عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 09-02-2019, 06:20 PM
روح أنثى غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 781
 اشراقتي » Jul 2018
 كنت هنا » 04-07-2021 (06:14 PM)
آبدآعاتي » 403,068[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
تفسير راتب النابلسي (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ )



فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۗ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ ۖ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ ﴾
والمُطْلَق في القرآن يجري على إطلاقه " إصلاحٌ لهم "، إصلاحٌ لهم في حاجاتهم، أمِّنوا لليتيم حاجاته، أمِّن له طعامه وشرابه، ومسكنه ومأواه، ووسائل صحته، ووسائل تعليمه، ومالاً يعيش من رَيْعِه.
﴿ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾
فعلاقتك مع اليتيم ليست علاقة تجارةٍ، وليست علاقة ابتزاز، ولا علاقة أخذٍ، ولا نفعٍ، بل هي علاقة إصلاحٍ له فقط..
يجب أن تربيه وأن تقوِّم اعوجاجه، وأن تصلح أخلاقه، وأن تهتم بصحته، وبطعامه، وشرابه، وبأخلاقه، وبجسمه، ومستقبله، ودخله..

الفرق بين الخلط والمزج :

لو أن الله منعنا أن نُخالطهم لكان في هذا عنتٌ كبير،
قال تعالى:
﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإخوانكُمْ ﴾
أي لك أن تخلط ماله بمالك، ولكن الخلط شيء والمزجَ شيءٌ آخر، ولأضرب على ذلك مثلاً: إذ يمكن أن تخلط الحمّص مع العَدَس، وفي أي وقتٍ تشاء تفصلهما عن بعضهما، أما إذا خلطت الماء المُحَلَّى بالسكر مع الماء الذي يشوبه الحَمْض فمستحيل أن تفرق بينهما بعد حين فالعلماء فرقوا بين الخلط وبين المزج، المزج للسوائل والخلط للأجسام الصلبة.
﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ ﴾
فيمكن أن تستثمر مال اليتيم عندك، وأن تدخل ماله في تجارتك، وأن تجعله شريكاً في الجرد، معه مئة ألف أدخلتها في رأس المال، ولكن العلماء قالوا: لك أن تخلط ماله بمالك، ولكن يجب أن تعامله بالإحسان، إن كنت غنياً ينبغي أن تستعف، أي إن أردت أن تستثمر له مئة ألفٍ يجب أن تعطيه ربحها كاملاً إن كنت غنياً، فينبغي لك أن تستعف عن أكل ماله، وإن كنت فقيراً فيجب أن تأكل بالمعروف
(وحددوا المعروف بأن يأخذ أجر مثله في العمل الذي يقوم به وكلمة المعروف تعني الأمر المتداول عند الناس، أو أن يأخذ على قدر حاجته (الشعراوى))

ومعنى قوله تعالى:
﴿ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾[ سورة النساء: 6 ]
هناك ضوابط، فلو أن له مالاً وأردت أن تستثمره له بصفقةٍ من بضاعةٍ أنت تديرها، فهل لك أن تشتري له من نفسك؟
العلماء قالوا: يجوز، ولكن بأفضل سعر في السوق لصالحه.
﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ﴾
فالعلاقة مع الله سهلة جداً، والله مطلع إلى قلبك، وعملك، وحركتك في الحياة، فيعلم ما إذا كنت مصلحاً لماله أو مفسداً له .يعلم ما إذا كنت قد جعلت من مال اليتيم تجربةً واختباراً للسوق، أو أنك وضعت مال اليتيم في أفضل صفقةٍ مضمونة النتائج.

﴿ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإخوانكُمْ ﴾
لك أن تسكنه معك، ولك أن تقتطع من ماله جزءاً لمصروف البيت، صار هناك اختلاط، ولكن دائماً للحد الأدنى، ودائماً لصالح اليتيم، فقد يأكل في الشهر بألفي ليرة، فتقتطع من ماله ألف ليرة فقط، أي الحد الأدنى، والحد الأسلم والأحوط،
﴿ وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا ﴾[ سورة النساء:5 ]
أي ارزقوهم لا من أصل المال بل من ريع المال.

موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية




 توقيع : روح أنثى

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس