عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-12-2018, 11:01 AM
ابن الجبل غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 885
 اشراقتي » Oct 2018
 كنت هنا » 22-06-2019 (10:23 PM)
آبدآعاتي » 45,552[ + ]
 مواضيعي » 162
 نقآطي » 911990
هواياتي »
تم شكري »  1,016
شكرت » 397
رصيدي »
 نقاط التحدي » 0
تلقيت »  910
ارسلت » 640
موطني » دولتي الحبيبه Lebanon
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي صناعة القادة ...وصناعة الثراء



كنت الاسبوع الماضى احد الحضور لمحاضر عالمي في مجال التنمية البشرية ....

وكان عنوان المحاضرة

كيف تٌصنع القادة

وكانت كل امثلته تدور حول شخصيات رائعة وناجحة في مجال جمع الاموال وصناعة الثراء

ولم يكن فيها اشارة من قريب او بعيد الى صُناع الافكار الكبيرة والجديدة

ولم يذكر شيئا عن قادة الانسانية العظام الذين وجهوها عبر التاريخ الى الخير والقيم النبيلة

ولم يكن من بين من تكلم عنهم مخترعين او علماء او اطباء غيروا بعضا من معالم الحياة

ولم يتطرق في محاضرته عن صُناع الحرية والمدافعين عن حقوق الانسان ...ولا عن الادباء

التى قادت افكارهم البشرية من الظلام الى النور

ويبدو لي هذا هو اسلوب كل مرشدى التنمية البشرية في الغرب ....نماذجهم مادية بحتة

وكل نماذجهم اولئك الذين عملوا ثروات بعدما كانوا فقراء

تذكرت صعلوكا في الشعر العربي .....هو عروة بن الورد ......لم يكن يريد المال من اجل الثراء

وانما كان يريده لينقذ ارواح كثيرة من الجياع ....ورغم حياته القاسية كانت اهدافه نبيلة

وفي هذا العصر تسيطر تخمة المادة على العقول ....

ويسعى الانسان الى الغني لتكديس المادة

اصبحت حياتنا المعاصرة تسعي بكل الطرق .....لتخلص الانسان من انسانيته

خدمة للمصالح الربحية لشركات الصناعة العالمية ..حتى الاعلانات الدعائية تخاطب الغرائز البشرية

تقوم على مبدأ اشباع الرغبات ....وجردوا الانسان من روح تحب فعل الخير

دخلت في نقاش مع المحاضر .....عنوان المحاضرة لا يمت بصلة لما جاء فيها

فأنا لم اقرأ عن قادة صنعوا التاريخ وكان هدفهم الغني المادى ....

وكان يجب ان يكون عنوان المحاضرة

كيف يُصنع الثراء

لم يروق كلامي للمحاضر .....وقال الثراء يجعل منك قائدا .....والقيادة لا تجعل منك ثريا

ودخلنا في جدل عقيم ما بين مؤيد ومعارض وتحولت قاعة المحاضرة الى قاعة من الجدل والجدال

وهنا تذكرت قصة حدثت في عهد النعمان بن المنذر ...ملك الحيرة ...

عندما حُكم على حنظلة الطائى بالاعدام

واستمهله حنظلة سنة حتى يعود الى اهله ويهيئم لما سيحل بهم .....

وقام قرادة بن اجدع الكلبي

وكفله عند النعمان بن المنذر .....ولما مضت السنة ولم يبق الا يوم واحد منها

قال النعمان لقرادة .....وم اراك الا هالكا .....فما ظننت بأن صاحبك سيعود

فأنشد قرادة :

فان يك صدر هذا اليوم ولى ......فان غدا لناظرة قريب

وعاد الطائى في الموعد .....سأله النعمان ....ما حملك على القدوم

قال .....الوفاء

عفا النعمان عنهما وقال والله لا ادرى ايهما اكرم .....اهذا الذى رجع الى الموت ام الذى كفله

بقلمي.........ابن الجبل

حصرى




 توقيع : ابن الجبل


رد مع اقتباس
6 أعضاء قالوا شكراً لـ ابن الجبل على المشاركة المفيدة:
, , , , ,