عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-04-2020, 10:53 PM
الشيخ غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 1235
 اشراقتي » Apr 2019
 كنت هنا » 23-11-2020 (10:13 PM)
آبدآعاتي » 108,417[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي سأمشي عاريةً هذا الصباح ~ رائعه جابر محمد مدخلي



الإهداء:
إلى بقايا امرأةٍ من أصلٍ عربيٍ في إسبانيا...


سأمشي عاريةً هذا الصباح !


... ما عدت أراك.
ما عاد الليل يسترني.
فضحتني عند أوراقي.
جعلتني أتوه في معبدك،
أستعطف الدنيا، أبيت ذليلةً بلا قوت،
ولا وجع.
آلمتني آثار أقدامي.
جعلتني عاريةً من بين نساء الكون،
وخلعت عني تقويمي.
غبت حاملاً بين يديك نزهة فرحي،
وغلطة لحظتي الأولى في تكذيب صدقك،
وتصديق كذبي.
سخّرت كل شيء لإخباري بمفاجأتي،
وصفعتك أكثر من حبك.
سحبت النهار من ذراعيك
وأشرقت بروحي دون مراودة واحدة منك.
ذوبتني بالبعد، وبالقرب رحمتني من أقدار شهوتي.
صدمتني في ذاكرتي،
فيما أنا أعلم أنني نزعت ذاكرتك
إلا مني. عشت امرأة قانونية تبوح للكبرياء والمرايا.
تشتري من الدكاكين الكاذبة مخدعاً لليلة. كانت
الأعوام تدري أنني أسير في التوقيت الكاذب،
وفي العمر المهدور.
كنت تقول لي: لا تصعّري قلبك للناس.
لا تمنحي ثديك لأحد. الرضاعة للأطفال،
وأما الكبار
فلا يعرفون كيف يأخذون حقوقهم
من صدر امرأةٍ دون أن يؤذوه،
أو ربما يخلعوه من مكانه!.
-جعلتني أصنع قهوتي بدمك،
وكنت تحتمل. كنت تسقط من شعرك السواد لتصبغني به.
فعلت الكثير ولم تلحظ أنني أطارد وهماً غيرك.
احتملتني حتى انتهى التقويم.
التاريخ الذي تركته معي
كان أصلح من كل أولئك الذين كذبوا برغبة، وصدقوا برهبة،
ولكنني أسقطته بوجودك، فسقطتُ منك بإرادتي،
ورغبتي في شراء شهوة الليل.
في العام الماضي نزعتُ من يد الدنيا لحظاتك كلها،
جعلتها صباحي، المظلم!
ما عدت أعرف وجهي. أصبحت شرخاً يشبه العراء.
أبوح للجدران.
أنتهز فرصةً مناسبةً لسرقة أحوالي الجديدة.
في العام الماضي نضجت في ذهن غير ذهني،
ورحتُ أبني مزرعةً ليست صالحةً حتى للنزهة.
جلست عاريةً تحت أشجارك الأولى بمفردي. فتحت
سيقاني البالية التي طالما سقيتها بسمادك لتنمو بلا جزع،
ولا شهوة، ولا احتياج غير أنها لا تزال كعجوزٍ عقيم،
ولم تغادرها وعثاء التعب.
في العام الماضي أصلحنا معاً شاشة تلفاز الوله، انشطرتُ
على ألعابك وأنت لا تعي أني لعبةً خاليةً
إلا من أمنياتها الصغيرة،
وقواريرها الماجنة. تركتني في غروري
أنزع حلوايّ من تعبك دون
أن أعي كيف أرحمك.
في العام الماضي خلعتُ كل شيء
عن ذراعي فلم أجد فيه ما يعيبني بعدك.
تركتني صالحةً لكل شيء. وحدي أنا التي تجرح نفسها
كل صباح بحثاً عن شمسك الأولى، وشروقك القديم.
عينيك العابرة مطر لم يعد يسعفني بالوصول.
أنا قطعة الحلوى التي طالما
اشتهيتها بالعام الماضي يا مجنون..
أحقاً لم أعد صالحةً حتى للمس؟
يا لجفوة الرجال، وقساوتهم، وإهانتهم للأنوثة
بعدما يأخذون منها عمرها،
وزيوت أنوثتها ليدهنون به أعمارهم، ورجولتهم الكاذبة!.
في العام الماضي انتظرتك في آخره
لأوقد أنفاسي منك، وأشرب قهوة دموعك
التي اعتدت سكبها من رموشك الصادقة.
أعشقك ولكنني فقدتك قبل أن أجمع هذه الكلمات.
العام الماضي كان آخره حفلة إصلاح لكذباتي،
ولجرحي لك، لاختلافاتنا القديمة.
أغلقت قلبك مني بالشمع الأحمر.
وأول العام حتى الرسالة لم تهبها.
والآن فقط آمنت أنك عامي الذي لن أراه!
آه منك يا تقويم الأرض، ويا وجع التعب.
يا نقطة النبض. أشتاق إليك يا أملي.
يثخنني غيابك. لا لمسة ليدي هذ العام.
لا عطر ينبض بجسدي. الواحد يبدأ دون أن أراك،
أو أسمع صوتك. الواحد الجديد يصعدُ
على كبدي كأنني برميل يتسلق عليه
عامل كهربائي لإصلاح أضواء منزلنا.
عشقك البسيط جعلني أثور على نفسي.
أنسى أنني أنثى لا تصلح إلا برجل..
فأينك أيها الرجل الذي أشتهيك؟
سأمشي عاريةً هذا الصباح الجديد.
هذا العام سأعلن جنوني بك للدنيا كلها.
سأشتري الدخان، سأشعل السجائر،
سأخلع كل هدايا العابرين إلا هداياك.
آه يا عشق طردته من نبضي،
آه يا من تساءلت عنه حتى حفر النمل.
آه من رغبتي الجامحة في المشي، والركض إليه.
سأمشي عاريةً هذا الصباح حتى أصلك،
أو أموت دونك...


1 - 1 - 2012م
برشلونة - إسبانيا



جابر محمد مدخلي


كاتبنا الكبير لراعتك لفطرية الكلمات وصدقها

هذا الاهداء نرجوا ان ينال رضاكم واعجابكم











 توقيع : الشيخ







رد مع اقتباس
8 أعضاء قالوا شكراً لـ الشيخ على المشاركة المفيدة:
, , , , , ,