عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 23-09-2022, 11:36 AM
وهُــم . متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2130
 اشراقتي » Jul 2021
 كنت هنا » اليوم (01:29 PM)
آبدآعاتي » 916,808[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » أضع كل فوضايَ جانباً وأرتّبك في سَطر .
موطني » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي راقبوا الله في خلواتكم . . !



_









الحمد لله غافر الزلات، ومقيل العثرات، أحصى كل شيء عددًا، وهو العليم الخبير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى حق تقاته، واستشعروا دائمًا وأبدًا مراقبة الله لكم، وعظِّموا الله في السر والعلن:

﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].
عباد الله، نحن في زمن تكاثرت فيه الفتن، وتنوعت عبر شاشات وجوالات من خلالها قد يصل الواحد للمنكر

وهو في قعر بيته دون رقيب ولا حسيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عباد الله، كم نحن بحاجة لمراقبة الله في الخلوات، لا سيما أن التقوى خير زاد ليوم المعاد، وهي الوصية الخالدة

من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، والإنسان في هذه الدنيا لا يزال يقع منه الخطأ والصواب، حتى يلقى ربه جل وعلا
وفي يوم القيامة لا تخفى على الله خافية، ويتذكر الإنسان ما قدمت يداه، فتخرج الفضائح وتبلى السرائر
ويفاجأ كل عامل بما أسر وأعلن: ﴿ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ﴾ [القمر: 53].
عباد الله، في يوم القيامة يبرز أناس لم يكن يُرى منهم في الدنيا إلا كل خير، لهم أعمال صالحة كجبال تهامة يجعلها الله هباءً منثورًا، يا ألله!

ما أفظعها من خسارة! فما سبب ذلك يا ترى؟ وما هو الذنب الذي وقع فيه أصحاب تلك الأعمال الصالحات؟!
اسمعوا لهذا الحديث العظيم والذي من خلاله يتبين السبب: عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا
قال ثوبان: يا رسول الله، صفهم لنا، جلِّهم لنا أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم
ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلَوا بمحارم الله انتهكوها)).
عباد الله، إذا كان ثوبان رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاف أن يكون من جملة من سمعتم حالهم في يوم القيامة

فماذا نقول عن أنفسنا؟! وماذا نقول والتقصير قد ملأ حياتنا؟! يقول ثوبان: (يا رسول الله، صفهم لنا، جلهم لنا)
فيجيب صلى الله عليه وسلم بأنهم من المسلمين، ولهم من الأعمال الصالحات كأمثال الجبال، لكنهم جعلوا الله أهون الناظرين إليهم
فراقبوا الناس وغفلوا عن مراقبة الله؛ وغفلوا عن قول الله جل وعلا: ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7].
عباد الله، تأملوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...))، إذا نظرنا إلى هؤلاء السبعة

نجد أن الوصف الذي تحقق فيهم على اختلاف أعمالهم: هي تقوى الله -جل وعلا- في خلواتهم، فتأملوا معي أحوالهم؛ منهم: رجل ذكر الله خاليًا
ففاضت عيناه، يا ترى، ما الذي جعله بهذه المثابة؟ إلا مراقبة الله في الخلوات، ومنهم: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال
فما أجمل رده حينما قال: إني أخاف الله، فاستشعر عظمة من يراه في خلوته! ومنهم: رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
هذا رجل قد راقب الله عز وجل في ماله، وأنفق منه في سبيل الله، وأخفى صدقته إلى هذا الحد، ومنهم شاب نشأ في طاعة الله
ومع قوة النوازع وتوقد الغرائز، يا ترى ما الذي منعه من ذلك إلا مراقبة الله جل في علاه؟! فيا عبدالله، كن محاسبًا لنفسك
وتذكر نظر الله إليك في الخلوات، ولا يغرنك ثناء الناس؛ فإنهم يراقبون ظاهرك والله يعلم باطنك.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتقين الصادقين، وأن يرزقنا تقواه في السر والعلن.
وأقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أحمد الله حمد الشاكرين، وأثني عليه الخير كله، له الحمد والأمر في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدًا

عبده المجتبى ورسوله المرتضى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى.
عباد الله، حق على كل مؤمن أن يمتثل التقوى في السر والعلن، وأن يجعل بينه وبين عذاب الله وقايةً؛ وذلك

بفعل الأوامر واجتناب النواهي، وأن يراه الله حيث أمره، ولا يراه حيث نهاه:
خلِّ الذنوب صغيرها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أرض
الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً
إن الجبال من الحصى
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على ير البرية وأزكى البشرية، فقد أمركم بذلك العزيز الحكيم؛ فقال عز من قائل عليهم :
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم:
((من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلى الله عليه بها عشرًا)).

_ خالد سعد الشهري.
.
.
.





 توقيع : وهُــم .

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ وهُــم . على المشاركة المفيدة: