الموضوع: " مدعي الثقافة "
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 31-03-2022, 06:38 AM
مُهاجر غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 2392
 اشراقتي » Mar 2022
 كنت هنا » 07-05-2024 (11:26 AM)
آبدآعاتي » 4,273[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي " مدعي الثقافة "











هي :
تلك الهلاميات الزئبقية من العبارات ، التي تحاول الانفلات من قبضة التساؤلات
- البوليسية - ، لتكون السلامة في ذلك ، وإن كان انفلاتا لا يتجاوز الخارج
من حوزة الذات ناهيك عن ذات الذات !

المصيبة :
عندما تختزل الحقيقة ، وتصنف أنها الحق المُنزّل من عقل المرء على قلبه ،
ليكون الإيمان القطعي على ما جاء به الوحي من عند النفس المنظرة ، التي تجعل من دليل الصدق على رسالتها
ذلك التشكيك والتكفير لكل ما جاء ليخالفها !

من :
هنا كان الجهاد فرض عين على المعتنق لذاك الفكر
يقلّب نظره يحاول رؤية من يشاطره الرأي ،
ويدخل في دينه ليكونا طلائع التنوير !

تلك :
المصطلحات التي توضع في غير محلّها ، وما هي الا انعكاسة
تترجم ما يكتنف دواخل ذلك الفرد - اتكلم بشكل عام لا أقصد بذلك الشخصنة -
يحاول التحرش بمن حركت فيهم شهوة الفضول لمعرفة مغزى ومعنى ذلك المنطوق ،
ليبدأ مراجعة ما اختمر في العقل والذي كان ثمرة البحث بالأخذ والرد بما يترافق مع المناظرة
أو الحوار ،

وما :
كان لكل من امتطى صهوة البحث عن التي هي خلف الظواهر ، أكانت معنوية أو مادية ليصيبها
مشرط التنفنيد والتشريح ، " ويوضع المقصل على المفصل " ، ليكون النطق بالحكم عن مدى فاعليتها
في هذا الوضع من الوقت في ظرفه الزماني !

إلا :
أن تكون تكون لديه مرجعية معرفية يستند ويقف عليها ، وبغير ذلك يجد أن كل ما في الكون من ذرة
إلى المجرة مجرد فوضى عبثية تعيش على التنافر ، والتشتت ، والتباين !

وهذا :
بعيد عن الحقيقة ، فالخلل هنا في الاستنباط الناقص ، الذي لا يقف على الحقائق ،
أو لنقل النظريات التي يصعب مشاغبتها بالعنتريات ، أو الكلام المفرغ الممجوج ،
البعيد عن الواقعية ، وأقرب ما يقال عنه أنه من بنيات الأوهام !

لكل :
فرد في مجتمع ما ثقافته التي يستقيها إما عن منطوق ،
أو مكتوب ، أو مطبق على أرض الواقع كفعل ممارس ،

ولكون :
العالم والعوالم التي نتنفس معها من ذات الهواء ، لابد ان يصلنا شرر
ما يأخذوه ويذروه ، ليكون من ضمن السلوكيات والممارسات، حتى ولو
سلمنا جدلا أنها من غير وعي منا ، وإنما يحركنا ما اختمر في العقل الاواعي !

قد :
يكون الاستقلالية الفكرية والنفسية تطرق باب عقل احدنا ومن ذاك ،
يسعى جاهدا أن يمحّص ما يتراما ويطفو على سطح الواقع ، محاولا البحث عن حقيقة ذاته ،
ولكن على المنصف أن يبحث بتجرد من غير أن يسارع في تحقير كل ما تربى عليه ،
ليتمرد ويتنمر عليه من معان وقيم ، ويرى الاشخاص فيما دونه وفكره مجرد امعات تقلد وتناغي
ما يُقال لها من غير تفكر ولا تدبر ، لأن منها ما هي من شعائر الدين ، التي لا يختلف عليها اثنان ،
ولا يتمارى فيها عقلان ،

وعلينا :
أن لا ننظر لذلك المثقف بأنه المعصوم الذي يرى الأشياء بحجمها الطبيعي ،
وأنه لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه في قوله وفعله ! وكأنه نبي يوحى إليه !
لكونه متجرد من المؤثرات الجبرية ، التي تخرج من رحم الكيان الفلسفي الديني !

الفيلسوف :
ما كان ذلك المسمى له معنى ملاصقا لمن تلفّع ، وتسرّبل بمقتضاه المعرفي ،
لكون ذلك الحكيم لايركض خلف الألقاب البراقة ، فالعاقل هو من يعرض بضاعته
تاركا لمن يمر عليها تقييمها وتمحيصها تاركا لهم الخيار والحكم عليها .

ما يهم في هذا الأمر :
لابد على المرء أن يكون مثقفا ثقافة يستمدها ويتكىء بالأخلاق الحميدة ،
وما التدين إلا ذلك الداعم والمحرك والباعث لروح المنافسة ، لا نتحدث في هذا المقام
عن الخامل منهم ممن ينتسبون للالتزام ، لأنهم اهتموا بالمظهر ليكون التزاما صوريا شكليا ،

من هنا علينا معرفة
:
أنه لا يوجد هنالك تضاد ، ولا تقاطع في مزاوجة الثقافة والتثقيف ،
وبين أن يتلفع المرء بالاخلاق والقيم النبيلة ،

الثقافة :
تبقى ربيبة توجهات الفرد على
وجهته وتوجهه .

وللأسف الشديد :
نجد ذلك الجمود الفكري عندما يكون الإنسان حبيس ما يؤمن به من غير البحث
عن مساحات أخرى تُعمل عقله ، وتوسع مداركه ، لتكون نظرته شاملة وشاسعة ،
ليحيط بعوالم الأشياء ، وليكون موسوعة علمية وفكرية شديد المحال .






رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مُهاجر على المشاركة المفيدة: