عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31-10-2019, 02:29 PM
نسر الشام غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 612
 اشراقتي » Feb 2018
 كنت هنا » 10-02-2020 (05:29 AM)
آبدآعاتي » 14,858[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
كيف يضمن الحرس الثوري مصالحه بعد خامنئي؟



كيف يضمن الحرس الثوري مصالحه بعد خامنئي؟


منذ تولي آية الله علي خامنئي منصبه كمرشد أعلى للجمهورية الإسلامية، عمل الحرس الثوري الإيراني(IRGC) على إبقائه في منصبه، ولكن بعد وفاته، سيكون على الحرس البحث عن هدف جديد.

هذا ما يراه أليكس فاتانكا، زميل بارز لدى معهد الشرق الأوسط، ومؤلف كتاب سيصدر قريباً بعنوان "صناعة السياسة الخارجية الإيرانية". ولفت ضمن موقع "فورين بوليسي"، لكلمة وجهها خامنئي، في 2 أكتوبر(تشرين الأول) لقادة IRGC، طالبهم فيها بالاستعداد "لأحداث كبرى". وفي لغة غامضة عموماً، وجه تحذيراً إلى خصومه في الداخل الإيراني، الرئيس حسن روحاني، وإلى أعداء البلاد في الخارج. ولم يوجه كلامه إلى قادة IRGC صدفة.

ففي العام الجاري تحل الذكرى الثلاثين لوصول خامنئي إلى هرم السلطة في إيران. وبدأ عهده على أرضية غير ثابتة. ولكن سرعان ما عقد صفقة مع IRGC، الذي كان ينظر له بريبة، حتى تلك اللحظة. واليوم يبحث خامنئي الثمانيني عن الجيل الثاني من IRGC، كي يحمي النظام بعد رحيله.

تفويض مطلق
لكن، برأي كاتب المقال، قد يكون لمنح الجنرالات تفويضاً مطلقاً أثر عكسي، وخاصة بسبب طبيعتهم المغامرة واهتمامهم حالياً بالحروب بالوكالة في المنطقة، عوضاً عن الاهتمام بمصير إيرانيين عاديين.

وهناك في إيران من يقول إن تولي خامنئي السلطة عام 1989، بعد مؤسس النظام، آية الله روح الله خميني، كان أمراً محتوماً. وفي الواقع، اختار كبار السن في النظام أن يضعوا بقاءهم جميعاً فوق كل اعتبار، ووجدوا في خامنئي رجل دين من مرتبة متوسطة ورئيساً أسبق، مرشحاً يمكن أن تدعمه الغالبية كقائد انتقالي مؤقت.

صفقة
ولكن المهمة الحقيقية كانت في السيطرة على الشوارع وإقناع الشعب الإيراني بأن القائد الجديد قادر على البقاء لمدة طويلة. ولذلك السبب طلب خامنئي دعم IRGC وحمايته، على أن يمنحه المرشد غطاء سياسياً لتحقيق مصالحه، بما فيها أولوية الوصول إلى أموال الميزانية العامة، والحصول على حصة كبيرة من الاقتصاد الإيراني، وأن يكون له فرع استخباراتي منفصل ونافذ لمنافسة وزارة الاستخبارات، وحق الاعتراض على قضايا رئيسية في السياسة الخارجية.

وبرأي الكاتب، لم يكن ذلك الوفاق طبيعياً لأنه طيلة الثمانينات كان الحرس ينظر بريبة إلى خامنئي، الذي كان حينها رئيساً لإيران. فقد اعتبره الحرس الثوري مؤيداً للسوق الحرة في مسائل الاقتصاد، وليس من بين الموثوقين في النظام بشأن قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية.

ووصل الأمر لدرجة أنه، في مرحلة ما من الحرب مع العراق، منع الحرس الرئيس من زيارة خط الجبهة. وفي حالة أخرى، عندما التحق مجتبى خامنئي، الابن الثاني لخامنئي، بالحرس الثوري كمجند، اضطر لطلب النقل من قطعته العسكرية بسبب كثره شتائم سمعها بحق أبيه.

تقاسم أدوار
لكن، عند نهاية الحرب لم يعد للحرس هدف يسعى له. فقد انضم للثورة في بداية الثمانينات، وفي فكر مؤسسيه أنهم ضحوا بشدة ضد صدام حسين. وبعد موت الخميني، أراد الحرس الاحتفاظ بمكانته. وقدم له خامنئي دوراً رائداً: يرسم خامنئي مسار"الثورة" ويضمن الحرس تطبيق أفكاره. وكان من المستحيل رفض ذلك العرض.

ويشير الكاتب إلى أول كلمة ألقاها خامنئي أمام ضباط الحرس في عام 1989، عندما ركز على أهميته، وقال: "من دونه، لا يمكن الدفاع عن الثورة". وقد صح ذلك القول خلال عدة عقود لاحقة. وخلال أكبر احتجاجات شهدتها إيران – انتفاضة الطلاب ضد النظام في عام 1999، والحركة الخضراء في 2009، عندما احتشد ملايين من الإيرانيين ضد حكم خامنئي، كانت بنادق وعزيمة الحرس هي التي أنقذت عهد خامنئي.

وفي خطابه إلى جنرالات الحرس، العام الحالي، أشار خامنئي إلى أنه لا ينبغي تقييد عمليات فيالق الحرس ووكلائها، كحزب الله وحماس والحوثيين في اليمن، ضمن حدود إقليمية معينة.

ولا شك، حسب الكاتب، كان ذلك تحذيراً للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. وقال خامنئي لجنرالات الحرس الثوري: "لا تبنوا جدراناً حول أنفسكم، وتبقوا داخلها".

ويرى الكاتب أن منح جنرالات الحرس كامل الصلاحية لكي يواجهوا أعداءهم داخل إيران وخارجها، فيه خطر كبير. فقد تصاعدت خلافات بين حكومة روحاني والحرس الثوري، ومن ضمنها تسريبات وتضليل إعلامي وتبادل اتهامات ما من شأنه تقويض المصلحة القومية، ويوحي بأن ذلك التنافس قد يخرج عن السيطرة.

ويختم الكاتب مقاله بطرح سؤال على جنرالات الحرس الثوري يتركز حول ما إذا كانت مصالحهم الطويلة الأمد تحتم عليهم مضاعفة الضغوط على حكومة روحاني والشعب الإيراني، أم البدء في البحث عن صيغة جديدة للحفاظ على مصالحهم السياسية والاقتصادية في وقت تتطلع فيه الجمهورية الإسلامية لما بعد عهد خامنئي.




 توقيع : نسر الشام


رد مع اقتباس