عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30-11-2017, 04:16 PM
نُوميديآ غير متواجد حالياً
 
 عضويتي » 464
 اشراقتي » Nov 2017
 كنت هنا » 08-09-2019 (07:19 PM)
آبدآعاتي » 2,759[ + ]
سَنابِل الإبْداع » [ + ]
هواياتي »
موطني » دولتي الحبيبه Algeria
جنسي  »
مُتنفسي هنا »  صوري  مُتنفسي هنا
 
 
افتراضي إنسان معَ وقف التّنفيذ .. (وداد)



إنّ أقصى حلمٍ تتمناه أي فتاة
بيت و أولاد .. و كَتف عاتية
تستند عَليها اذا الحال مال


غير هذا فهيَ في نظر
المجتمع المَريض عَانِس (عِبء)
فسحقا لِكلّ من أطلق عليها هذا
الإسم وجعلها صنما للخيبات .. /


ألقت وداد ما تَبقىَ من جسدها المُنهك على أطروحة المرض بمضجعها الهرم ..؛
سرق الأرق النّوم من مقلتيها في ليلة ظلماء لا وهج فيها ولا قَمر
أخذت كما عادتها تئن تارة و تكتم أخرى جراءَ آلامٍ أرهقت عضل مقاومتها حتى الطبيب علّ احتكاكها شفقة عليها
و رِفقةً بها أخذ يخط لها النصائح قبل فحصها حفظ عن ظهر قلب كلّ شكواها و صِيغ توجعاتها
حكم عليها مُسبقا هو الآخر بأن لا رجاء من شفائها ، فأخذ يكتفي بنصحها بمهدئات تخفف حدة الهمهمات والأحلام
وتساعد على طمس الحسرة إلى حين

وِداد ما زالت تَأمل في الِشفاء وهي على منصة العقد الثامن من دواء .. ! ؟
كثيرا ما كانت جَدتها تردد مع نفسها وعلى مسامعها :
دمّرك والدك ِ ،،
هو السّبب
تجاهل مصيرك ومستقبلك ..

كلما طلبتُ منه كسر الحاجز الذي طوقك به ، خاصمني وبالغ في تسخيفي...
وما هدأ ولا استقر له بَال حتى رأى عتو السن على جمالك
و فَتكت الصروف بقوامك
بِربكِ يا جدّة توقفيِ
هكذا كانت تقطع وداد كل الحديث

وارت أوجاعها وتوارت في مخدعها تحامى إلى ذهنها شريط الماضي اللّعين
إستحضرت شقيقها الذي كَبر بينهم مدللا تحت نفقة ما كانت تدره سواعدها وقت ما كانت تَكدح رغم أنفها
أكمل هو دراسته و إشتغل و تزوج
وقبل وفاة والده إنقطع خبره مع نبأ زواجه ثم انتقاله إلى حيث لا يدرون

تناولت بنهمة المهدئات وجذبت زفرات نفس عميقة ورددت :
حسبي الله و فقط
أغمضت عيناها وتوكأت أحلامها وخطت أمانيها كعادتها على صفح الماء
..
قامت إلى الصلاة تؤدي حركاتها على غير هدى
سألت و تسائلت ..
ألم يخطر ببال أبي أنيِ سأكون يوما ما بحاجة لمن يصحح لي واجباتيِ الدينية
حين أفنيت شبابيِ في توفير لقمة العيش ، ووضعها في أفواه من لا يستحقها

تَنهيدة ؛؛ بعدها إنتاب وداد فتور حاد إنه مفعول المهدئات ..
أغلقت منافذ الليل و أسدلت الستائر وآوت إلى فراشها راغبة في الدفء والأمان
إستسلمت لِسنة النوم فرأت فيما يرى النائم أنها في أبهى حلة عروس
تزف رويدا رويدا إلى زوج ضخم يضم بين راحتيه ما لذ وطاب من الأماني تذيب جبلَ الجليد
..
فرغت الثَغر للزغردة ومدت يدها واستعدت
وحين هَمّت أُلقِمت ما كانت تتوقعه وتخشاه ...!!




 توقيع : نُوميديآ



آخر تعديل احمد حماد يوم 30-11-2017 في 05:50 PM.
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ نُوميديآ على المشاركة المفيدة:
, ,