الموضوع: رحلة حياة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26-10-2018, 01:17 PM
ابن الجبل غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 885
 اشراقتي » Oct 2018
 كنت هنا » 22-06-2019 (10:23 PM)
آبدآعاتي » 45,552[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Lebanon
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي رحلة حياة









في تلك الفترة ما بين الصبا والشباب ....
كانوا أقراني يلعبون ويمرحون .....وكنت إميل للوحدة

لم تكن وحدة الكآبة ....وكنت اسميها رحلات البحث عن الذات

كانت أمالي تقودني إلى حيث لا ادري ....
وأفكاري تريني أشياء لا يراها غيري

يوما ما سرت خلف أمالي .....لا ادري كم قطعت ولا إلى أين وصلت ....
فجأة توقفت

ليس بإمكاني العودة .....وليس لي القدرة أن أخطو خطوة إلى الأمام .....

الضباب أصبح كثيف وحجب عني الرؤية

انتابتني حالة من الرعب تنتاب من هو في سني في مثل تلك الظروف
.....صرخت : أين أنا

ردت الآمال من أعماقي : في ظلمات الحيرة يا فتي ....ت
أمل ما أنت به الآن الحيرة بداية تعرف

الإنسان على مكنونات نفسه وقدراته ....
فتكون طموحاته بقدر سعة نفسه وقدراته

اسود الضباب حولي ......وأصبح يلفني من كل جانب ......
ارتعبت وبكيت بكاء طفل فقد أباه

أريد أن أعود إلى حيث بيتي ولا ادري لي طريق

صاحت الآمال: صه يا فتى ......انه ضباب الأحزان .....
يجب أن تعيش حزنك على وفاة أباك وجدك

حتى تشعر بمعني الأفراح والسعادة التي ستغمرك يوما

سحبتني الآمال بقوة الفضول ....وصرت أسير لها ......
وجدت قبس من نور وسط ظلمات الضباب

طُربت الروح آمنا .....أتأمل الظلمة حولي احزن .....
وراحت الروح تترنح بين الخوف والآمان

وما بين الحزن والفرح .......وكأنها لخصت لي كل معاني الحياة

فجأة برقت السماء .....ورعدت .....
وكأن الحب يتعارك مع الكراهية والحقد ....

ذاك بنوره والآخر بصوته

اشتد الصراع بينهما عنفا .....كلما أنار الحب .....
طفأ نوره الحقد ......ووقف قلبي متعاطفا مع الحب

وانتصر الحب على الحقد والكراهية .....
واتخذ الحب من قلبي له خليلا ....وطاب قلبي له مستقرا

أنار الحب المكان وانقشع من حولي الضباب ......

سارت الآمال أمامي إلى قمة الجبل ......
ورأيت الجمال في الورود وتغريد العصافير وندى الفجر

نظرت إلى الوادي .....
وجدت قوم الفقراء والمساكين يعملون بجد واجتهاد ....

وقوم الأغنياء جالسون على الأرائك

ويتبادلون أقداح الطمع مملؤة بعرق الفقراء وشقاء المساكين

فجأة رأيت الفقراء وقد ارتدوا أثواب السعادة ....
ومات الأغنياء بتخمة بطونهم

من تعب وشقاء الفقراء والمساكين

هنا قفز قلبي فرحا وصاح لقد انتصر المظلوم على الظالم
وارتفع الحق فوق الباطل

قادتني الآمال إلى طريق ........وجدته ممهد ومستقيم .....
وعليه خطوط رُسمت بعناية ...

وغير مسموح لي

بأن أتجاوز احد ....وغير مسموح بأن أتعدي تلك الخطوط

نظرت حولي وجدت الجميع مبتسم وسعيد

وسمعت صوت كالرعد ......أنت هنا في واحة الحرية .....
تنتهي حريتك عندما تتجاوز حرية الآخرين

للحرية آداب ونظام ......ينعتوها قوم الجهالة بالظلم والرتابة

سرت إلى حيث لا ادري .......
وجدت قوم وقد جلسوا على كراسي وثيرة وكأنهم صفوة البشر

حولهم نورا .....أعجبني نورهم ....وقف احدهم تبسم وقال :

نحن آهل العلم والمعرفة .....ونحن في انتظارك يا فتي ....
اذهب طهر قلبك بالإيمان

ونور عقلك بالعلم

عدت مسرعا إلي بيتنا ....دخلت غرفتي المظلمة ....
وإذا بنور قلبي يضيء زواياها

تطلعت في المرآة وبدأت ارسم عليها بخطوط آمالي ...

كيف سأكون يوما من أهل العلم والمعرفة




بقلمي......ابن الجبل

حصرى










الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ابن الجبل على المشاركة المفيدة: