عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-02-2018, 04:15 PM
وهج الكبرياء غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 494
 اشراقتي » Dec 2017
 كنت هنا » 06-02-2021 (12:33 AM)
آبدآعاتي » 380,417[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
افتراضي مهارات خفية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة / مسابقة التحدي






مهارات خفية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة !



بقلم الأستاذة سارة محمد البوزيد
معلمة تربية خاصة صم وضعاف سمع الظهران




أثناء تطبيقي لأحد مقاييس الذكاء في إحدى فصول الصم , والذي يعتمد على رسم أشخاص ثم يتم تحليل تلك الرسومات وصولاً لنسبة ذكاء الطالبة الصماء , طلبت من طالبة في الصف الثاني الابتدائي أن تبدأ بالرسم لأعمل على تطبيق المقياس , لفت نظري الابداع في رسم الطالبة ؛ حيث كان متقنًا وبتفاصيل يصعب إيضاحها من قبل نظيراتها في العمر , جمالاً ودقةً وإتقانًا يجعلني أقف مذهولة أمام إبداعها.
للحواس أهمية عظيمة في حياتنا , ولله الحكمة في سلب حاسة أو أكثر من بعضهم , ولكن! ماذا لو كنا ننظر للأمور بشكل مختلف ؟
لو ركزنا النظر على نقاط القوة وحرصنا على تنميتها لكان ذلك أفضل بكثير من نعت شيء ما بصفة عجز أو غيره.
غالباً نجد أن فاقدي السمع يكونون أكثر تركيزًا على حاسة البصر , فيزداد التمييز البصري لديهم ليشمل فهم الكلام المنطوق عن طريق قراءة الشفاه اعتماداً على البصر , إضافة إلى قوة التركيز والملاحظة الدقيقة لمتغيرات الأمور البصرية .
كذلك نلاحظ قوة التمييز السمعي واللمسي لدى فاقدي البصر فنجد أن فاقد البصر لديه القدرة القوية على تمييز الأصوات وتمييز ملامس الأشياء.
يقول أحدهم : كان لدينا معلّم كفيف في المدرسة يقوم بتدريس القرآن الكريم إلا أن بعض الطلاب كانوا يأتون للمدرسة من دون حفظ مسبق للآيات المقرر تسميعها في الحصة مما يدفعهم للتلاعب والغش , فيساعد بعضهم الآخر بأن يقوم بتلقين زميلة الآيات بصوت خافت أو على قصاصة ورق دون علم المعلم , ما كان يذهل الطلاب , أن المعلم الكفيف كان على قدرة بتمييز صوت الطالب الحافظ للآيات أثناء سرده لها من الطالب الذي قام بالتسميع نقلاً عن أحد زملائه ؟
هل يعني ذلك أن تكون درجة البصر لدى الصم أعلى منها لدى السامعين ؟ أم أن درجة السمع لدى المكفوفين أعلى من المبصرين ؟
إن تعطيل وظيفة إحدى الحواس يتسبب في تقوية التركيز على حاسة أخرى للاعتماد عليها , كما أن ذلك يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على اكتشاف مهاراتهم الخفيّة وتنميتها والتعريف بها , فلا يتوقف الزمن على حاسة فقدت ولله الحكمة في ذلك .
استغلال الحواس الأخرى وتنميتها كنز عظيم يجهل الكثير أهميته , لو ركزنا على ذلك لساهمنا في تحقيق الإبداع في مجالات عدة , لو كانت لدينا معاهد تهتم بتنمية المهارات التي تعتمد في إنجازها على الحواس السليمة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة , سنجد لدينا من المبدعين من ذوي التحدي من هم على قدرة تامة للإنجاز وعلى أتم الاستعداد للعمل في أي مجال يتناسب وقدراتهم .
لو فكرنا ملياً لوجدنا أنه لا يوجد شخص معاق ومن ننعتهم بالمعاقين هم ذوو قدرات خاصة ونادرة ومميزة , لو غيرنا الزاوية التي ننظر منها للأمور حتماً سنرى الجانب المشرق منها ..









 توقيع : وهج الكبرياء





آخر تعديل سكون الليل يوم 05-04-2018 في 09:21 AM.
رد مع اقتباس