عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 24-05-2019, 08:32 PM
فريال سليمي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 3
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (10:27 PM)
آبدآعاتي » 1,258,925[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الرسم
موطني » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي تنشئة الأطفال على صلة الأرحام، يتم بالقدوة الحسنة لا بالكلام



الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

سيد الأولين والآخرين .. وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلى يوم الدين.





-------------------


تنشئة الأطفال على صلة الأرحام، يتم بالقدوة الحسنة لا بالكلام
!!!

صلة الرحم من أهمّ الأعمال التي أمر الله تعالى بها عباده، و وعد الواصل لها بثواب عظيم، كما أعدّ لقاطعها عقاباً شديداً، و قد بيّن لنا رسول الله -صلى الله عليه و سلّم- أنّ الواصل ليس فقط من أحسن لمن أحسن إليه، إنّما الصلة الحقيقية تكون لمن أساء و قطع، قال عليه الصلاة و السلام:( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَ لَكِن الْوَاصِلُ الذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا)[رواه البخاري].

و قال العلماء: تكون صلة الرحم بالزيارة، و تكون بتلبية الدعوة، و تكون بتفقد الأحوال، و تكون بالإكرام، و تكون بالهدية، و تكون بالتصدق على الفقراء من الأقربين، و تكون بعيادة مرضاهم، و تكون بمشاركتهم أفراحهم، و تكون بمواساتهم في أحزانهم، و تكون بتقديمهم على غيرهم في كل أمر هم أحق به، بسبب قرابتهم، ثم تكون – و هذا تاج الصلة بالرحم – بدعوة هؤلاء إلى الله، و الأخذ بهم إلى مرضاته، هذه هي صلة الرحم.
و قد سادت في زماننا عادة قطع الرحم بشكل كبير، و غفل كثير من المسلمين عن خطورة هذه القطيعة، فإن ما نلمسه اليوم بين أسرة و أخرى، ذلك التفكك، الذي أصبح واضحا جليا، فالكل منشغل بنفسه، و كل يتعلل بضيق الوقت، أو تراكم المشاكل، و هذا مما قد يساهم في تعزيز قطع أواصر الأخوة و المحبة بين العائلة و الأخرى، و نضيف إلى ذلك أن بعض الأسر أصبحت لا تتحرج سرد مشاكلها مع ذوي أرحامها على مسمع من أبنائها صغارا أو كبارا، و في كثير من الأحيان كانت تلكم المشاكل لا أصل لها، و لكنها فجرتها مجرد كلمات قيلت وقت الغضب، و لكنها تسجل في ذاكرة ذلك الطفل، و تكون ردة فعله قطيعته لرحمه، و تنكره لحق رحمه عليه، و تملصه من واجباته نحوها من زيارتهم، و اتصال بهم، و دعم لهم و مواساتهم ..

و ما كان ذلك ليكون لولا تلك الرسائل السلبية عن الأرحام التي مرّرناها لأبنائنا دون أن نشعر بذلك، فإذن الأمر قابل للتدارك، و ذلك بالحرص على تمرير رسائل إيجابية عن الأهل و الأقارب لأطفالنا، و تشجيعهم على زيارتهم من وقت لآخر، و الاتصال بهم، و أن نكون قدوة لهم في ذلك، بإظهار حرصنا على التواصل و التلاحم مع أفراد عائلاتنا كبيرها و صغيرها، و مشاركتنا لهم في الأفراح و الأتراح، فذلك السلوك العملي هو الذي يقدم القدوة الصالحة لأطفالنا، و ذلك هو ما يترك الأثر الطيب في نفوسهم، و يجعلهم ينشؤون على حب القريب و حسن تقديره.

و من المهم أيضا أن نتخذ من زيارة بعض أقاربنا، مناسبة لتعريفهم بما فرضه الشرع لأرحامنا من حقوق علينا، و نسرد لهم الآيات و الأحاديث التي تدل على ذلك…

و من الجميل كذلك أن نرسخ فكرة صلة الرحم، بالقصة الهادفة المفيدة، التي تبين للطفل كيف يتعامل الناس مع بعضهم البعض.

و لا نسى أهمية حرص الوالدين على دعوة الأهل و الأقارب من حين لآخر، فذلك يهيئ المجال للتواصل و التفاعل و يمكن لأسباب الانسجام و الترابط و التراحم، و يولد الحب العائلي الذي ينشأ فيه الطفل، فيرى رأي العين كيفية الاستقبال و حب ذوي الأرحام…كما يشكل ذلك إطارا مناسبا لتدريبهم على كيفية استقبال الضيوف و الترحيب بهم و مؤانستهم…

خلاصة القول بإمكاننا أن نمرر رسائل إيجابية كثيرة لأبنائنا تنشئهم على حب أرحامهم و تحملهم على الحرص على التواصل معهم، و ذلك أمر بالغ الأهمية لأنه يسهم في التمكين لبناء مجتمع قوي متماسك و منسجم، و مجتمع كذلك حاله لا يستطيع أعداؤه أن يؤثروا فيه أو أن يلحقوا به الأذى…

الرسالة التي يمكن كذلك أن نقدمها لأطفالنا هو إشراكهم معنا في استقبال الضيف، و الترحاب به، و الجلوس معه، حتى نثبت له هذه المعلومة و تنضج معه، إلى أن يعلمها هو لأطفاله




 توقيع : فريال سليمي




🍓





💕



💕
مواضيع : فريال سليمي


رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ فريال سليمي على المشاركة المفيدة: