عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-08-2023, 02:05 PM
مبتدئٌ !
عبدالعزيز غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 671
 اشراقتي » Apr 2018
 كنت هنا » يوم أمس (02:03 PM)
آبدآعاتي » 46,631[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي الكتاب (حصري) !مشاركتي في قصة من ابداعكم













ليس من البشر المحظوظين بحياته ،سار بالطريق عائداً لمنزله بعد العتمة بقليل بعدما انفضَّ مجلس السمر ، وقبيل وصوله إلى باب منزله ببضع خطواتٍ رأى كتابًا مُغلَّفًا بالمخمل ، مضمَّخًا بالقليلِ من المسك الذكي ، موضوعًا على المصطبة بجانب المنزل !
أخذه ، وفتح الباب ، وأشعل السراج واتجه إلى الأريكة ، واستلقى فوقها ، وفتح الكتاب ، فقرأ في أوله : هجرتُكَ كُرْهًا ، ومضيتُ عنكَ رُغمًا ! ولم يكن الأمر بيدي لأتخذ قراري ، وأمكثَ معكَ ، وإن كان قلبي آثركَ على الجميع !
أغلق الكتاب ، وسرح بخياله بعيدًا إلى عهد الصبا الغضير ، عندما كانا يافعين يلتقيان عند النبع –وكان يتذرَّعُ الحجج ليذهب لاستعذاب الماء- ليلقاها ويبثها صبابة قلبه ، حتى رحلتْ مع فارس أحلامها ! وها هي اليوم تحنُّ إلى ما مضى بعدما وخط الشيب عارضيه ، وبعدما تقهقر عهد الشباب النضير أمام جحفل الشيب الجرار الذي لا يُحابي ولا يُقهر !
نقل ناظره إلى السراج المتوهج ، وقال : أذنبي أني أحببتكِ من عهد الصبا ؟!
أم أنَّ ذنبي أنكِ في عيني الأبهى والأنضر والأرق ؟!
أم أنَّ ذنبي أني أرنو إلى القمر إذا ما طما الحنينُ فأراكِ في صورة البدر تنظرين إلي وتبتسمين ؟!
أم أنَّ ذنبي أنَّ قلبي يخفقُ حنينًا حين تغيبين عن ناظري –لا قلبي- ! فكيفَ وقد خُفرْتِ عني ؟!
أم أنَّ ذنبي أن قدميَّ تقودانني إلى حيث تقطنين ، فأجولُ في الحيِّ المجاور لحيِّنا الذي تقطنينه ، وأملأُ رئتيَّ من النسيم الذي يهبُّ مضمَّخًا بعبير ريَّاكَ ؟!
ثم نظر إلى الكتاب ، وضمه إلى صدره ، وقال : أحببتُ جمال عينيكِ ، وصفاءهما ! أحببتُ نقاء قلبكِ وصدقه ! أحببتُ عذوبة حديثكِ ورقته ! أحببتُ براءتكِ وصدقَكِ ولطفَكِ ! وما زلتُ أراكِ الصبية التي تأتي إلى النبع كالبدر ليلة تمه ، فتخضل يباب قلبي ، وتعبق رياض هواه ، وتجري جداول أنسه وأنهار سروره ، وقد أحببتكِ ولن أحيد عنه !
ثم نهضَ وأخذ الكتاب الذي لم يقرأ منه سوى صفحته الأولى ، ووضعه في درج خزانته وأغلقه ، ولم يفتحه بعد ذلك !




 توقيع : عبدالعزيز


أجهدني إلقامُ الحجارة ! أخذ مني مأخذه وبلغ مبلغه !


آخر تعديل عبدالعزيز يوم 11-08-2023 في 02:43 PM.
رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ عبدالعزيز على المشاركة المفيدة:
, , ,