عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-10-2022, 03:12 PM
سما الموج غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 725
 اشراقتي » Jun 2018
 كنت هنا » اليوم (07:50 PM)
آبدآعاتي » 2,385,413[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي لماذا حذرنا الله من شر الغاسق إذا وقب؟







لماذا حذرنا الله من شر الغاسق إذا وقب؟

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز في سورة الفلق: «وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3)»، فلماذا حذرنا الله من شر الغاسق إذا وقب؟.. فالغاسق هو الليل إذا عظم ظلامه من قوله : ( إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ ) ومنه غسقت العين إذا امتلأت دمعًا وغسقت الجراحة إذا امتلأت دمًا.. وأما «الغاسق إذا وقب» فهو القمر
وفي ذلك يقول الفقيه اللغوي والمؤرخ ابن قتيبة : «الغاسق هو القمر وقد سمي به لأنه يكسف فيغسق ، أي يذهب ضوءه ويسود ، [ ووقوبه ] أي دخوله في ذلك الاسوداد ، وقد روى أبو سلمة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها وأشار إلى القمر ، وقال : «استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب »، قال ابن قتيبة : ومعنى قوله : تعوذي بالله من شره إذا وقب أي إذا دخل في الكسوف.
أهل الباطل
وبما أن الغسق هو الليل، فإنه لا يخفى على أحد أنه في الليل ينشط أهل الباطل، ويكثر اللصوص، وتنتشر السباع، وذوات السموم، والهوام، وفي ذلك يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «الليل إذا أقبل بظلمته من الشرق ودخل في كل شيء وأظلم».. والغسَقُ هو الظلمة، يقال: غسق الليل وأغسق إذا أظلم، ومنه قوله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ»، وأما الوقوب فهو الدخول، أي دخول الليل بغروب الشمس.
وفي الصحيح أن النبي الأكرم صلى الله عليه و سلم أخبر أن الشمس إذا غربت انتشرت الشياطين ، ولهذا قال : « كُفُوًا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ , أَوْ فَوْرَةُ الْعِشَاءِ ، سَاعَةَ تَهَبُّ الشَّيَاطِينُ »، وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم : « فإنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلاَ يَبُثُّ مِنْ خَلْقِه في لَيْلِه ما شاء ».. ومن ثمّ فإن الليل محل الظلام ، وفيه تتسلط شياطين الإنس والجن ما لا تتسلط بالنهار ، فإن النهار نور والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة وعلى أهل الظلمة.
القلوب المظلمة
أيضًا قد يأخذنا المعنى إلى أن الغسق تعني "القلوب المظلمة" لأنها تأتي بعد قوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِن شَرِّ مَا خَلَقَ»، ويليها قوله تعالى: « وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»، فكأن الله يصف هذه القلوب التي تحسد وتغل وتحقد وتصنع السحر لتؤذي الناس، بالمظلمة والسوداء كسواد الليل المظلم أو أشد ظلمة، ومن ثمّ فهم لاشك شرار الناس والخلق أجمعين.
ولهذا كان سلطان السحر وعظم تأثيره إنما هو بالليل دون النهار ، فالسحر الليلي عندهم هو السحر القوي التأثير ، ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محال الشياطين وبيوتهم ومأواهم ، لذلك علمنا المولى عز وجل أن نستعيذ من كل هؤلاء بهذه الآيات الكريمات.. فاللهم حفظًا يليق بجلالك وكرمك وجودك.







 توقيع : سما الموج

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ سما الموج على المشاركة المفيدة:
, , ,