بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه جميعا متوكلين .. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين
أما بعد
أحبتى فى الله
أصحاب العقول الرشيدة
موعدنا الليلة مع موضوعنا نافذة على التاريخ ( الجذء الثانى ) تكمله لخلق سيدنا آدم عليه السلام
تأملوا هذه الآية الكريمة ( خلق الانسان من عجل سأريكم آياتى فلا تستعجلون ) سورة الأنبياء آيه37
وفى آية أخرى قال رب العزة .. خلق الانسان عجولا .فى تفسير هذه الآية الكريمة عدة روايات أصحها والعلم عند الله ..أن الله سبحانه وتعالى عندما نفخ من روحه فى آدم فسرت من رأسه الى عيناه ثم فمه ثم بطنه فأحس آدم بالجوع لأن بطنه خاليه
ووقعت عيناه على ثمار الجنه فهم ناهضا قبل أن تصل الروح لرجليه فوقع ..ومن هنا أتت العجله والله أعلم ...ثم جاء خلق حواء من ضلع آدم الأعوج بالجهة اليسرى ..وهنا موضع تأمل..هذه عملية جراحيه طبيبها الله سبحانه وتعالى وهذا بالطبع شرف لحواء لا يدانيه شرف.. فالعملية تمت بيدى الله وكلتا يديه يمين ..وتمت هذه العمليه وسيدنا آدم نائم وتحت التخدير الربانى.. وهنا تساؤل .. لماذا لم يخلق الله حواء وآدم يقظ ..الله سبحانه وتعالى كان له حكمة من هذا فلو كان آدم يقظ ربما تألم فيكره حواء لأنها سبب فى ألمه .. وهناك سبب آخر فبعد أن تمت العمليه أستيقظ آدم فسأله الله تعالى .. من هذه يا آدم فقال .. حواء .. فقال الله ولماذا سميتها حواء يا آدم .. فقال آدم .. لأنها خلقت من حى .. سبحان الله وكيف عرف آدم أنها خلقت من ضلعه فقد كان نائما ..وهنا نرجع للآيه .. وعلم آدم الأسماء كلها ..وبعد خلق حواء جاء دخول آدم وحواء الجنه.. وبالطبع كان الله غضب على الشيطان وطرده من الجنة ومن منصبه ..وحرم عليه دخول الجنه ..وهكذا يكون آدم وحواء والشيطان خارج الجنة .. وجاء الأمر لآدم وحواء بدخول الجنة فقال تعالى .. ( وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )سورة البقرة آيه35
فدخل آدم وزوجه الجنه وبقى الشيطان خارج الجنه .. والشيطان يريد أن يمارس مهنته ويوسوس لآدم وزوجه .. فكيف السبيل الى الدخول اليهم بالجنة وهو ممنوع من الدخول بالطبع الجنة عليها حراس شداد فعرض أبليس نفسه على كل الكائنات ليخفوه ويدخلوه الجنة فرفضت جميعا خشية الله سبحانه وتعالى الا الحية وكانت الحية منظرها جميل وحجمها كبير وتمشى على أربع وذو عنق طويل ..قبلت الحيه وأخذت أبليس فى فمها ودخلت به الجنه ثم لفظته فأسقطته وراح أبليس ليمارس نشاطه..وكل هذا يحدث بأمر الله لتنفيذ قضاء الله..وهو أعمار الأرض.. وما هذه المقدمة الا مسببات للهبوط للأرض..فقال تعالى محذرا آدم وزوجه ( فقلنا يا آدم أن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) سورة طه الآيه 117
هذه هى كلمات الله تحذير واضح وصريح ومباشر.. لكن قضاء الله نافذ لا محاله.. وجاء دور الشيطان ..وهذا موضح بالآيتين الشريفتين 120 , 121 من سورة طه ( فوسوس اليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى . فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى .) وهنا لنا وقفة .. بعد عصيان آدم ربه ظهرت سوآتهما ..كيف ومن فعل هذا ..أبليس هو الفاعل أستهزاءا بآدم وزوجه وقد أوضح هذا الله سبحانه وتعالى فقال ..( يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهماليريهما سوآتهما أنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ) سورة الأعراف الآية 27
وحديث الله هنا موجه لذرية آدم ..ليخبرنا ما فعله الشيطان بأبوينا علنا نتعظ.لعلهم يتفكرون
والى أن نلتقى الأسبوع القادم أترككم فى رعاية الله وأمنه
القبطان