عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15-04-2021, 06:22 AM
بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯) غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 439
 اشراقتي » Nov 2017
 كنت هنا » 07-09-2021 (05:18 AM)
آبدآعاتي » 73,415[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القرآءه والتصميم
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي آداب في ثقافة الشكر والعتاب




إن مما ينبغي على الأسرة أن تفعله ويزيدها تماسكًا ومحبة، هو الشكر عند الإيجابية، فعلى الوالدين الكريمين أن يكونا فاعلَين في زرع تلك القيمة بين أولادهم؛ ليتربى الأولاد على تلك القيمة العظيمة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر الناس لم يشكُر الله»، فكان شكر الناس بعضهم لبعض مكملًا لحسن الأخلاق بينهم، ولسريان المحبة في قلوبهم، وإن كان الشكر عند الإيجابية، فإن ضده وهو العتاب يكون عند السلبية، فلا بد من التوازن في هاتين الشخصيتين، والتعامل معهما بما يناسب المقام، سنقف خمس عشرة وقفة مع الشكر والعتاب.



الوقفة الأولى: إن ثقافة الشكر بين المجتمع عامة وداخل الأسرة خاصة مهمة جدًّا؛ لأنه يقرب القلوب ويطهِّرها، ويزكِّيها، وهو من أسباب المحبة وكثرة الإيجابيات داخل هذا المجتمع العام أو الخاص، فكم هو جميل جدًّا أن تكون ألفاظ الشكر في مقدمة اللسان؛ حتى لا تتأخر عن وقتها؛ لتؤدي مفعولها السحري في المشكور، والقاعدة تقول: كل إيجابية تراها حاوِل الشكر عليها، لتجد الإيجابية الثانية على أثرها، وهذه نتيجة حتمية للشكر، فأقلل منه أو أكثر.



الوقفة الثانية: الشكر هو لله تعالى أولًا وآخرًا؛ لأنه ما من نعمة إلا وهي منه عز وجل، وما اندفعت نقمة إلا بإذنه وحوله وقوته، فليلهج الجميع بشكر الله تبارك وتعالى في كل وقت، وحينها تزداد تلك النعم؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، وعند تجدد النعم يُشرع سجود الشكر، فشكر الله تعالى يكون باللفظ والفعل، والاعتقاد بالقلب، فيجعلك هذا قريبًا منه، ويكون هو قريبًا منك.



الوقفة الثالثة: الشكر يتنوَّع، فقد يكون بلفظ الشكر نفسه أو بالدعاء أو بالهدية، أو بالرسالة، أو بالابتسامة والابتهاج، أو بالإشارة المفهمة للشكر، أو غيرها مما يفهم به صاحب العمل الشكر عليه، لكن أقصرها وأقربها كلمة (شكرًا) ونحوها، فاحرص على ألا تغادر تلك الكلمة لسانك، فإنك ترى الإيجابيات في كل مكان بحمد الله تعالى، فاشكر أصحابها ما أمكنك.



الوقفة الرابعة: نجيد أحيانًا العتاب على السلبية، وقد نحرص عليه أحيانًا، لكن قد ننسى أو نتناسى الشكر عند الإيجابية، فهما قرينان، فاحفَظْهما واعدل فيهما، فلا تجعل الناس لا يعرفون منك إلا العتاب، وقد يجتمع في الشخص الواحد شكر وعتاب، فغلِّب جانب الشكر وقلل في العتاب؛ لتلقى القبول منه.



الوقفة الخامسة: كلمة شكرًا، هي أربعة أحرف وخفيفة على اللسان وحبيبة إلى الإنسان، فهي ليست مالًا تنفقه ولا شيئًا تعطيه، ولا كلفة فيها ولا حرج، وتعلم أنها من أسباب المودة، فحاول ألا تغادر هذه الكلمة لسانك، واجعلها سجية مع العموم، وفي الأسرة على سبيل الخصوص، فكم تقرَّبت الزوجة من زوجها بسبب شكر، وكم من ابن برَّ بوالديه بسبب شكر، وكم من جار أحسن إلى جاره بسبب شكر!



الوقفة السادسة: الشكر هو من الإحسان، وقد جُبلت الأنفس على حب مَن أحسَن إليها، فتودَّد أخي الكريم إلى الناس بكثرة إزجاء الشكر لهم وإن لم تجد، فلو بحثت عن جميل تشكرهم عليه، لكان عملك هذا عملًا صالحًا.



الوقفة السابعة: إن قيمة الشكر إذا كانت منتشرة في الأُسَر، فسيكون مجتمعنا كله كذلك؛ لأنه مجموعة من تلك الأسر، فتعاونوا بوركتم ووفِّقتم إلى إحياء تلك القيمة، وإذكاء تلك الشعيرة؛ حتى يتودد الناس بعضهم لبعض، والجزاء من جنس العمل، فكما تشكر الناس، فالناس سيشكرونك.



الوقفة الثامنة: إن الشكر المحسوس يبقى أثره طويلًا، وذلك كخطابات الشكر وشهادات الشكر، أو الهدايا المصاحبة للشكر، أو أن الشكر كان علنًا بين شريحة من الناس، فإن مثل هذا يبقى طويلًا محسوسًا مِن قِبل المشكور، وفي كل خير.



الوقفة التاسعة: وفي الجانب الآخر وهو العتاب، فلا بد فيه من التفاهم الإيجابي، فقد يكون المعاتب فَهِم خطأً، فالتوجيه والاستفسار حال العتاب مطلب مهم؛ حتى يقع الدواء على الداء؛ لأن العتاب دواء لخطأ حصل، وفي حالة أنه كان معاتبًا واهمًا، فعليه بالاعتذار السريع وختمه بالدعوات؛ ليلتئم جرح الطرف الثاني.



الوقفة العاشرة: أهمية التوازن التربوي في إزجاء العتاب، فاللفظ مهم والزمان مهم والمكان مهم، وكل هذه الثلاثة أركان مهمة لتقبُّل العتاب، أما إذا كان العتاب في غير محله، فقد يتولَّد منه سلبيات كثيرة، فاختَر لفظك وزمانك ومكانك ووسيلتك للعتاب؛ حتى يثمر الثمرة المرجوة.



الوقفة الحادية عشرة: قد تكون نتائج العتاب أحيانًا إيجابية، وهذا هو المطلوب، لكن إن كانت النتائج سلبية، فعلى الطرفين كليهما حُسن النية والتفاهم، ومحبة الخير لكل منهما، وهنا يأتي منزلة الظن الحسن، وليحذرَا جميعًا من أن يقع شيء في النفس، فالكل منهما حريص ومجتهد، والتثبت مطلب مهم قبل العتاب.



الوقفة الثانية عشرة: قد يكون الحامل على هذا العتاب هو التوجيه والإرشاد ومحبة الخير للآخرين، وهذه منزلة طيبة، وقد يوفَّق صاحبها للخير والقبول في نفوس المعاتبين، وأما إذا كان المقصود من العتاب هو التشفي، فهذا أمر سلبي ينبغي أن تطهَّر منه النفوس والصدور، وفي الغالب فإن صاحبه قد لا يجد قبولًا، فاجعل نيتك في عتابك الخير والإرشاد.



الوقفة الثالثة عشرة: العتاب نوعان، النوع الأول عتاب صريح بعبارته هو ومقصوده ومفهومه، فهذا لا يتم إلا في أحوال معينة وفيها قلة.



والنوع الثاني من العتاب بالإشارة والتلميح والكناية، ومن الممكن أن يكون الكناية مقدمة على الصريح، لتسلم القلوب، فإن لم يُفِد استعمل العتاب الصريح.



الوقفة الرابعة عشرة: على المعاتب أن يكون لبيبًا ونبيهًا بألا يتكرر الخطأ مرة أخرى، وليكن مستمسكًا بهذا العتاب؛ حتى يحصل الهدف منه، وحتى تتصحح الأخطاء، أما تَكرار الخطأ مع العتاب المسبق، فقد يكون هذا جزءًا من اللامبالاة، وهذه صفة يترفع عنها أصحاب الخلق الحسن والرجولة.



الوقفة الخامسة عشرة: للعتاب وسائل كثيرة، فقد تكون الوسيلة رسالة جوال أو مقابلة، أو مشافهة، أو هدية تعالج القضية، أو نحو ذلك، ولا يلزم أن يكون الوسيلة هي المشافهة والمقابلة فقط.



هذه خمس عشرة وقفة سريعة مع آداب الشكر والعتاب، لعلها تكون في سلوكنا مع أهلينا ومع الآخرين؛ حتى تتصحَّح السلوكيات والمفاهيم، وتَقِل الأخطاء وتكثُر الإيجابيات والمخرجات الطيبة الحسنة.



أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في أعمالنا وأعمالنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




 توقيع : بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯)


عذبة المعاني أبدعت غلاتي شكري وتقديري

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ بـہۣۗـتـہۣۙول ❥ ·´¯) على المشاركة المفيدة:
,