الموضوع: " مفقود وموجود "
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-07-2023, 08:49 AM
مُهاجر غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2392
 اشراقتي » Mar 2022
 كنت هنا » 07-05-2024 (11:26 AM)
آبدآعاتي » 4,273[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي " مفقود وموجود "



يقول صاحبي :
تزوج بالأولى فلم ينجب منها و تخاصمت أحلامه مع أحلامها، فلجأت للمحكمة لكي تطلب الطلاق. بحكم القانون (في دول الغرب)
المرأة تأخذ نصف ما يملك الرجل. وجد نفسه في شرذمات من الأمر، خسر سيارته و منزله و أصبح يعيش في عش شقة ضيقة و دخل في كآبة محزنة.

بعد مرور الأيام ، تعرف على كاثي و بدأت عروق الحياة تنبض من جديد، و أستعاد بعض نشاط الوصل و الحب. دام غرامه معها سنتين
حتى قرر أن يطلب يدها و يتزوجها. هنا طارت نفسه فرحا و سرورا حين قالت نعم و هو جاثي على ركبتيه. تزوج جورج كاثي
و عاش معها في بيت فسيح أنجب منها أبنة و ولد.

لم يدر في خلده بأن الأيام دوالي و بقاء الحال من المحال. كاثي بعد زواج عشر سنين بدأت تتملل من حياتها
مع جورج و أخذت تلح في طلب الطلاق. تذكر جورج حادثته الأولى و كيف أفضى به الطلاق الى خسارة كل ما يملك،
و هذه المرة عقد العزم على أن لا يكرر نفس الخطأ.


أتصل جورج بكاثي ليعلمها بأنه ذاهب للمستشفى لأمر طارئ، و أخبرها أن لا تقلق فالأمر لا يعدو وعكة صحية بسيطة
سوف يرجع بعدها للمنزل. كان هذا في عام 1993 في العاشر من فبراير. ذهب جورج و لم يعد و لم يسمع له حس.


كاثي أصيبت بصدمة كبيرة فهي لا تعمل و عندها طفلين أحدهما عمره ستة أعوام و الأخر عامين. ماذا تفعل؟
أبلغت الشرطة بأختفاء جورج، و تم تقصي أثره فوجدت سيارته مركونه في مواقف المطار. قامت الشرطة بالتحقق من قوائم المسافرين،
و لكن جورج لم يكن من ضمنهم. مرت عشر سنين و أعلن أن جورج قد مات بدون أن يترك أثر.


أما جورج فقد أستقل سيارة مارة و تعرف منها الى شيخ كبير، أخذه الى منزله في ولاية بعيدة. أقام جورج مع الشيخ يساعده في بعض أعماله
و عرف أن الشيخ قد فقد ولده منذ سنتين و أسمه مايكل. أستطاع جورج الحصول على شهادة الوفاة لمايكل حيث أنه كان يقيم في نفسه الغرفة،
و بهذه الشهادة أنتحل شخصية مايكل و حصل على بدل فاقد لشهادة الميلاد و منها على رخصة سياقة و بطاقة مدنية على أنه مايكل.


مرت الأعوام و تزوج مايكل (جورج سابقا) و أنجب طفلا. لم يدر بخلده أن يوما ما سوف يكبر هذا الطفل و سوف ينبش الماضي. بعد سنين
أخذ الطفل يبحث عن جذور عائلته مستخدما طبعا أسمه و أسم أبيه مايكل و أسم عائلة مايكل، ليتفجأ بأن مايكل قد مات قبل مولده....
هنا بدأ السؤال، اذا كان أبي قد مات، فمن يكون هذه الرجل؟.... ذهب الطفل لجده و أبلغه بما أكتشف، و بدوره قام الجد بابلاغ الشرطة
التي القت القبض على مايكل (جورج) و أستجوبته فعرفت بأن قد هرب من زوجته الأولى قبل ثلاثة و عشرين عاما...
الآن يحاكم جورج بتهمة التزوير و انتحال شخصية ميتة، بينما يتصادم الحزن مع الغضب في زوجاته و أبنائه....


ملاحظة: هذه قصة حقيقية قمت بتغيير مسميات الأشخاص...

للنقاش،
- أحيانا يكون الهروب أحد الحلول، متى يكون ذلك؟
- هل ضغوط الحياة اليومية تجعل الزواج مجرد مشروع ربما ينجح أو يفشل
- هل الطلاق أسهل للمرأة من الرجل أو العكس؟





قلت :
تلك المشاكل والأنواء الحياتية لا تستثني
ولن ينجو من تبعاتها وشنارها أحد من الناس ،


وإن :
كان ذاك الاختلاف والتفاوت في حجم
أضرارها وخسائرها ،


فلعل أحدهم :
تكون مصدر المآسي تدخل من باب شخوصهم
ومآلات حِراكهم .


والأخر :
لربما تكون أسبابها خارجة من عوامل خارجة
من حوزتهم لتكون من غيرهم .


تلك المشاكل :
تتعدد أنواعها وأشكالها .
فالمشاكل قد تكون :

دراسية
اجتماعية
نفسية
عضوية
زوجية


تبقى :
الرؤيا لتلكم المشكلة على ضربين وحالين :
فمنهم من يرى أنها المشكلة العظمى التي لم تقع
على غيره من الناس !


والآخر :
يرى مشكلته أنها صغيرة إذا ما قُرنت
بمصائب غيره من الناس ،
حينها يحمد الله على ذاك .



ولا أجد :
في غير الثقافة وتلك التجارب والمعرفة في التعاطي
مع الحدث ليخرج من ذاك بأقل الخسائر ،

أما ما دون ذلك تبقى ردود أفعال ،
وكأنها ضربة حظ لتكون متأرجحة بين
النجاح والاخفاق .


ناهيك :
" عن طبيعة الشخص وتلك العوامل الخارجية " .

كيف التعامل مع المشكلة ؟
هناك من يركن إلى الاستسلام منتظراً سحراً فعال
يخرجه من ذلك الحال !!


ليبقى :
حبيس المشكلة لا ينفك من سجنها
وويلات مرها !


ومنهم :
من يسعى لحل المشكلة أما بالنصح ،
وإما بطريقة أخرى
تُعجل الحل .


ذاك الهروب :
الذي يجري خلف وهمه ذاك الشريد ظاناً بأنه الحل !!
ولا يدري ولربما يدري ويتعامى لكون الأبواب قد أوصدها
في وجه الحل ليجعل بداية الحل

" هي آخر الحل "
_ في اعتقاده هو _ !


وليت ذاك الهارب :
أن ينظر للعواقب !!!


وكيف:
تكون النتائج في هروبه من مواجهة المصاب تلكم الكوارث
ألتي تهوي بعائلته ومن يعيلهم إلى الهاوية و الهلاك !!


هي :
" الأنانية " و " الأنا " حين يجعل ذلك الإنسان
نفسه مقدمة على انفس أولئك الذين
يُقاسمهم المصير ليتجرعو مُر الفناء !


هي :
حقيقة يغفل عنها أو يتغافلها الكثير من الناس :
أن الحياة لا يمكن أن تسير على مهد المعافاة
من غير منغصات ومعاناة !


فهي :
دار بلاء وتمحيص ،
لتشف عن معدن ذلك الإنسان .


وفي الختام :
إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ،
وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ،
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ،
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ
» .






رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مُهاجر على المشاركة المفيدة: