عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-04-2024, 09:17 AM
سبــيعي غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1627
 اشراقتي » Apr 2020
 كنت هنا » 13-05-2024 (01:07 PM)
آبدآعاتي » 740,770[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإعلام!
موطني » دولتي الحبيبه Kuwait
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي كيف ماتت بائعة الكبريتبرداً أم خوفاً(بائعة الكبريت برؤية جديدة)



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف ماتت بائعة الكبريت بردًا أم خوفًا !
- " بائعة الكبريت في الحقيقة لم تكن طفلة ، وهي لم تمت من البرد
كما أخبروكم ولم تكن فقيرة .. بل كانت مراهقة جميلة جداً ، وجسدها
فاتن ،،وكانت تملك الكثير من اﻷموال .
تخرج الى الشارع ضاحكة كل صباح ؛ ترتدي افخم المﻼبس من ديور
وبرادا ؛ والعطر من قوتشي والحقيبة شانيل .
وكانت ترجع الى المنزل بعد يوم مترف جداً فيستقبلها 15 خادما
ومدير اعمال و 3 طباخين .
وتجلس الى السفرة لتأكل بمﻼعق مذهبة وامامها 43 صنفًا .
ثم تذهب الى غرفتها وتغلق الباب لتقرأ .
باختصار كانت حياتها سعيدةً جدًا .

ما حدث أنها ذات يومٍ أوقعت حقيبتها الشانيل فتبعثرت ادواتها
الباهظة على الشارع ؛ ولما أحنت ظهرها ﻻلتقاطها في نفس اللحظة او
قبلها بثوانٍ التقطهم شاب طويل وجذاب كان يمر جنبها .
نسيت بائعة الكبريت مستحضرات التجميل من ماركة كﻼرنس التي وقعت على
اﻷرض وربما تحطمت ونسيت كيف اصطدمت بذاك الشاب ونسيت
أصلًا لما هي هناك ! لكنها أحبت عينيه .
كان ذاك الشاب فقير ، لكن ضحكته (تشل) . كان فقير وهي غنية . كان
فقير وهي عشقت عينيه .
وكانا بشهر شباط ؛ وكانت السماء هادئة لكن اﻻرض تكسوها الثلوج .
وبعد دقيقة و 72 ثانية و 1 على عشرة جزء من الثانية خرجت بائعة
الكبريت من حالة ذهولها بعينيه وحاولت التعبير عن امتنانها .
قالت : كيف يمكنني ان اشكرك ؟
ضحك الشاب الوسيم وقال لها : " تملكين عود ثقاب ؟ "
استغربت بائعة الكبريت ولم تتكلم لكنه اضاف : " اريد ان اشعل
المدفأة ! " .
مشى من امامها ومشت من امامه وافترقا .
هو عاد لحياته البائسة ربما ؛ وهي عادت لطاقم خدمها وعامليها
والمﻼعق المذهبة و .. الكتب !

لم تستطع بائعة الكبريت النوم تلك الليلة ؛ وكانت تتقلب من جهة
ﻻخرى : " لماذا لم يكن معي عود ثقاب ! ترى كيف سيشعل المدفئة ! "
في الصباح لم تستيقظ بائعة الكبريت نشيطة ولم تحب أن تركض في
الشارع ؛ لم ترغب بأن يعاكسها الهواء وتسخر منه ، للمرة اﻻولى لم
تشعر أنها فاتنة وجميلة .
كأن ذاك الشاب كان رسالة وجودية ؛ كأنه تذكير بشيء ما ؛ جاء ليقول
شيئا ويختفي ؛ جاء ليخبرها فقط أنها ليست ولن تكون سعيدة . وكأن
الكتب التي كانت تقرأها لم تبصر فيها حالة عشق صادقة كما حصل
معها . وكأنها لم ترى شيئا من الوجوه اﻻ وجهه . وكأنها لك تعرف
غيره .
مضى اول يوم وثاني يوم وثالث شهر ؛ مضى خمسة اشهر وتسعة
اشهر ومضى عام ؛ ذهب شباط واتى اذار وتموز وكانون وبائعة
الكبريت على حالها كل ليلة ؛ تفكر في الشاب الجميل ؛ وتحلم به كأمل
لن يتحقق .
اتى شباط مرة اخرى واثلجت السماء ؛ فتذكرت بائعة الكبريت تلك
الجملة " هل تملكين عود ثقاب" وفي لحظتها قررت أن تعود لذاك
المكان تحديدا ؛ ولكن هذه المرة وهي تحمل سلة من أعواد الثقاب !
فتحت باب قصرها على مصراعيه ولم تحمل حقيبتها ولم تضع العطر ؛
ولم تفكر حتى بالصعود الى غرفتها وارتداء افخم المﻼبس ؛ بل خرجت
بسرعة واضعة عليها شال جدتها السميك مرتدية جزمة الحارس في
قدميها . اهم ما في اﻻمر انها احضرت السلة .
هي لم تتذكر ان الجو بارد جدا وانها لم ترتدي معطفها من فرو الدب
وﻻ قبعة وقفازات جلدية . وحتى ﻻ تتذكر امها الواقفة الى طرف
الباب ان كانت نادتها ام ﻻ ؛ ولم تعرف هل تاه عنها السائق وهو يتبعها
بأمر والدها . لكنها وصلت الى المكان .
جعلت تبحث عن حلمها الضائع . جعلت تنادي : " كبريت كبريت " ..
وبقيت واقفة . لكن شيئا لم يحصل ؛ وأحداً لم يأتي ؛ وشخصًا لم
يلتفت .
كبريت في السلة .. هي ذكرى عن تلك القصة .. قصة بائعة
الكبريت .
بائعة الكبريت حينها لم تكن تشعر بالبرد ؛ شعورها بالحب طغى على
أي شعور آخر . لكنها قررت اشعال عود ثقاب عسى ان يراه جميلُ
العينين فيأتي .
اشعلت أول عود ؛ وثاني عود ؛ وثالث علبة ؛ لم يأتي !
اصابها اليأس ولفها الحزن ؛ وظنت أن حلمها قد قتل منذ زمن ؛ منذ
شباط الماضي ؛ وأن أملها لن يكون .
ظلت تنادي ..
كل عود بحلم ؛ تشعل عودًا وتطفئ حلم . تطفئ عودا وتشعل قهر .

ﻻ احد في الشارع ؛ والبيت بعيد ؛ وهي لم تعد تشعر سوى بالخيبة .
نفذت العيدان منها ، نفذ قلبها من الحب ؛ لم يعد هناك شيء سيدعوه
ليأتي ، وقتها تذكرت انه شباط وتذكرت البرد والثلج ؛ ربما تجمدت
مشاعرها قبل اطرافها ؛ ربما هدأ قلبها قبل صوتها . حينها قررت النوم
على الثلج اﻷبيض . لم ترد أن تستيقظ من جديد . لم ترد أن تكمل في
هذا العالم وهي فارغة من أعواد الثقاب . وغفت بائعة الكبريت ......




 توقيع : سبــيعي



رد مع اقتباس