الموضوع: مظاهر .. ومخابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2022, 07:51 AM   #17


الصورة الرمزية مُهاجر
مُهاجر غير متواجد حالياً

 
 عضويتي » 2392
 اشراقتي » Mar 2022
 كنت هنا » 07-05-2024 (11:26 AM)
آبدآعاتي » 4,273[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
 اقامتي »  
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا » ألبومي مُتنفسي هنا
 
 الاوسمة »
وسام وسام 
 
افتراضي رد: مظاهر .. ومخابر



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس مشاهدة المشاركة




مسائكم جميل


ان الله جميل يحب الجمال
والظهور أمام أعين الناس
بلا شك مطلب محبب
ومرغوب ولا يمكن أن ينكره
أي من كان ،
كما انه يعكس طبقة الأسرة
والمستوى الذي تعيشه أحيانا

لكن إذا تعدى حدود الواقع
أو تجاوز استطاعة الفرد وقدرته
تحولت تلك المظاهر
إلى مشكلة لكونها مكلفة
من الناحية المادية، ومزيفة وكاذبة
تأتي إغراءات البنوك .. كهدايا من السماء
بتسهيلاتها الماليه .. وهو مغمض العين
يرى احلاما ورديه ..
الى ان يقع في جب عميق
يرهقة جدا الخروج منه الى النور .


لذا الوسطية دائما
هي الحل الأنسب
أي أن الكل ينفق
حسب استطاعته
وبشكل يرضي الله
وثم لا يؤثر سلبا على عائلته

لكن مع الاسف أصبح البعض
ضحايا للمظاهر الخداعة
والكماليات التي لا فائدة منها
سوى استهلاك ميزانية الأسرة،
والداء الذي استشرى في بيوتنا
هو تقليد المشاهير
والتأثر بحياتهم
وشراء كل ما يعرضونه من منتجات
تُرهق كاهل الأسرة،
فتُصرف عليه ألوف الريالات،

عندها تذكرت التخمة
التي تعانيها المحاكم من قضايا الديون
ناهيك عن السجون

هنا لابد لنا من التوقف
وسؤال انفسنا قبل ان يقع الفأس بالرأس



هل البيئة والمجتمع
والطبقية والتسهيلات المغرية وغيرذلك
جعلت من المواطن البسيط
وجبة سريعة لداء المظاهر

وهل أصبح احترام الآخرين
يقتصر على الذين
يمتلكون الاشياء الفارهة والغالية الثمينة؟

لن ازيد من الاسهاب في هذا الموضوع
فأنا بحاجة مااسه لمعرفة الاراء
دون دون جرف التيار لتوجهاتي

بانتظاركم آل عبق وكلي شغف



يقول استاذي وشيخي :
مر علي أحد الأخوة الاساتذة الذي يُعد من مراجع اللغة العربية لحضور امسية في إحدى الولايات ،
وعند نزولنا من السيارة تحلق الطلبة والناس حول ذلك الأستاذ ، وحفوه بالترحيب ، والتبجيل ، والإحسان ،
وأنا بقيت يتيماً أمشي لوحدي ! ولم يُعرني احدهم أي اهتمام ، بدأت الامسية والفقرات ، وعندما جاءت فقرة كلمة راعي الحفل
قدمني ذلك الأستاذ لإلقاء كلمة ، فتحدثت عن اللغة العربية ودورها ، وما لها من اهمية ، وعند الانتهاء من الكلمة
إلا وأجد من كان منذ قليل قد تجاهلني أراه الآن يوسع لي ويصافحني ، ويحرص على الجلوس بجانبي !

استاذتي شمس :
كنت أتمعن في ذلك المثل الذي يردده البعض والذي يقول :
" من لا يعرفك لا يُثمنك " ،

ومن :
طبعي وطبيعتي أحاول الوصول لصدق المقولة ،
لا من باب التشكيك فيها ! بل ليطمئن بذلك قلبي ،
لأني على يقين بأن الأمثال لم تأتي "اعتباطا "
بل جاءت عن تجارب وممارسات ، لتكون حكمة يتداولها الأجيال ،


كنت :
في عملي أمر على بعض الموظفين الذي تتعدد طباعهم ،
وتختلف اخلاقهم ، تعود أحدهم يمر علي ولا يسلم ولا يلتفت لي !


