عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-10-2019, 10:23 PM
˛ ذآتَ حُسن ♔ متواجد حالياً
 
 عضويتي » 290
 اشراقتي » Aug 2017
 كنت هنا » اليوم (12:04 AM)
آبدآعاتي » 454,320[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » دنِيَــِا مَآ تِسِـِوَىَ ذَرَة . . [ آهتِمَآم «~
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي تربية الأولاد بين الحكمة والرحمة (1)




الحمد لله، الحمد لله العليِّ الحليم، الغفور الرحيم، الذي أظهر خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعَلَه في قرارٍ مكين، ثم خلق النطفة عَلَقَةً، ثم خلق العَلَقَة مُضْغَة، ثم خلق المُضْغَة عظامًا، ثم كسا العظام لحمًا، ثم أنشأه خلقًا آخر، فتبارك الله أحسنُ الخالقين.

سبحان مَن شمِلتْ قدرتُه كلَّ مقدور، وجرتْ مشيئتُه في خلْقه بتصريف الأمور، وتفرَّد بملكوت السموات والأرض! يخلق ما يشاء، يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور، أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، تنزَّه عن المثيل والنظير، وتعالى عن الشريك والظهير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسوله، وخيرتُه من خلقه، أرسله رحمة للعالمين، فهَدَى به من الضلالة، وعلَّم به من الجهالة، وفتح برسالته أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا، فبلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانة، ونصح الأمَّة، وكشف الغمَّة، حتى وضحتْ شرائعُ الأحكام، وظهرتْ شرائع الإسلام، وعزَّ حزبُ الرحمن، وذلَّ حزبُ الشيطان، واهتدى كلُّ حيران، فصلَّى الله وملائكتُه وأنبياؤه ورسلُه وعبادُه المؤمنون عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا أيها الناس:
لا ريب أن الإنسان مجبولٌ على حبِّ البقاء، إلا أنه يعلم أنه لا محالة هالكٌ، وأنه لا بد لوجوده من أجَلٍ، هكذا اقتضتْ إرادة الله - عزَّتْ قدرتُه، وجلَّتْ حكمتُه - أن يجعل في نفس الإنسان بعضَ العوض عن ذلك، فإنه يرى بقاءه مستمرًّا، وذِكره لم ينقطع بذرِّيَّته، فلا يندم على جهاده في معترك الحياة، ولا يأسَف على مفارقة ما جَمَع من مالٍ وعقار؛ لعلمه أنه ترَكَه لخلَفِه الذي هو جزء منه، فكأنه هو الذي يستمتع به، وكأنه باقٍ لم يلحقه فناءٌ، وهذا كلُّه مسلَّم لدى جميع العقلاء.

فالكلُّ يحب الولد؛ لأنه يرى فيه بقاءً لذِكرِه، ويوقن أنه خليفته في هذه الحياة، كما أن كل إنسان يشعر بالحاجة إلى مُعِينٍ مخْلص، ومساعد أمين، يحمل عنه بعضَ متاعب الحياة، ويكون عُدَّتَه عند النوائب، وإذ إنه في الشدائد، ولا أحد أجدر من الولد في ثقة الوالدين في هذا المعنى؛ لذا كان حبُّ الذرية غريزةً قوية في الإنسان؛ كما قال - تعالى -: ﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ﴾ [آل عمران: 14]، فقلْبُ الأبوين مفطور على محبَّة الولد، والرحمةِ به، والشفقةِ عليه، والاهتمامِ بأمره، ولولا ذلك لانقرض النوعُ الإنساني من الأرض، ولما صبر الأبوان على رعاية أولادهما.

ولا عجب أن يصوِّر القرآنُ العظيم هذه المشاعرَ الأبوية أجملَ تصويرٍ، فيجعل من الأولاد تارةً زينةً؛ كما قال - تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، ويعتبره تارة نعمةً عظيمة تستحق شكرَ الواهب المنعم، فيقول - تعالى: ﴿ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا ﴾ [الإسراء: 6]، وتارة يعتبرهم قرةَ أَعْيُن إن كانوا سالكين سبيلاً مستقيمًا؛ كما قال - تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74].

وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد والنسائي والترمذي: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب ذات يوم، فجاء الحسن والحسين - رضي الله عنهما - عليهما قميصانِ أحمران، يمشيان ويعثران، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدق اللهُ ورسوله؛ إنما أموالكم وأولادكم فتنة، رأيت هذين يمشيان ويعثران في قميصيهما، فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما))، ثم أخذ في خطبته - صلى الله عليه وسلم.

فمحبةُ الذريَّة - كغيرها من المشتهيات - تارة تكون ممدوحةً، وتارة تكون مذمومة، والأشياءُ بمآلها وآثارها؛ فالممدوحةُ ما تؤول إلى خير، وتفضي إلى نفع، والمذمومةُ ما تؤول إلى شر، وتفضي إلى ضرر، فمحبةُ الذرية، والرحمةُ بهم، والشفقةُ عليهم مطلوبةٌ؛ لكن ليس على حساب الدِّين، وإن محبتهم لا تقتضي إهمالَ تربيتهم، وإغفالَ شؤونهم، والسُّنةُ مليئة بما يحثُّ على حبِّ الذرية ورحمتهم، كما أنها مليئة بما يجب به إحسان تربيتهم، وتقويم خُلُقهم.

