حين :
نريد التفريق بين " المثقف " وبين " مدّعي الثقافة " ،
علينا الولوج في طبائعهم ، وصفاتهم ، وشمائلهم .
فأما المثقف :
فتراه يتنقل في شتى المعارف ، ليزداد بذلك علما ومعرفة ، ينير لنفسه الدرب التي
يسير عليها ، ويضيئ من ذلك لمن يسيرون معه في هذه الحياة ، ليكون لهم سراجا
منيرا ،
وتراه :
في حال الحوار والنقاش يتمتع بالصبر ، وسماع الآخر ، من غير أن يبدي رأيه
بقصد نسف الرأي الآخر ، يُمنهج الحوار بشكل مرتب ، على نمط ترتيب الأفكار ،
جاعلا من المنطق لسان " حال " و" مقال " .
يغضب :
إذا ما وجد الباطل يصول ويجول في مواطن الحوار ، قاصدا بذلك _ مدّعي الثقافة _تسميم
أفكار ، وتحطيم قيم ، وإشاعة الفوضى بين أفراد المجتمع من غير دليل ، ولا برهان !.
لا تجده :
يهتم بتلك المسميات البراقة ،ليسعى لنيلها ، بل كل همّه أن يصل معارفه
لجميع شرائح المجتمع ، من أجل أن يرتقي به نحو الأفضل .
متواضع :
لا يُحدث الضجيج إذا ما نزل في ساحة أحدهم ليلفت الأنظار ، ولا يتكلم إلا في موضع
الكلام ، ويسكت في موطن السكوت .
أما عن " مدّعي الثقافة " :
فتجده كثير الانفعال ، يغضب لأتفه الأسباب ، يقاطع الكلام ، يرفع صوته
قاصدا بذلك تشتيت الأفكار ، وإظهار نفسه أنه هو من يُدير الحوار ، وأنه
الغالب ، وأنه فارس الميدان !
وتجده :
ينظر لمن حوله ، ومن يتطفل على محاورته أنهم أقزام ، وأنهم لا معنى لهم ،
وأن النقاش معهم مضيعة للوقت ، والجلوس معهم مدعاة للغثيان !.
ينسفون :
كل رأي يُخالف رأيهم ، يُسفّهون العقول ، ويلزون فيهم
كل قبائح الأمور !
الهجوم :
هي مهارتهم في التعامل مع من يُحاورهم ، يُلجمون
الألسن حين يجعلون من صوتهم هو الصوت العالي ،
وأنهم هم الوحيدون في الميدان !
وتجدهم :
يهتمون بالهوامش والشكليات ، ويتركون الجوهر
والأساسيات !
شعارهم :
" خالف تُعرف "
هذه :
" بعض شواهدهم ، ومعالم معادنهم." .