فقلت :
دعني أجرب أي صنف هذا من الناس !!
وفي صباح إحدى الأيام تعمدت اصطحاب سيارتي " الفارهة " ، وتعمدت أن أجعل ذلك الشخص الذي لا يُسلم علي يمر من أمام سيارتي ،
وعندما نظر إليّ وأنا داخلها إلا وبذلك الشخص يُلوح بكلتا يديه ! ومِن وقتها يأتي من بعيد ليُسلم علي !

فبعض الناس :
جعل من المجاملات وتمني المكرمات من أولئك المتخمون
وسيلة بها يدوسون على كرامتهم ،
وما تحمله ذراتهم من كبرياء ،


وما :
بُزوغ نجم أولئك الغافلون الناعقون ممن يتسمون " بالنجوم "
إلا بعدما تنكب الناس عن سامي المعنى وجميل الطباع .
وما أفل وخفت بريق نجم أولئك المجتهدين إلا بعدما زهدهم الناس ،
لأنهم فقدوا تلك المعاني ولم يحيطوا بها علما .

وما :
على الواحد منا إلا الوسطية التي لا تحيد عن الصواب ،
وأن نسير على طبيعتنا لا يحرج اعجابنا مظاهر براقه
مما يجعلنا نستحقر حالنا وذواتنا !
وخاصة فيما يتعلق بحظوظ الدنيا ،


" وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا غ–
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
" .


يقول أحدهم :
في أمر الدنيا : لا تنظر لمن هو فوقك بل انظر لمن هو تحتك .
وفي أمر الآخرة : لا تنظر لمن هو دونك وانظر لمن هو أعلى منك .

من :
جعل معاملته وتعامله مع الناس معيارها وميزانها المنصب ،
والجاه ، والمال فقد جعل كرامته على المحك ،
وما يزيده ذلك عند أولئك المتخمون إلا تحقيراً وازدراء ،


هي حقيقة لا يدركها إلا من عاش واقعها ، فالعفيف المتعفف
الذي يصون كرامته وكبريائه يبقى عزيز النفس لا يقبل الضيم والذل ،
فالمتزلف الذي يُسّير أموره من خلال النفاق فهو يحشرُ نفسه في زاوية الاستحقار والاستهجان من الناس ،
فتراهم يتأففون عند رؤيته ويمقتون ،
وترى كل ذلك من العيون .


" وما الأخلاق إلا حجاب عزة بها تُكشف معادن الناس ،
وبها يوزنون
" ..

كما ينبغي علينا
:
تفريغ وتمحيص تلك السلوكيات ،
كي لا تكون لنا جزء من شخصيتنا في المستقبل المنظور !


للأسف الشديد :
نجد من ينجّر لبعض السلوكيات التي تنفُرُ نفسه منها ،
ولكن يبقى الانجراف لمن نخالطهم من أجل أن نسايرهم ونرضيهم !

" ليكون حساباً مفتوحاً ينتظر وقت السداد " !

لا يُضار المرء أن يكون صاحب ذوق رفيع ،
ليكون ذو طريقة لبقة في ضيافة الضيف ،
ولكن يبقى العتب على من يجاوز حدود الامكانات والسعة ،
وكذلك الهندام فالله تعالى " يحب أن يرى أثر نعمته على عباده " ،

" ولكن من غير تبذير ، ولا تفاخر ، ولا رياء " .


البعض :
منا لا يركن ويميل للوسطية إما أن يكون في أقصى اليمين ،
أو أن يكون على أقصى الشمال ،
وفي كلا الجهتين يكون يكمن هناك الخلل والاضطراب ،
لكونه أهمل نفسه في الأولى ،
وفي الثانية أهلك نفسه وألبسها لباسا لا يناسبها ،
ولا يُعبر عن حقيقتها !

ولسنا :
مطالبين أن نُجبر من نخالطهم على تغيير تصورهم ،
بالنظرة التي بها يقيمون غيرهم ،
حتى ولو كانت تعكس ما يعيشون ،
ويتنفسون واقعه ،


وما علينا :
غير التشبث بمبادئنا وقيمنا وقناعاتنا وأن لا ننسلخ منها من أجل إرضاء من حولنا ،
فمن كان همه رضا الناس سيهلك ، ويتعب وهو يتتبع ، ويلاحق ويستجدي رضاهم ،
فحاله في ذلك كحال من يلاحق سراب ماء ،

" يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىظ° إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا " .

نفعنا الله بكم .



 

رد مع اقتباس