ففي الحديث الصحيح الذي رواه النسائي والحاكم عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم - أنه قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى صلاتي العشي - الظهر أو العصر - وهو حاملٌ حسنًا أو حسينًا، فتقدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فوضعه عند قدمه اليمنى، ثم كبَّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدةً أطالها، فرفعتُ رأسي من بين الناس، فإذا الصبي على الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو ساجد، فرجعتُ إلى السجود، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاةَ، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدتَ بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتَها، حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، وأنه قد يوحى إليك، قال: ((كلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني - أي: اتَّخذني راحلةً بالركوب على ظهري - فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته)).

وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قبَّل رسولُ الله الحسنَ بن علي - رضي الله عنهما - وعنده الأقرعُ بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرةً من الولد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه، ثم قال: ((من لا يَرحم لا يُرحم))، وفي رواية في "الأدب المفرد" عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالتْ: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أتقبِّلون صبيانكم فما نقبِّلهم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أَوَأملِكُ أنْ نَزَعَ اللهُ من قلبك الرحمةَ؟!)).

وفي الصحيحين عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: قدم على الرسول - صلى الله غلبه وسلم - بسبْيٍ، فإذا امرأةٌ من السبي تسعى، إذ وجدتْ صبيًّا في السبي، فأخذتْه فألصقتْه ببطنها فأرضعتْه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أترَوْن هذه المرأةَ طارحةً ولدَها في النار؟))، فقلنا: لا والله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لَلهُ أرحمُ بعباده من هذه المرأة بولدها)).

وروى البخاري في "الأدب المفرد" عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: جاءتِ امرأةٌ إلى عائشةَ - رضي الله عنها - ومعها صبيَّانِ، فأعطتْها عائشةُ - رضي الله عنها - ثلاثَ تمرات، فأعطتْ كلَّ صبي لها تمرةً، وأمسكتْ لنفسها تمرة، فأكَلَ الصبيَّان التمرتين، ونظرا إلى أمِّهما، فعمدتِ الأمُّ إلى التمرة فشقَّتْها، فأعطتْ كلَّ صبي نصفَ تمرة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرتْه عائشةُ - رضي الله عنها - فقال: ((وما يعجبك في ذلك؟ لقد رحمها الله برحمتها صبيَّيْها)).

وكلنا يرى ما أودعه الله في قلوب الأبوين من الرحمة للولد، حتى في البهائم، وهذا ليس بمستغرَبٍ؛ إنما الذي يستغرب أن يفرط زمامُ هذه المحبة لدى الوالدين حتى يعود بالضرر على الولد، وفي هذه الأيام يستقبل أبناؤنا الامتحان في المدارس، ونجد كلا الأبوين من أب وأم مشفقين على أبنائهما من الفشل في هذا الامتحان، فنجدهما يحرصان على ألاَّ يكثروا من اللعب، وألاَّ يضيعوا شيئًا من الأوقات، فليت الوالدين أشفقا على أولادهما من الامتحان الأكبر، مثلَ شفقتِهما عليهم من هذا الامتحان في هذه الحياة، فكيف والواجب عليهم أن يشفقوا عليهم من ذاك الامتحان أشدَّ من شفقتهما عليهم من هذا الامتحان في هذه الحياة الدنيا؟!

أيها الإخوة:
إننا في هذه الأيام يجب علينا أن نحاسب أنفسنا، وأن نراجع إيمانَنا، لننظر هل محبَّتُنا لأولادنا أشدُّ وأعظم من محبتنا لله ولرسوله؟ إننا إذا كنا نتأثَّر بمحبتنا لأولادنا، ونترك لهم الحبل على الغارب، فلا نأمرهم بطاعة الله، ولا ننهاهم عن معصية الله، نكون بعملنا هذا قد آثرْنا محبةَ أولادنا على محبة ربِّنا ومحبة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمران به وينهيان عنه، فعليك - يا أخي - أن تحاسب نفسك، وأن تراجع إيمانك، واعلم بأنك الآن مُقدِم على إجازة صيفية، يقدم عليها أبناؤك، فعليك أن تتقي الله - جل وعلا - في هؤلاء الأبناء، الذين لهم أمانة في عنقك؛ ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، فما الذي قمتَ به تجاه هؤلاء الرعية؟

عليك أن تتقي الله - جل وعلا - وأن تحرص على استثمار أوقاتهم، فلا تتركهم يذهبون يمينًا وشمالاً، ويتسكعون في الطرقات، ويتلقَّفون ما يتلقفون من الأخلاق السيئة من هذا وذاك، إنها أمانة تبرَّأتْ منها الجبال، وحملْتَها أنت أيها المسكين، إنك كنتَ ظلومًا جهولاً، فاللهم اجعل حبَّك أحبَّ إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا، وأحبَّ إلينا من الماء البارد على الظمأ.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وعن شريعته ضلَّ الضالون، أحمده - سبحانه - حمْدَ عبدٍ نزَّه ربَّه عما يقول الضالون، وأشهد أن لا إله إلا اله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المأمون، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، الذين هم بهديه متمسكون، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا أيها الناس:
ينبغي ألاَّ يغيب عن البال أن ظاهرة الرحمة إن حلَّتْ في قلب الأبوين، وترسَّختْ في نفسيهما، قاما بما يترتَّب عليهما من واجب، وأدَّيَا ما أوجب عليهما من حق رعايتهما الأولاد، تلك الرحمة - أيها الإخوة - كانت تملأ قلبَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - فتفيض عيناه بما تكنُّه جوارحه.

ففي الصحيحين من حديت أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أنه قال: أَرسلتْ إحدى بنات الرسول - صلى الله عليه وسلم - تدعوه وتخبره أن صبيًّا لها في الموت - يعني: في مقدمات الموت - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع إليها وأخبرها أن لله - تعالى - ما أخد، وله ما أعطى، وكلُّ شيء عنده بأجل مسمًّى، فَمُرْها فلْتصبرْ ولْتحتسبْ))، فأرسلتْ إليه تُقسم عليه ليأتينَّها، فقام ومعه سعدُ بن عبادة، ومعاذُ بن جبل، وأُبيُّ بن كعب، وزيد بن ثابث ورجال - رضي الله عنهم - فرُفع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبيُّ، فأقعده في حجره ونفسُه تَقَعْقَعُ - أي: تتحرَّك وتضطرب - ففاضتْ عينَا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟! قال: ((هذه رحمةٌ جعلها الله - تعالى - في قلوب عباده، وإنما يرحم اللهُ من عباده الرحماءَ)).

وفي الصحيحين أيضًا من حديت أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ابنِه إبراهيمَ - رضي الله عنه - وهو يجود بنفسه، فجعلتْ عينَا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان، فقال له عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه -: وأنت يا رسول الله؟! فقال: ((يا ابن عوف، إنها رحمة))، ثم أتبعها بأخرى فقال: ((إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربَّنا، وإن بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)).

إلا أن هذه الرحمة التي استكنتْ في قلبه - صلى الله عليه وسلم - لم تُخرِجْه عن حد الاعتدال، فقد كان يوجِّههم إلى ما فيه نفعُهم وصلاحهم، وإن كان فيه قسوة عليهم، فهذا مقتضى الرحمة؛ ففي الصحيحين من حديت أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: أخذ الحسن بن علي - رضي الله عنه تمرةً من تمر الصدقة، فجعلها في فِيهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كِخْ كِخْ ارمِ بها، أمَا علمتَ أنَّا لا نأكل الصدقة؟!)).

وحينما أتتْه ابنتُه فاطمةُ - رضي الله عنها - تشتكي مما تلاقيه من عمل المنزل، وتطلب منه خادمًا يخدمها، أرشدها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى التسبيح ثلاثًا وثلاثين، والتحميد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين، تم قال لها ولعليٍّ - رضي الله عنهما -: ((هو خيرٌ لكما من خادم))؛ وهذا مروي في "صحيح مسلم".

فلم تدفعْه - صلى الله عليه وسلم - عاطفةُ الأبوة إلى تلبية طلب ابنته؛ بل أرشدها إلى ما فيه صلاحها دنيا وأخرى، وهذا منتهى الرحمة عند مَن يؤمن بالله واليوم الآخر، وفي الحديث الصحيح الذي رواه أبو يعلى وغيره، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الولد ثمرة القلب، وإنه مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ مَحْزَنَةٌ)).

فالصبي أمانة في عنق والديه يُسألان عنه في عرصات القيامة، وقلبُه الطاهر جوهرةٌ نقية، خاليةٌ من كل نقش وصورة، فهو قابل لكل ما ينقش فيه ويغرس، ومستعدٌّ للتوجُّه به إلى أي جهة؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((كل مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجِّسانه، أو ينصِّرانه)).

فهل يرعى الأبوان، وهل يرعى المربُّون هذه الفطرةَ؟ وهل يوجِّهانِها نحو الكمال؟ نسأل الله - سبحانه - أن يوفِّق إخواننا المسلمين للقيام بذلك على أكمل وجه، وأن نرى شباب الإسلام وقد استقامتْ أخلاقُهم، وتوجهوا نحو المعالي، ليس لهم هدف سوى رفع راية لا إله إلا الله عالية فوق كل راية.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين في برِّك وبحرك أجمعين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل اللهم الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.




 توقيع : ˛ ذآتَ حُسن ♔

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ˛ ذآتَ حُسن ♔ على المشاركة المفيدة: