عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 24-04-2018, 01:58 PM
reda laby متواجد حالياً
 
 عضويتي » 580
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » يوم أمس (08:55 PM)
آبدآعاتي » 2,737,175[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » الإطلاع المتنوع الثقافات
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
من يرد به الله خيرا يفقهه فى الدين





روى البخاري ومسلم عن مُعَاوِيَةَ بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
والفقه في اللغة : هو الفهم ،
ثم غلب إطلاقه على فهم الدين والشرع .
قال العيني رحمه الله :
" قَوْله : (يفقهه) أَي : يفهمهُ ، إِذْ الْفِقْه فِي اللُّغَة الْفَهم .
قَالَ تَعَالَى : ( يفقهوا قولي ) طه/ 28 ، أَي : يفهموا قولي ، من فقه يفقه ،
ثمَّ خُص بِهِ علم الشَّرِيعَة ، والعالم بِهِ يُسمى فَقِيها
فالفقه في الدين : معرفة أحكام الشريعة بأدلتها ، وفهم معاني الأمر والنهي ،
والعمل بمقتضى ذلك ، فيرث به الفقيه الخشية من الله تعالى ومراقبته في السر والعلن .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الْفِقْهُ فِي الدِّينِ : فَهْمُ مَعَانِي الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، لِيَسْتَبْصِرَ الْإِنْسَانُ فِي دِينِه ِ،
أَلَا تَرَى قَوْله تَعَالَى :
( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) التوبة/ 122 .
فَقَرَنَ الْإِنْذَارَ بِالْفِقْهِ ؛ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْفِقْهَ مَا وَزَعَ عَنْ مُحَرَّمٍ ، أَوْ دَعَا إلَى وَاجِبٍ ،
وَخَوَّفَ النُّفُوسَ مَوَاقِعَهُ ، الْمَحْظُورَةَ " .
وقال النووي رحمه الله :
" فِيهِ فَضِيلَةُ الْعِلْمِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، وَالْحَثِّ عَلَيْهِ ؛
وَسَبَبُهُ : أَنَّهُ قَائِدٌ إِلَى تَقْوَى اللَّهُ تَعَالَى ".
فتحصل من ذلك : أن الفقه في الدين هو : فهم مراد الله من عباده ،
سواء كان مراده تصديقا لخبر ، أو عملا بأمر ، أو انتهاء عن نهي ،
وليس فهم العلم فحسب ؛
بل الفهم الحامل لصاحبه على الامتثال ، ثم الناس يتفاوتون في ذلك ،
علما وعملا وحالا ؛ فمن مقل ومستكثر ، وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" كُلُّ مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا لَا بُدَّ أَنْ يُفَقِّهَهُ فِي الدِّينِ ،
فَمَنْ لَمْ يُفَقِّهْهُ فِي الدِّين ِ،
لَمْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا ، وَالدِّينُ : مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ ؛
وَهُوَ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ التَّصْدِيقُ بِهِ وَالْعَمَلُ بِهِ ،
وَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُصَدِّقَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ ،
وَيُطِيعَهُ فِيمَا أَمَرَ ، تَصْدِيقًا عَامًّا ، وَطَاعَةً عَامَّةً ".
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" هذا الحديث العظيم يدلنا على فضل الفقه في الدين.
والفقه في الدين هو : الفقه في كتاب الله عز وجل ،
والفقه في سنة رسول الله ص ، وهو الفقه في الإسلام من جهة أصل الشريعة ،
ومن جهة أحكام الله التي أمرنا بها ، ومن جهة ما نهانا عنه سبحانه وتعالى ،
ومن جهة البصيرة بما يجب على العبد من حق الله وحق عباده ،
ومن جهة خشية الله وتعظيمه ومراقبته ؛
فإن رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى ، وتعظيم حرماته ،
ومراقبته عز وجل فيما يأتي العبد ويذر ، فمن فقد خشية الله ،
ومراقبته فلا قيمة لعلمه ، إنما العلم النافع .
والفقه في الدين الذي هو علامة السعادة ، هو العلم الذي يؤثر في صاحبه خشية الله ،
ويورثه تعظيم حرمات الله ومراقبته ، ويدفعه إلى أداء فرائض الله وإلى ترك محارم الله ،
وإلى الدعوة إلى الله عز وجل ، وبيان شرعه لعباده .
فمن رزق الفقه في الدين على هذا الوجه :
فذلك هو الدليل والعلامة على أن الله أراد به خيرا ،
ومن حرم ذلك ، وصار مع الجهلة والضالين عن السبيل ، المعرضين عن الفقه في الدين ،
وعن تعلم ما أوجب الله عليه ، وعن البصيرة فيما حرم الله عليه :
فذلك من الدلائل على أن الله لم يرد به خيرا .
فمن شأن المؤمن طلب العلم والتفقه في الدين ، والتبصر ،
والعناية بكتاب الله والإقبال عليه وتدبره ،
والاستفادة منه والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها ،
والعمل بها ، وحفظ ما تيسر منها ، فمن أعرض عن هذين الأصلين ، وغفل عنهما :
فذلك دليل وعلامة على أن الله سبحانه لم يرد به خيرا ،
وذلك علامة الهلاك والدمار ، وعلامة فساد القلب وانحرافه عن الهدى " .

والله تعالى أعلم .






 توقيع : reda laby

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : reda laby



آخر تعديل reda laby يوم 24-04-2018 في 02:00 PM.
رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ reda laby على المشاركة المفيدة:
,