عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 21-01-2020, 10:03 AM
وهج الكبرياء غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 494
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 06-02-2021 (12:33 AM)
آبدآعاتي » 380,417[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي صغيري الذي أصبح كبيراً







* صوت المنبه *

آآآه , إنه صوت المنبه , لقد حان موعد الصلاة ..

نهضت من سريري بتثاقل , الجو بارد , بالتأكيد سيكون كذلك , فلقد رفعت برودة جهاز التكييف قبل أن أنام ! , هذا أفضل ..

ذهبت إلى دورة المياه أكرمكم الله , فتحت الصنبور الذي على المغسلة , اوووه الماء بارد , توضأت ولبست ثيابي ثم خرجت من المنزل ..

المشي إلى المسجد أفضل , إنه شعور رائع , في الصباح الباكر , حيث أن الشمس لم تشرق بعد والكل نيام , وهذا الجو البارد , والضباب الذي يملأ المكان ..

وصلت إلى المسجد , تقدمت إليه بابتسامة , يبدو بأني أول الواصلين ! , حقاً ما أجمل هذا الشعور , لحظة يبدو بأني لست كذلك , نعم , هنالك من سبقني إلى هناك , يبدو بأنه سامي ..

سامي , فتى صغير , فارقه والداه في حادث مروري , والآن , هو يعيش مع أخته التي تصغره بسنة واحدة وجده العجوز, لقد تفاجأ الجميع بأنه لم يبكي أبداً على موت والديه ..

أريد القدوم إليه للسلام , هاه ؟ , يبدو بأنه جالس أمام باب المسجد , لماذا لا يدخل مع هذا الجو البارد , كأنني أسمع صوته , سأقترب لأرى ..

أقتربت قليلاً وأخفيت نفسي كي لا يراني , فوجئت بما رأيت , إنه يبكي , حزنت عليه , ياللمسكين , من المستحيل بأن لا يبكي الطفل على فقدانهما ! ..

تقدمت إليه بابتسامة رسمتها على وجهي , نظر إلي , وبسرعة ذهلت منها مسح دموعه ودخل إلى المسجد ..

يبدو بأنه لا يريد من أحد بأن يراه وهو يبكي , صليت الفجر مع الجماعة , وخرجت ..

رأيت سامي أمامي , فذهبت إليه مسرعاً , صافحته وسلمت عليه وهو بدوره رد السلام وأخذ يسأل عن أخباري وأسأله عن أخباره وما إلى ذلك ..

حقاً , بالرغم من عمره , إلا أنه فتاً مؤدب جداً , ولكنه لا يستطيع إخفاء ذلك عني ! , أعلم تماماً بأن هنالك شيئاً ما يقلقه , وهذا واضح من نبرة حديثه ونظره الدائم إلى الخلف وكأنه يريد الذهاب بسرعه ..

أريد بأن أساعد , ولكنه حتماً لن يخبرني , قال لي بأن عليه الذهاب بحجة بأن أخته تنتظره , لم أمانع ..

بعد صلاة العصر , خرجت من بيتي ذاهب إلى السوق , وأنا في الطريق مررت ببيت سامي الصغير الذي كان أصغر بيت في حينا , ويبدو متهالكاً بعض الشيء ..

استغربت عندما وجدت سيارة وبدت من الطراز الفاخر , واقفة بجانبه , لم أهتم , وهممت لأكمل سيري ..

* صرخة *

ماهذا ؟ , ركضت بدون تفكير ودخلت إلى منزله , فالباب لم يكن مقفلاً , لم يكن هنالك قفل أصلاً , وجدت سامي وقد كان ملقاً على الأرض وأمامه رجل يبدو متعجرفاً في نظري , وجد سامي يبكي بجانبة وينادي باسمه ..

صرخت قائلاً وموجهاً كلامي للرجل , فمن الواضح بأنه هو من فعلها : مالذي فعلته ؟ , قال ذلك الرجل بنبرة أغاضتني وجعلتني أود قتله ورميه للكلاب : يحق لي فعل ذلك , ومن ثم ما شأنك ؟ ..

صرخ جد سامي لي مستنجداً : أيها الرجل ! , سامي سامي ! , وأشار إليه ..

ذهبت إلى سامي وحملته , التفت إلى الرجل : مالذي فعلوه لك ؟ ..

قال الجد : الشهر القادم ! , الرجل : متأكد ؟ , الجد : نعم ! ..

لم أعلم ما حصل , ولكن ذلك الرجل البغيض قد رحل , ذهبت مسرعاً إلى المشفى , وخرج سامي سالماً معافى ..

في الطريق كان صامتاً , ولم يتكلم , وأنا أيضاً كنت كذلك ! , أوقفته , قلت له : نحتاج إلى التكلم قليلاً ..

لم يرد , لقد كان يعرف بأني سأسأل عن ذلك , أخذته إلى بيتي , وجلسنا في المجلس , قدمت إليه بعضاً من القهوة وما إلى ذلك ..

سألته : من كان ذلك الرجل ؟ , لم يرد , أعدت السؤال : سامي , من كان ؟ , وأيضاً لم يرد ! ..

أمسكت بكتفيه بحنيه قلت له بابتسامة : اعتبرني والدك ! , قل لي ما يجول في خاطرك , وسأحاول مساعدتك ! ..

نظر إلي بعينين دامعتين , انفجر باكياَ , قال لي : منزلنا مؤجر , لقد كان يريد المال وخيرنا بين أن نخرج أو أن ندفع , ولكن , كيف يريد منا ذلك السمين بأن أدفع و نحن أصلاً لم نستطع دفع ديون والدي حتى ندفع له ..

أووه , كيف لذلك الصغير بأن يتعرض لشيء كهذا ! , نظرت إليه وسألته بعد ربت على رأسه لأهدئه : أين منزله ؟ , سألني متعجباً : ماذا ؟ , قلت له بجديه : أين يقع منزله ؟ ..

دلني على منزله , دفعت له كاملاً , ونحن في طريق العودة , قلت لسامي : ستسكن عندي بدأً من اليوم , قال سامي وتعابير الفرحة على وجهه وهو يحاول أن يخفيها ولكن بلا فائدة : لـ لا , أخاف أن نزعجك ..

قلت له : ستسكن رغماً عنك , أنت وجدك وأختك , فأنا والدك من اليوم ..

* بعد 21 سنة *

آآآه , لقد كبر سني , عدت لا أستطيع الحراك , رقبتي تؤلمني , التجاعيد ملأت وجهي , تحول لون شعري للبياض , قدماي , يداي , جسمي لقد برزت العظام , لقد أصبحت شيخاً عجوزاً ! ..



أنا الآن مستلقٍ على السرير , دخل علي شاب , لقد كان يلبس معطف طبيب ..

قلت له بابتسامة رضا : كيف حالك , بني ؟ , قال لي وهو يخلع معطفه , بخير ولله الحمد , وأنت ؟ .. كيف حالك أبي ؟ ...

قلت له : رقبتي تؤلمني قليلاً , ركض إلي وقد بدا خائفاً وأعطاني دواءاً كان قد أخرجه من جيبه : أأنت بخير , ضحكت وقلت : لا تقلق ..

بعد أن أعطاني الدواء , ذهب ليحظر لي كوباً من الماء , نظرت إلى أعلى الغرفة , وابتسمت ..

يآآه , لقد أصبح طبيباً الآن , لم يصبح لي أحد غيره , دائماً ما يساعدني , يعطيني الدواء , يساعدني في تناول الطعام , المشي , الأستحمام , كل شيء ! ..

صغيري الذي أصبح كبيراً , ابني سامي ..







 توقيع : وهج الكبرياء




رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ وهج الكبرياء على المشاركة المفيدة: