الموضوع: نحتاجهم غرباء ~
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-10-2018, 04:58 PM
كيان غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 649
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » اليوم (01:23 PM)
آبدآعاتي » 983,107[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » مجاراة النثر وتأمل صعب الحروف
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي نحتاجهم غرباء ~





هناك اوقات .. حتى الصديق فيها لا يجدي !!



مع نسمة خريفية باردة ،
طارت بعض اوراق الشجر ،
انتشرت في كل مكان
واستقرت احداها في حضن فتاة
اختلط لون معطفها الاحمر مع الجو الخريفي ،
ثم ابتلت تلك الوريقة بدمعة مالحة ..
نفذت شهقة من شفاه الفتاة باحت بخبايا قلبها .
. وفجأة شعرت باحدهم يجلس بجانبها ..
رفعت راسها ونظرت من بين دموعها اليه ..
وجدته رجل كبير ذا وقار ،
فاض راسه شيبا حتى تغطى به ..
لم تهتم وعادت تنظر للورقة الجافة ،
حل الصمت لبعض الوقت عدى عن حفيف الشجر .. حتى نطق :

-" من استحق دموعك الثمينه؟ "

ما كانت لتتكلم ،
لكن صوته الهادئ الرخيم اجبرها على الاجابه:

-" قِطْعٌ من القلب قرر الابتعاد"
-" مررت بمثل موقفك ! "

رفعت رأسها ونظرت اليه فابتسم واكمل :

-" ستنسين مع الزمن، اعلم انها تبقى معاناة
مهما كانت قصيرة او طويلة، مهما كانت غير مهمة ..
لكن ستنسين!"

مرر اصبعه الجاف بسبب رياح العمر
على خدها الرقيق ليمسح دمعها ثم قال:

-" قد يأتي وقت ترين ان قطع
كثيرة من قلبك غادرت حتى لم يبقى لك الا القليل ،
فتريدين العيش بهذا القليل دون فقده ،
تعيشين لنفسك..عندها سترين انه من الافضل
لو اتبعتي هذا منذ البداية ..
لكن ما كنت ستستطيعين .. نحن هكذا ، لا نقتنع الا بالتجربه "

اخذت نفسا عميقا وهي تتأمله بانصات ..
اتسعت ابتسامته واكمل :

-" بعد ذلك ستفضلين العودة لإسكان
اشخاص في قلبك .. لأن البكاء على الاحباب
خير من البكاء من الوحده!"

ابتسمت لجملته الاخيره فقال:

-"ما أجمل ابتسامتك!"

امالت رأسها بخجل ونظرت للسماء الوردية وقالت :

-" كم سيدوم الألم؟ "

نظر معها للسماء واجاب :

-"هذا غير ثابت .."

تنهدت بعمق ثم التفتت اليه وقالت :

-" انت لطيف جدا "
-" شكرا "

وقف ، اخذ الورقة من حضنها وقال :

-" اردت فقط ان امسح دمعك "

التف .. ومشى عائدا من حيث أتى


~~**~~


في شتاء حاد الوقع على الابدان ،
شديد على القلوب البائسة ..
على نفس المقعد ..
احتضنت نفسها وهي تنتحب بألم ،
شعرت بيد تستقر على كتفها فعلمت انه هو .
. نظرت اليه وقالت باندفاع :

-"خسرت كل شيء ! "

ابتسم وجلس بجانبها ثم قال:

-" هل لديك مكان تنامين فيه؟ "

هزت رأسها فأكمل :

-" تجوعين ؟ "

اومأت بالرفض...امسك يدها وقال:

-"اذن مازلتي قادرة على احداث التغيير ،
انطلقي وكوني اقوى "

توقفت شهقاتها وقالت بعد ثواني :

-" هل الخوف من القادم سيوقفني ؟ "
-" خافي بحكمة فالحيطة واجب ..
لكن لا تسمحي له بالاستيلاء عليك "

رفع المظلة وفتحها ثم اعطاها اياها لتمنع عنها المطر وقال:

-" قد تبردين ، عودي وتدفأي "

واختفى من امامها ..


~~**~~



في ربيع انتعشت فيه الارض وتفتحت ازهارها ..
كانت تجلس بصمت بانتظار قدومه ،
رأته قادم من بعيد فوقفت وتوجهت اليه ،
وقفت امامه وسحبت يده بكل هدوء دون
صدور اي كلام منها او منه،
وضعت على معصمه ساعة فاخرة ثم ابتسمت وقالت :

-"انها تناسبك جدا"
-" انها اجمل هدية حظيت بها "

ثم عادا معا الى المقعد ،
وبعد دقيقة هدوء تخالطها زقزقة العصافير قال:

-"لا اجدك هذه المرة حزينة او باكية ،
ولم اعهد رؤيتك هنا الا في ضيق"
-"هل يمكن القول انك سبب وجودي هنا هذه المره ؟"

هز رأسه بالايجاب وتبسم ، وقبل ان يقول اي شيء هتفت هي :

-" لم نتعرف على بعضنا ، حتى اسمك لا اعرفه "

قاطعها :

-" هذا افضل .. كل شخص منا يحتاج غريبا في حياته .
. يخبئ معه احزانه دون فرصة لكشفها! "

تعجبت من كلامه ثم قالت :

-" لكن انا لا اريدك غريبا!"
-" لم تفهمي بعد ..
لم اكن انا فقط من يواسيكِ ، بل انت ايضا ! "
-" كيف؟ "
-" تشبهين ابنتي الراحلة جدا ..
فكان النظر اليك وحده تسكين لألم القلب "

ساد الصمت التام ..
حتى وقف ومشى عدة خطوات ،
ثم استدار مرة اخرى وقال:

-" دعينا نلتقي كل شهر مره ،
ففكرة ان نلتقي كل فصل في السنه فهذا بعيد جدا ! "

ضحكا معا ولم تعقب هي بتعليق ..
وراقبته يذهب .. تنفست الصعداء وهمست :

" ليس كل الغرباء غرباء ! "
[/SIZE]
[/CENTER][/COLOR]




 توقيع : كيان








رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ كيان على المشاركة المفيدة:
,