عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-03-2021, 06:57 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » اليوم (07:44 PM)
آبدآعاتي » 1,530,519[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
الفيل طيب القلب والعصفور الصغير



في إحدى الغابات البعيدة والمليئة بمختلف الحيوانات وبكل أشكالها المتنوعة، كانت هناك أسرة سعيدة من العصافير والتي تسكن بعش صغير فوق إحدى الأشجار العالية للغاية، وفي إحدى الأيام هبت ريح عاصفة للغاية وقد كانت الأم العصفورة ذهبت من الصباح لتحضر وتبحث عن الطعام لإطعام صغارها، سقط أحد أبنائها أما البقية فكانوا بمأمن شديد، سقط العصفور المسكين على الأرض وكانت حالته مزرية للغاية، كان خائفا ويرتعد كليا، وفجأة ظهر على الطريق فيلا ضخما للغاية يغني أثناء سيره ويسير بفرحة عارمة، ازداد العصفور الصغير منه خوفا ورعبا، رآه الفيل من بعيد فاقترب منه حتى يساعده وينقذه من هلاكه المحتوم.
ولكن العصفور كان خائفا منه فكلما اقترب منه الفيل ازداد العصفور بعدا، وفي هذه الأثناء كان هناك ثعلب يترصد للعصفور الصغير الفريسة السهلة بالنسبة إليه، شعر الفيل بأن العصفور يرتعد ربما من البرد فقرر الذهاب وجلب بعض الأوراق لتدفئته، انتهز الثعلب بعد الفيل عن العصفور فاقترب من العصفور وأخبره قائلا: “مسكين أنت أيها العصفور الصغير، سقطت من أعلى الشجرة من عشك الجميل ومن وسط إخوتك، ولكن لا تقلق بإمكاني إعادتك إلى حضن أمك الدافئ، ولكن كل ما عليك فعله هو إبعاد الفيل الشرير لمدة بسيطة حتى يتسنى لي حملك على ظهري وتوصيلك لعشك بأمان، أتعلم أن ذلك الفيل شرير؟!”.
وافقه الرأي العصفور، وعندما عاد الفيل بالأوراق ووضعها حوله، شعر العصفور بالدفء الشديد ولكنه سأل الفيل أن يحضر له ما يأكله، فذهب الفيل بكب سرور وسعادة، وفي هذه اللحظة ظهر الثعلب وحمل العصفور على ظهره وابتعد عن المكان، أنزله بكل قسوة وهنا ظهرت علامات الشر في عينيه وكشر عن أنيابه، صرخ العصفور الصغير الذي مازال لا يقوى على السير ولا الطيران ولا إنقاذ نفسه من الأشرار، سمع صرخاته المتكررة الفيل طيب القلب فهم على الفور وبكل سرعته لإنقاذه، وعندما قدم رطم الثعلب رطمة عنيفة أبعدته كليا عن المكان وكل ما فيه، عاتب الفيل العصفور الصغير بكل حنية: “ألم أحذرك أن تبقى بعيدا عن كل الغرباء وتنتظرني؟!”، فاعترف له العصفور عما دار من حول ظهره، كما أخبره: “صراحة لقد خفت من شكلك وهيئتك الضخمة على عكس أنك طيب القلب، أما الثعلب فكان صغير الحجم وجميل اللون بينما كان مكر الطباع ومحتال للغاية”.
الفيل: “تعلم درسا ألا تحكم على أحد من مظهره الخارجي وتترك جوهره يا صغيري”، حمل الفيل العصفور ووضعه في عشه بكل مأمن، سرت العصفورة الأم كثيرا بعودة صغيرها الضائع.




 توقيع : حسن الوائلي











رد مع اقتباس