سأخبر الله عن كل شيء هذه الكلمات التي نطق بها أحد أبنائنا في سوريا قبل أن يرحل إلى جوار ربه ليخبره عما حاق به من ظلم وتقاعس إخوته عن نصرته ونصرة المستضعفين .
رحماك بنا يا بني فكلماتك كسهم المنية المفوَّق وإني والذي سيجمع الثقلين على صعيد أكتب ما أكتب وأدمعي تأبى أن تكف وكم وددتُ وأيم الله لو سوي الترب علي في صباي وانفض الجمع واندرستْ معالم قبري وأصبحتُ نسياً منسياًّ ليكون لي عذر أمام ملك الملوك جل جلاله .
وارحمتاه لك يا بني فلا أذن تصيخ لآهاتكم ولا يد تمسح أدمعكم وتربت على رؤوسكم وتنكل بعدوكم ولا قلب يرق لمأساتكم ويشاطركم الألم ولا أكف ترتفع في الليل البهيم تستنزل رحمة أرحم الراحمين .
ما عذرنا أمام الجبار جل جلاله عندما يجمع الأولين والآخرين من الثقلين في صعيد ثم ينادي يا أمة محمد استطعمتكم فلم تطعموني واستسسقيتكم فلم تسقوني واستكسيتكم فلم تكسوني واستنصرتكم فلم تنصروني .
اللهم يا قوي يا عزيز يا من أمره بين الكاف والنون يا من حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً نسألك أن تنزل غضبك وبطشك وبأسك على هؤلاء المردة المارقين .
اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك وأهوال غضبك اللهم اجمع عليهم سكرات موت الأولين والآخرين واجعل أرواحهم تتردد بين الصدور واللُّهِيِّ إلى نفخة الصور .
اللهم إنهم أرونا قدرتهم على أهلنا وإخوتنا وأبنائنا تحت حكمك وفي سلطانك اللهم فيا جبار السموات والأرض أرنا قدرتك عليهم وأنزل بهم بأسك وبطشك الذي لا يرد عن القوم الظالمين .