عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-10-2019, 01:44 AM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي هديه في أسباب شرح الصدر الجزء الاول




بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

أعظم أسباب شرح الصدر :

1ـ التوحيد :
أيها الأخوة، هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أسباب شرح الصدر.
كل واحد منا له جسم وله نفس، و الأصل هي النفس؛ لذلك قد يسعد وجسمه معذب، وقد يشقى وجسمه منعم
وكل واحد منا شاء أم أبى يبحث عن راحة نفسه؛ والراحة النفسية شيء ثمين جداً؛ ففي كتاب زاد المعاد فصل في أسباب شرح الصدر
يقول: أعظم أسباب شرح الصدر التوحيد، وكلما ازداد التوحيد ازداد انشراح الصدر
قال تعالى:
﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ [سورة الزمر: 22 ]
وقال تعالى : ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ [سورة الأنعام:125]
فشرح الصدر شيء نفيس جداً، قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [سورة الانشراح: 1]
شرح الصدر يحتاج إلى توحيد والشرك يورث الشقاء والضلال :
الراحة الداخلية، الشعور بالسكينة، الشعور بالسعادة، بالطمأنينة؛ الاطمئنان لعدالة الله، الاطمئنان لحكمة الله
الاطمئنان لرحمة الله، هذه الحالة الداخلية وردت بثلاث آيات: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
[ سورة الانشراح: 1]
يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام؛ حياته كلها كانت متاعب، لكن الله شرح صدره
وقد تجد أناساً غارقين في المتع، في الغنى، في الشهوات؛ وهم أشقى الناس.
قال: "التوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر".
قال تعالى:
﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ[ سورة الشعراء:213]
بالمقابل شرح الصدر يحتاج إلى توحيد، والشرك يورث الشقاء والضلال؛ و الضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه
والنور الذي يقذفه الله في قلب المؤمن هو نور الإيمان؛ فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح القلب، فإذا فقد هذا النور من قلب
العبد ضاق وحرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه, وقد روى الترمذي في جامعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

((إذا دخل النور القلب انفسخ وانشرح قالوا: فما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي
عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله))[الترمذي عن عبد الله بن مسعود]
2ـ النور الذي يقذفه الله في قلب العبد المنيب :
إذاً أول شيء التوحيد، ثاني شيء هذا النور الذي يقذفه الله في قلب العبد المنيب هذا أحد أسباب شرح صدره.
3 ـ العلم :
الشيء الثالث: العلم، فإنه يشرح الصدر ويوسعه، حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس
فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، أما ليس هذا لكل علم - العلم الموروث عن رسول الله - كم من إنسان يحمل أعلى شهادة
أعلى دكتوراه، أعلى شهادة في الطب، أعلى شهادة في الفلسفة، يحمل "أكرجيه" أو "إف آر إس" من بريطانيا أو بورد من أمريكا
وهو أشقى الناس، كل علم ممتع ، هناك علم ممتع نافع- من معه اختصاص نادر يأتيه دخل كبير- أما العلم المقصود به هو العلم
الموروث عن رسول الله - العلم الشرعي - هذا العلم ممتع كأي علم، و نافع كأي اختصاص نادر، ومسعد في الدنيا والآخرة
فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، و ليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو العلم النافع فأهله أشرح الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسنهم أخلاقاً، وأطيبهم عيشاً. التوحيد، النور الذي يقذف في القلب، العلم.
4 ـ الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته والإقبال عليه :
ومنها الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبته، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك،
حتى إن أحدنا ليقول أحياناً إذا شعر بالسعادة: كأني في الجنة، فهو إذاً في عيش طيب، أي الله عز وجل يذيقه في الدنيا
أحوال أهل الجنة، وقال بعض العلماء: "في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة".
من علامة الإيمان أن تكون أسعد الناس في الدنيا مع كل المتاعب التي تعانيها، أي إذا قلنا:

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً[سورة النحل: 97]
ليس معنى هذا أنه غني، وليس معنى هذا أنه قوي، الحياة الطيبة حياة نفسية، قد تكون معذباً أحياناً، قد تكون فقيراً، قد تكون مريضاً
ولكن الله يتجلى على قلبك تجلياً تنسى كل متاعب الحياة، وقد يحجب عنك رحمته وأنت في أعلى درجات النعيم فتذوق أنواع الشقاء
وكلما كانت المحبة أقوى وأشد كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن؛ فرؤيتهم قذى ومخالطتهم حمق
وبالمقابل: من أعظم أسباب ضيق الصدر الإعراض عن الله تعالى، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه، فإن من أحبّ شيئاً غير الله
عذب به، وسجن قلبه في محبة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسف بالاً، ولا أنكد عيشاً ولا قلباً؛ هما محبتان؛ محبة هي جنة الدنيا
وسرور النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح وغذاؤها بل حياتها وقرة عينها وهي محبة الله وحده، ومحبة هي عذاب الروح، وغم النفس، وسجن القلب
وضيق الصدر وهي سبب الألم والنكد والعناء وهي محبة ما سواه، هما محبتان، إن أحببت الله فأنت أسعد الناس، وإن أحببت الدنيا
فأنت أشقى الناس؛ أول شيء: التوحيد، ثاني شيء: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، ثالث شيء: العلم، رابع شيء: الإنابة.




 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مرافئ الذكريات على المشاركة المفيدة: