عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-07-2020, 01:01 AM
حسن الوائلي متواجد حالياً
 
 عضويتي » 68
 اشراقتي » Feb 2017
 كنت هنا » يوم أمس (09:01 AM)
آبدآعاتي » 1,505,225[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي » القراءة وكتابة الخواطر
موطني » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
مزاجي:
 
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا



(ونفس) بمعنى نفوس (وما سواها) في الخلقة وما في الثلاثة مصدرية أو بمعنى من وقوله : " ونفس وما سواها " يعني جل ثناؤه بقوله " وما سواها " نفسه ، لأنه هو الذي سوى النفس وخلقها ، فعدل خلقها ، فوضع ( ما ) وضع ( من ) ، وقد يحتمل أن يكون معنى ذلك أيضاً المصدر ، فيكون تأويله : ونفس وتسويتها ، فيكون القسم بالنفس وبتسويتها .

قوله تعالى:" ونفس وما سواها" قيل : المعنى وتسويتها. (فما) بمعنى المصدر. وقيل: المعنى ومن سواها، وهو الله عز وجل. وفي النفس قولان: أحدهما: آدم. الثاني: كل نفس منفوسة. وسوى: بمعنى هيأ. وقال مجاهد : سواها: سوى خلقها وعدل. هذه الأسماء كلها مجرورة على القسم. أقسم جل ثناؤه بخلقه لما فيه من عجائب الصنعة الدالة عليه.

قال مجاهد "والشمس وضحاها" أي وضوئها. وقال قتادة "وضحاها" النهار كله. قال ابن جرير : والصواب أن يقال: أقسم الله بالشمس ونهارها لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار "والقمر إذا تلاها" قال مجاهد : تبعها, وقال العوفي عن ابن عباس "والقمر إذا تلاها" قال: يتلو النهار, وقال قتادة : إذا تلاها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رؤي الهلال, وقال ابن زيد , هو يتلوها في النصف الأول من الشهر ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر, وقال مالك عن زيد بن أسلم : إذا تلاها ليلة القدر. وقوله تعالى: "والنهار إذا جلاها" قال مجاهد : أضاء. وقال قتادة "والنهار إذا جلاها" إذا غشيها النهار, وقال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية يتأول ذلك بمعنى والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها.
(قلت) ولو أن هذا القائل تأول ذلك بمعنى "والنهار إذا جلاها" أي البسيطة لكان أولى ولصح تأويله في قوله تعالى: " والليل إذا يغشاها " فكان أجود وأقوى, والله أعلم. ولهذا قال مجاهد "والنهار إذا جلاها" إنه كقوله تعالى: "والنهار إذا تجلى" وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله على الشمس لجريان ذكرها, وقالوا في قوله تعالى: "والليل إذا يغشاها" يعني إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الافاق.
وقال بقية بن الوليد عن صفوان : حدثني يزيد بن ذي حمامة قال: إذا جاء الليل قال الرب جل جلاله غشى عبادي خلقي العظيم فالليل يهابه والذي خلقه أحق أن يهاب. رواه ابن أبي حاتم , وقوله تعالى: "والسماء وما بناها" يحتمل أن تكون ما ههنا مصدرية بمعنى والسماء وبنائها, وهو قول قتادة : ويحتمل أن تكون بمعنى من يعني والسماء وبانيها, وهو قول مجاهد , وكلاهما متلازم والبناء هو الرفع كقوله تعالى: " والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون " وهكذا قوله تعالى: "والأرض وما طحاها" قال مجاهد : طحاها دحاها, وقال العوفي عن ابن عباس "وما طحاها" أي خلق فيها. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : طحاها قسمها. وقال مجاهد وقتادة والضحاك والسدي والثوري وأبو صالح وابن زيد "طحاها" بسطها, وهذا أشهر الأقوال وعليه الأكثر من المفسرين, وهو المعروف عند أهل اللغة, قال الجوهري : طحوته مثل دحوته أي بسطته.
وقوله تعالى: "ونفس وما سواها" أي خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة كما قال تعالى: "فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه, كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟" أخرجاه من رواية أبي هريرة , وفي صحيح مسلم من رواية عياض بن حماد المجاشعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم", وقوله تعالى: "فألهمها فجورها وتقواها" أي فأرشدها إلى فجورها أي بين ذلك لها وهداها إلى ما قدر لها. قال ابن عباس "فألهمها فجورها وتقواها" بين لها الخير والشر, وكذا قال مجاهد وقتادة والضحاك والثوري , وقال سعيد بن جبير : ألهمها الخير والشر, وقال ابن زيد : جعل فيها فجورها وتقواها, وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار , حدثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصم النبيل قالا: حدثنا عزرة بن ثابت , حدثني يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الديلي قال: قال لي عمران بن حصين : أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أو فيما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت عليهم الحجة ؟ قلت: بل شيء قضي عليهم, قال: فهل يكون ذلك ظلماً ؟ قال: ففزعت منه فزعاً شديداً قال: قلت له ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون, قال: سددك الله إنما سألتك لأخبر عقلك, " إن رجلاً من مزينة أو جهينة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون, أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قدر قد سبق أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم وأكدت به عليهم الحجة ؟ قال: بل شيء قد قضي عليهم قال: ففيم نعمل ؟ قال: من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه لها وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى: "ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها" " رواه أحمد ومسلم من حديث عزرة بن ثابت به.




 توقيع : حسن الوائلي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ حسن الوائلي على المشاركة المفيدة: