عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-07-2021, 03:54 AM
همس الروح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 525
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 09-05-2024 (01:52 AM)
آبدآعاتي » 1,581,077[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة..والرياضة.. والطبخ
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط




تفسير الربع الأول من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط

الآية 1:﴿ الر ﴾:سَبَقَ الكلام عن الحروف المُقطَّعة في أول سورة البقرة، فراجِعْها إنْ شِئت.
﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴾ يعني: هذه هي آيات الكتاب المُشتمِل على الحِكَم العظيمة، المُحكَم الذي لا يَأتيه الباطل.
الآية 2: ﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ ﴾ أمْرًا ﴿ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ﴾ وهو محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أوحينا إليه ﴿ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ ﴾ عقابَاللهِ تعالى ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ ﴾ يعني إنّ لهم أجرًا حسنًاً - بما قدَّموه منالإيمان والعمل الصالح -، يَلقونه ﴿ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ في الدار الآخرة؟
فلَمَّا جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الوَحْي وتَلاهُعليهم: ﴿ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ ﴾:أي قال المُنكِرون: إنَّ محمدًا ساحر، وما جاء به سِحرٌ واضح، وقد كَذَبوا في ذلك، فإنه لو كانَ ساحراً، لَسَحَرَهم لِيؤمنوا به، حتى يستريحَ هو وأصحابه من ذلك الإيذاء والتعذيب الذي يَلقونه منهم، وحتى لا يُخرجوهم مِن بلدهم وديارهم وأموالهم كما فعلوا.
وكذلك فإنه لو كانَ ساحراً، لَعَلِمَ السَحَرة على عهده أنه ساحر (كَلَبِيد بن الأعصم اليهودي وغيره)، ولَفَضَحوا حقيقته أمام الناس، فلَمَّا لم يفعلوا - رغم ما يَحدث للنبي من معجزاتٍ عظيمة (كانشقاق القمر وغيرها)، ورغم ما للقرآن من بلاغةٍ وقوةٍ في البيان، ورغم عَجْز السَحَرة والمشركين في أن يَأتوا بمِثل ما أتى به - عُلِمَ أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله يُوحَى إليه.
الآية 3:﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ﴾ أيها الناس هو ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى ﴾ - أي عَلاوارتفع - ﴿ عَلَى الْعَرْشِ ﴾ استواءً يَليقُ بجلاله وعظمته، ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾:أي يُدَبِّر أمورَ خلقه، ولا يُعارضه فيقضائه أحد، ﴿ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ﴾:أي لا يَشفع عنده شافع يوم القيامة إلا مِن بعد أن يَأذن له بالشفاعة (وذلك لِعَظَمته وعزة سلطانه)، فكيف إذاً تعبدونَ - أيها المشركون - هذه الأصنام وتنتظرون شفاعتِها لكم؟!
﴿ ذَلِكُمُ ﴾ أي المُتصِّف بهذه الصفات - الخَلق والتدبير والعُلُوّ والعظمة - هو ﴿ اللَّهُ رَبُّكُمْ ﴾ المستحق وحده للعبادة ﴿ فَاعْبُدُوهُ ﴾ ولا تُشرِكوا به شيئاً من مخلوقاته، ﴿ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾:يعني أفلا تتعظونوتتفكَّرونَ فيما ينفعكم؟
الآية 4:﴿ إِلَيْهِ ﴾ سبحانه ﴿ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا ﴾ يوم القيامة للحساب والجزاء ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾:أي وبهذا وَعَدَكُم اللهُ وعداً حقاً، لابد مِن إتمامه، إذ ﴿ إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ﴾:أي هو وحده الذي يستطيعُ أن يَبدأ إيجادالخلق من العدم ﴿ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ - كهيئته الأولى - بعد الموت (فالقادرُ على ابتداء الخلق: قادرٌ على إعادته).
ثم وَضَّحَ سبحانه الحِكمة من البَعث يوم القيامة، فقال:﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ ﴾ أي لِيَجزيهم - على إيمانهم وأعمالهم الصالحة - جزاءً قد بَيَّنَهُ سبحانه لعباده، وأخبَرَهم أنه قد أَخفَى لهم من النعيم ما بِهِ تقِرُّ أعينهم وتَسعَدُ قلوبهم)، ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ ﴾ أي شرابٌ مِن ماءٍ شديد الحرارة، يَشوي الوجوه ويُقَطِّع الأمعاء، ﴿ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ من مُختلَف أصناف العذاب، جزاءً ﴿ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴾ (وهذا من تمام عَدْلِهِ سبحانه، إذ إنه لو تَرَكَ الناسَ بغير جزاء، لاستوى العاصي والمُطيع، وربما كان بعضُ العاصين -في هذه الدنيا - أحسنَحالاً من المُطيعين، فكانَ من الحِكمة أن يَلقى كُلُّ عاملٍ جزاءَ عمله).
وقد خَصَّ سبحانه جزاء المؤمنين بقوله: ﴿ بالقِسط ﴾ أي بالعدل، مع أن الجزاء كله عدل - بل ربما كانت الزيادة في ثواب المؤمنين فضلاً زائداً على العدل - وذلك لإشعار المؤمنين بأنّ جزاءهم قد استحقوه بما عملوا، وليس تفَضُّلاً منه سبحانه عليهم، وهذا مِن أعظم الكرم.
واعلم أنه سبحانه قد خَصَّ شراب الحميم بالذِكر - من بين أنواع العذاب - لأنه أكْرَه أنواع العذاب على النفوس، ولأنهم سيكونون - لِشِدَّة عطشهم - في أشد الحاجة إلى الماء، فيضطرون إلى شُربه رغم سخونته وغليانه، فيكونُ ذلك ذلاً وإهانةً لهم، واللهُ أعلم.
الآية 5:﴿ هُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ﴾ (والفرق بين الضياء والنور: أن الضياء هو الضوء الصادر مِن مصدره مُباشرَةً، فيكون الجسم مُضِيء بذاته، وأما النور: فهو الضوء المنعكس عن مصدر معين، فالقمر ليس مُنيراً بذاته، بل بانعكاس ضوء الشمس عليه، ولعل هذا يُفسر قوله تعالى: ﴿ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً ﴾، فآية الليل هي القمر، فجعله اللهُ تعالى مُظلماً، وجعل آية النهار - وهي الشمس - مضيئة، فاستفاد القمر من ضيائها فأصبح مُنيراً، واللهُ أعلم. ﴿ وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ﴾:أي وجعل للقمر منازل يَسيرُ فيها، (والمراد بالمنازل هنا: المواقع التي يَظهر فيها القمر في كل ليلة منالشهر، وهي ثمانية وعشرون مَنزلة، يَنتقل فيها القمر مِن هلال إلى بدر، ثم يعودُ إلى هلال مرة أخرى، وهكذا).
وقد فعل سبحانه ذلك﴿ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ﴾ إذ إنه بالقمر تُعرَفُ الأيام والشهور، ﴿ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾: أي ما خَلَقَ اللهُ تعالى الشمس والقمرإلا لِحِكمةٍ عظيمة (لأنّ عظمة هذه المخلوقات تدل على عظمة خالقها وكمال قدرته)، (وما فيها من الانتظام والإتقان والإحكام يدل على كمال حِكمته)، (وما فيها من المنافع الضرورية لِخَلقه يدل على سِعَة رحمته بالخلق، وعلى سِعَة عِلمه بمصالحهم، وأنه الإله الحق الذي يَجب أن يُعبَد ولا يُعبَد سواه)، ﴿ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ ﴾ أي يُبَيِّن سبحانه الحُجَج والأدلة ﴿ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ أي يَعلمونَ الحِكمة من إبداع الخلق، فلذلك يَتَّبعون الحق - بمجرد ظهوره - ولا يَتَّبعونَ أهوائهم.
الآية 6:﴿ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ مِن الطُول والقِصَر، والظلمة والنور، وتعاقبهما بأن يَخلُفكلٌّ منهما الآخر، ﴿ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ من عجائب المخلوقات،وما فيهما أيضاً من إبداعٍ ونظام: ﴿ لَآَيَاتٍ ﴾ أي علامات واضحة تدل على عظمة الخالق سبحانه، وعلى كماله وجماله وقوة سلطانه، فلذلك يَجب أن يُعبَدَ سبحانه بِحُبِّه غاية الحب، وبالخوف منه غاية الخوف، وبالرجاء - في رحمته - غاية الرجاء، وأن يُذكَرَ فلا يُنسَى، وأن يُشكَرَ فلا يُكفَر، وأن يُطاعَ فلا يُعصَى، ولذلك قال بعدها: ﴿ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ﴾ يعني إنَّ الذين يَنتفعونَ بهذه الآيات هم الذين يَتقون عذابَ اللهِ وسخطه، فيفعلون أوامره ويجتنبونَ مَعاصيه.
الآية 7، والآية 8:﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ﴾:أي لا يَنتظرون لقائنا في الآخرة للحساب والجزاء لأنهم لا يؤمنون بذلك، ﴿ وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ عِوَضًا عن الآخرة ﴿ وَاطْمَأَنُّوا بِهَا ﴾ وأحَبُّوها ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ ﴾ أي لا يَلتفتون إلى آيات القرآن وحُجَجه، ولا يَتفكرون في آيات اللهِ الكونية ﴿ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ ﴾ أي مَقرُّهم نارُ جهنم; جزاءً ﴿ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ في حياتهم منالشرك والمعاصي.
الآية 9، والآية 10:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ ﴾ أي يُوفقهم ربهم إلى العمل المُوصِل إلى جَنَّتهبسبب إيمانهم، ثم يُثِيبهم بدخول الجنة، ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ﴾ أي تجري الأنهار مِن تحت بَساتينهم وقصورهم ﴿ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴾، ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا ﴾ أي يَطلبون ما يَشاءونه فيها بكلمة: ﴿ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ﴾ وهو ثناءٌ على اللهِ تعالى، والغرض منه: طلب إفاضة النعيم من الطعام والشراب وغيره، ﴿ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا ﴾ أي وتحية اللهِ وملائكته لهم - وكذلك تحيةبعضهم لبعضٍ في الجنة - هي قولهم: ﴿ سَلَامٌ ﴾، ﴿ وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ﴾ يعني: وآخر دعائهم - بعد انتهائهم من الطعام والشراب الذي طلبوه - هو قولهم: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ أي الشُكر والثناء للهِ ﴿ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.




 توقيع : همس الروح

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس