عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21-01-2019, 12:47 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » يوم أمس (09:58 PM)
آبدآعاتي » 2,428,887[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي اهتز له عرش الرحمن.. من يمسح دموع اليتيم؟








اهتز له عرش الرحمن.. من يمسح دموع اليتيم؟


الرحمة والرفق بالبشر والضعفاء منهم خاصة، هو أمر إلهي؛ ولعلَّ الأيتام هم على رأس هؤلاء الضعفاء، فهم أحوج ما يكونون إلى العطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية، فقدوا الأمان والسند بفقدهم آباءهم وامهاتهم، وأصبحوا في الحياة بمفردهم، يواجهون مصيرهم ويتعرضون للصعوبات والمحن والابتلاءات وحدهم بلا حضن الأم ولا كتف الأب.. فكيف لنا أن نغفل عنهم؟!

رسولنا واليتيم


ولقد كان الرسول "صلى الله عليه وسلم" من أوائل الذين لمسوا آلام اليتيم وأحزانه حين فقد والديه مبكرًا؛ ولذلك كان لليتيم عنده منزلة خاصة؛ حيث قال: "أَنَا وَكافِلُ اليَتِيْمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُما".

ودائما ما كان يوصي صحابته والناس جميعًا باليتيم، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" رجل يشكو قسوة قلبه فقال "صلى الله عليه وسلم": (أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك).

اليتيم عند ربه


ولليتيم مكانة كبيرة عند خالقه عز وجل، فنجد الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ اليتيم في القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين مرة، وفي ذلك بيان واضح وتنبيه للمسلمين للاهتمام باليتيم وباحتياجاته، والمشكلات التي قد تواجهه معنوية ومادية واجتماعية، وبالنظر في القرآن الكريم نجد آيات عديدة في شأن اليتيم، تدور حول: دفع الضرر عنه، ورعاية مصالحه وماله، والحث على الإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.

قال تعالى (أَرَأيتَ الّذِي يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِي يَدُعُ اليتيمَ * ولا يحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ) [الماعون 1-3] فمن يطرد اليتيم ويحرمه حقه، هذا هو الذي يكذب بالدين. وفي هذا تعبير عن الترابط العميق بين الدين، وبين الاهتمام بشئون الأيتام.

وقد نهانا الله عن إيذاء اليتيم وإهانته في قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْإِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) البلد 11-15 يبين الجزاء العظيم عند الله يوم القيامة لمن يطعم اليتيم ويحنو عليه.

وقوله تعالى: (فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر) [الضحى 9 ].

وقال تعالى ممتدحًا حال الصالحين: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الإنسان 8.

والإحسان إلى اليتيم مهم، وقد قرنه الله تعالى بالإيمان به وجعله من أعظم أعمال البر، فقال سبحانه: (لَيْسَ البِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) [البقرة 177].

وقال القرطبي: أي يطعمون الطعام على قلته وحبهم إياه، وشهوتهم له، وروى منصور عن الحسن أن يتيمًا كان يحضر طعام ابن عمر، فدعا ذات يوم بطعامه، وطلب اليتيم فلم يجده، وجاءه بعدما فرغ ابن عمر من طعامه فلم يجد الطعام، فدعا له بسويق وعسل فقال: دونك هذا فوالله ما غبنت.

وقد قال تعالى موبخًا كفار قريش ومن على شاكلتهم فى إيذاء اليتيم: (
كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ
) الفجر 17، يقول سيد قطب رحمه الله تعالى: وقد كان الإسلام يواجه في مكة حالة من التكالب على جمع المال بكافة الطرق، مما يورث القلوب قساوة، وكان ضعف اليتامى مغريًا بانتهاب أموالهم، وبخاصة الإناث منهم في صور شتى، وبخاصة فيما يتعلق بالميراث، كما كان حب المال وجمعه بالربا وغيره ظاهرة بارزة في المجتمع المكي قبل الإسلام، وهي سمة الجاهليات في كل زمان ومكان!


مال اليتيم

أمر عز وجل بحفظ أموال الأيتام، وعدم التعرض لها بسوء، وعدَّ ذلك من كبائر الذنوب وعظائم الأمور، ورتب عليه أشد العقاب، قال تعالى: (إنّ الذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنّما يَأكُلُون في بُطُونِهِم ناراً وسَيصلَونَ سَعِيراً) النساء 10، وقال تعالى: (ولا تَقربُوا مَالَ اليَتِيمِ إلا بِالتِي هِيَ أحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وأوفُوا بِالعَهدِ إنّ العَهدَ كَانَ مَسئُولا) الإسراء 34، وقال تعالى: (وَأَن تَقُومُوا لِلْيَتَامَىٰ بِالْقِسْطِ ۚ) النساء 127.

وعدَّ الرسول "صلى الله عليه وسلم" أكل مال اليتيم من السبع الموبقات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي "صلى الله عليه وسلم" قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟، قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات).

وعن التوصية على اليتيم وماله قال تعالى: (وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) واتفق العلماء على أن الوصي الغني لا يحل له أن يأكل من مال اليتيم شيئا، وقالوا: معنى قوله: فَلْيَسْتَعْفِفْ أي: بمال نفسه عن مال اليتيم، فإن كان فقيرًا أكل منه بالمعروف.

ولحرص الإسلام على أموال اليتامى، أمر باستثمارها وتنميتها حتى لا تستنفدها النفقة عليهم والزكاة الواجبة فيها، فقال "صلى الله عليه وسلم" (ألا من ربى يتيمًا له مال فليتجر به، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة).










 توقيع : سما الموج

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

2 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
,