عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 19-10-2019, 01:46 AM
مرافئ الذكريات غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 25
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » 18-09-2023 (09:13 PM)
آبدآعاتي » 492,540[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي هديه في أسباب شرح الصدر الجزء الثاني



5 ـ دوام ذكر الله على كل حال وفي كل موطن :
خامس شيء: ومن أسباب شرح الصدر دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن، فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب
وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه، ونفعه بما يمكنه من المال، والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان، فإن الكريم المحسن
أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً، والبخيل الذي ليس فيه إحسان، أضيق الناس صدراً، وأنكدهم عيشاً
وأعظمهم هماً وغماً، وقد ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلاً في الصحيح للبخيل والمتصدق:
((مثلَ البخيل والمتصدِّق كمثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديد كُلَّما هَمَّ المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت
حتى يجر ثيابه، ويعفى أثرَهُ، وكلما همّ البخيل بالصدقة لزمت كلُّ حَلْقة بمكانها، ولم تتسع عليه))[صحيح عن أبي هريرة]
التوحيد، والنور، والإنابة والإقبال على الله عز وجل، و العلم، ودوام الذكر.
6 ـ الشجاعة :
ومن أسباب انشراح الصدر: الشجاعة؛ فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع القلب، والجبان أضيق الناس صدراً، وأحصرهم قلباً
ولا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم؛ إلا من جنس ما للحيوان البهيمي - لذائد الكافر لذائد بهيمية؛ يأكل، يتصل بالجنس الآخر
يشعر بمتع، هذه المتع تعقبها كآبة - وأما سرور الروح، ولذتها، ونعيمها، وابتهاجها، فمحرم على كل جبان كما هو محرم على كل بخيل
فالبخل والجبن لا يجتمعان في مؤمن، الشجاعة والكرم من صفات المؤمن، والبخل والجبن لا يجتمعان في مؤمن، وهما أحد أسباب
ضيق الصدر؛ لذلك كل معرض عن الله عز وجل، غافل عن ذكره، جاهل بأسمائه، متعلق القلب بغيره، هذا في شقاء
وكل إنسان كثير الذكر، منيب إلى الله، في قلبه نور؛ هذا واسع الصدر.
7 ـ إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه :
ومن أسباب شرح الصدر إخراج دغل القلب من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول
البرء فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظ من انشراح
صدره بطائل، أحياناً هناك تعلقات، و أمراض بالنفس؛ إذا ما أزالها فهناك ضيق بالصدر.
8 ـ ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم :
ومن أسباب شرح الصدر، قال: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم؛ فإن هذه الفضول تستحيل
آلاماً وهموماً، هموماً في القلب، نظر زائد، استماع زائد، مخالطة زائدة، أكل، نوم، هذه تحيل الإنسان إلى مجموعة آلام و هموم.
النبي عليه الصلاة والسلام هو أكمل الخلق في كل صفة من تلك الصفات الله عز وجل قال:

﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [سورة الانفطار:13 -14]
هناك نعيم في الدنيا؛ العمل الصالح يسعد؛ إن كنت أديته بإخلاص تسعد.
النبي عليه الصلاة والسلام كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة العين، وحياة الروح
فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة، وقرة العين مع ما خص به من الشرح الحسي، وأكمل الخلق متابعة له، وأكملهم انشراحاً
ولذة وقرة عين، وعلى حَسب مُتَابعَته ينال العبد من انشراح الصدر، بقدر اتباعك للنبي ينشرح صدرك، وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم
وعصمته إياهم، ودفاعه عنهم، وإعزازه لهم، ونصره لهم بحسب نصيبهم من المتابعة - هذا من أخطر الدروس - أنه كل واحد منا يسعى
إلى راحة النفس، إلى شرح الصدر، إلى التألق الداخلي، والتألق الداخلي و انشرح الصدر والراحة النفسية هذه
كلها لها أسباب، وهي نهاية المنى، ومحط الرحال، وغاية الآمال، وأسبابها واضحة.
هذه الأسباب دقيقة جداً؛ التوحيد، النور، العلم، الإنابة، دوام الذكر، الإحسان إلى الخلق، الشجاعة
الكرم، ترك فضول النظر، ترك فضول الكلام ،الاستماع والمخالطة، والأكل والنوم.
الحالة النفسية للمؤمن تجعله يصبر على الطاعة و على قضاء الله وقدره :
والنبي كان أكمل الناس شرحاً لصدره؛ كل من تابعه في سنته له من شرح القلب نصيب، وأكبر شيء يميز المؤمن هذه الحالة
النفسية له؛ و الحالة النفسية هي أكبر دعم له، هذه الحالة تجعله يتحمل كل المتاعب، الحالة النفسية تجعله يصبر على الطاعة
ويصبر عن الشهوة، ويصبر على قضاء الله وقدره؛ الدعم الداخلي، معنوياته عالية جداً، تألقه شديد؛ وهذا يجعله يستقطب
من حوله استقطاب محبة، استقطاب تقدير، هذا يجعله قوي الإرادة، عزيمته عالية جداً، فإذا وصلنا لهذا الانشراح في الصدر قال تعالى:
﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَض ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ[سورة الانشراح:1-4]




 توقيع : مرافئ الذكريات

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ مرافئ الذكريات على المشاركة المفيدة: