجني أن هناك قلوباً مُسرعه
تتفاجأ بخوف القلب منها ... أو خوفاً عليها
حين نهاب من نبضات قلبٍ يتعجّل حضورنا
ثم يقتله بتردد أو خوفٍ من مغامره شائكه
وكم يحوي متحف قلبي من لوحاتٍ قلوب
بعضها بقت فيه زمناً طويلاً ... لم تفارقه
وبعضها سقطت فكسرت جمال مكانها
ومنها من بقت نضارتها تجمّل المتحف
وغيرها علقناها في بهو الأوجاع هناك
وكم تمنى متحف قلبي أن يوقف الزيارات
لولا أن هناك من يزوره مبتسماً فيُسمح له
ولا نستطيع منعه لعله يحمل أملاً يبقى
وما منعنا زياراتٍ وددنا أن تنعشه مجدداً