عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-06-2018, 04:11 AM
حكآية روح غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 106
 اشراقتي » Apr 2017
 كنت هنا » 08-09-2021 (03:34 AM)
آبدآعاتي » 719,463[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
للعادات الرمضانية المتنوّعة نكهتها الخاصة في لبنان








يتميّز شهر رمضان المبارك في لبنان بعادات وتقاليد دينية واجتماعية وثقافية تكاد تكون موحدة بين مختلف المناطق اللبنانية، ويختص بعضها بمناطق معينة دون غيرها تبعاً لتعدّد الطوائف والمذاهب الدينية في لبنان، وتحديداً في الشمال والجنوب والبقاع مروراً ببيروت والضاحية الجنوبية.

طرابلس
تختص مدينة طرابلس بتقليد خاص في استقبال شهر رمضان حيث تقوم فرق من الصوفية قبل حلول شهر رمضان بعدة أيام بجولات في شوارع المدينة، ويردّد المشاركون فيها الأناشيد والمدائح النبوية والأشعار في استقبال شهر رمضان، لتحضير الناس وتهيئتهم للصوم.
ومن عادات أهالي طرابلس أيضاً زيارة الأثر النبوي في جامع المنصوري الكبير وهو عبارة عن شعرة واحدة من لحية نبي الإسلام، حيث يتزاحم المؤمنون الطرابلسيون لتقبيل هذا الأثر الشريف والتبرّك منه، ويقال إن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني أهدى هذا الأثر إلى مدينة طرابلس مكافأة لأهلها على إطلاق اسمه على أحد جوامعها الذي يعرف اليوم باسم "الجامع الحميدي"، وقد اتفق علماء المدينة على وضع الأثر الشريف في الجامع المنصوري الكبير لكونه أكبر جوامع المدينة.
وتشتهر طرابلس بحلوياتها اللذيذة، وخصوصاً حلاوة الجبن والقطائف والكلاج والعثمالية.

بيروت
من التقاليد الرمضانية في العاصمة بيروت ما يُعرف بـ"سيبانة رمضان" وهي عادة بيروتية قديمة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، وتتمثل في القيام بنزهة على شاطئ مدينة بيروت تخصّص لتناول الأطايب في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان.
وجرت العادة قديماً على أن تتوجّه العائلات البيروتية قبل غروب التاسع والعشرين من شعبان إلى شاطئ بيروت تحمل معها أنواعاً مختلفة من الطعام والشراب، وتقيم سهرات طويلة تترقب خلالها قدوم الشهر المبارك. وقد بدأت في الأصل كعملية استهلال للشهر المبارك، وكانت تسمّى "استبانة" بمعنى التبيان لحقيقة حلول شهر الصوم، إلا أن أهالي بيروت حرّفوا الكلمة مع مرور الزمن إلى "سيبانة" تسهيلاً للفظها، ومع الزمن أصبحت عادة للتنزّه وتناول الأطعمة والأشربة، حتى بات كثير من البيروتيين يعتقدون بأن هذه العادة هي لوداع الطعام قبل حلول شهر الصيام، باستثناء القليل ممن يدركون أنها تقليد لاستهلال شهر رمضان.
صيدا والنبطية
تختص مدينة صيدا بما يُعرف بفوانيس رمضان، وهي مصابيح مختلفة الألوان والأحجام، تستخدم في تزيين الشوارع ومداخل المساجد في شهر رمضان المبارك كتقليد سنوي يحافظ عليه الصيداويون حتى الآن.
أما مدينة النبطية في جنوب لبنان، فقد شهدت حدثاً مميزاً أدخلها موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وهو إضاءة الفانوس الرمضاني الأكبر في الساحة العامة للمدينة.
الجنوب اللبناني
لا يزال المسحراتي حتى يومنا هذا يجوب منازل الناس في الجنوب ويقرع على أبوابهم بعصاه، ينادي عليهم وقت السحور للقيام والاستعداد للصوم، رغم وجود ساعات التوقيت والمنبهات ووسائل الاتصال ومكبرات الصوت التي تصدح بها مآذن المساجد بالأدعية وقراءة القرآن والأذان.
ومن التقاليد العامة في لبنان "مدفع رمضان"، وهو تقليد عرفة لبنان منذ العهد الفاطمي وقد ابتدعه القيّمون على البلاد لتنبيه الناس الى أوقات الإمساك والإفطار.
ويتولي الجيش اللبناني حالياً مهمة القيام بهذا التقليد داخل المدن الرئيسية ولا سيما في بيروت والضاحية الجنوبية ومدن طرابلس وبعلبك وصيدا وصور، ويقضي هذا التقليد بإطلاق ثلاث قذائف من النوع الخلّبي عند ثبوت شهر رمضان، لإشعار الناس بثبوت الشهر شرعياً ومثلها عند ثبوت شهر شوال لإشعارهم بحلول عيد الفطر السعيد، وإطلاق قذيفة واحدة من النوع نفسه قبيل حلول الفجر إشارة الى الامساك عن المفطرات، وقذيفة واحدة عند الغروب اشارة الى حلول وقت الافطار.

ومن اللافت الهدوء الذي يحل عند الغروب حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء من مختلف الأديان بعضهم في ضيافة بعض عندما ترتفع المآذن بالتكبير عند حلول صلاة المغرب وموعد الإفطار.
وفي سياق متصل، فإن الموائد الرمضانية لها أصول خاصة لا يمكن تجاوزها. يتصدّر طبقا الحساء الساخن والفتوش وسط المائدة، ويزاحمهما على ذلك طبق البطاطا المقلية، فهي من الأطباق الأساسية في رمضان إلى جانب العديد من الأطباق التي يختص بها المطبخ اللبناني: مثل التبولة والكبة النية وورق العنب والكثير مما لذّ وطاب من أنواع الطعام.
وبعد أن يسد الصائمون جوعهم بألوان الطعام اللذيذة يتجهون إلى ما يملأ أرواحهم العطشى إلى الإيمان فيقصدون المساجد لإقامة الصلوات والاستماع إلى المحاضرات الدينية باهتمام وخشوع. ومن ثم يذهبون الى خيم السهر في المقاهي والمطاعم للتسامر وتناول السحور مع العائلة والأصدقاء.

ولا بد من الاشارة أخيراً، الى أن اعتبار لبنان بلد العيش المشترك له آثاره على صعيد مشاركة مختلف الطوائف بالعادات الرمضانية، حيث يشارك المسيحيون في لبنان عادات الشهر الكريم ويختلطون في خيم السهر بالمسلمين ويحضرون مآدب الاصدقاء مما يعزز مودّة هذا الشهر وما يحمله من محبّة وتقارب.






 توقيع : حكآية روح